277
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

الفصل الرابع عشر : عروج النبيّ من صدر الوصيّ

كانت الأيّام الأخيرة من عمر رسول اللّه صلى الله عليه و آله أيّاما عجيبةً ، فقد كانت لعليّ عليه السلام أيّاما حافلةً بالغموم ، زاخرةً بالآلام ، مليئة بالمتاعب والمحن ، وكانت للسّاسة آنذاك أيّام عمل ، ومثابرة وتخطيط للاستحواذ على الخلافة وسعي لرسم السياسة القادمة ، وتفكير بالغد وبما يليه . . .
أمر رسول اللّه صلى الله عليه و آله بتجهيز الجيش لحرب الروم ، فتعبّأ الجيش وفيه وجوه بارزة ، وعقد صلى الله عليه و آله اللواء بنفسه ودفعه إلى اُسامة بن زيد . وكان صغر سنّه قد شكّل ذريعة بأيدي الساسة للاعتراض عليه إخفاءً للبواعث الحقيقيّة التي كانت تدفعهم إلى التلكّؤ والتباطؤ في الحركة في وقت كان النبيّ صلى الله عليه و آله على فراش المرض يعاني من الحمّى . ولمّا علم بتثاقلهم قام من فراشه ، وتوجّه نحو المسجد بجسمٍ محمومٍ ورأس معصوب ، وأنبأ المسلمين بالتّبعات الذميمة الشاذّة لفتورهم وتقاعسهم ، ثمّ قال : «أنفِذُوا جَيشَ اُسَامَة» ۱ . بَيْد أنّ ساسة الدنيا حالوا دون الإنفاذ من خلال توقّف

1.الطبقات الكبرى : ج۲ ص۱۸۹ ـ ۱۹۱ ، المغازي : ج۳ ص۱۱۱۷ ـ ۱۱۲۰ ؛ تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۱۳ ، الإرشاد : ج۱ ص۱۸۰ ـ ۱۸۴ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
276

مُحَمَّدٌ رَبَّهُ ! فَهَلّا سَأَلَ رَبَّهُ مَلَكا يَعضُدُهُ عَلى عَدُوِّهِ ، أو كَنزا يَستَغني بِهِ عَن فاقَتِهِ ! وَاللّهِ ما دَعاهُ إلى حَقٍّ ولا باطِلٍ إلّا أجابَهُ إلَيهِ .
فَأَنزَلَ اللّهُ سُبحانَهُ وتَعالى : «فَلَعَلَّكَ تَارِكُم بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَ ضَآئِق بِهِ صَدْرُكَ»۱ . ۲

۳۰۲.تاريخ دمشق عن ابن عبّاس :أخبَرَتني أسماءُ بِنتُ عُمَيسٍ أنَّها رَمَقَت رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَلَم يَزَل يَدعو لَهُما خاصَّةً ـ يَعني عَلِيّا وفاطِمَةَ ـ لا يُشرِكُهُما بِدُعائِهِ أحَدا ۳ .

راجع : ج 4 ص 501 (سألت ربّي فيك خمس خصال) .

1.هود : ۱۲ .

2.الكافي : ج۸ ص۳۷۸ ح۵۷۲ عن عمّار بن سويد ، الأمالي للمفيد : ص۲۷۹ ح۵ عن عمر بن يزيد ، الأمالي للطوسي : ص۱۰۷ ح۱۶۴ ، بشارة المصطفى : ص۲۳۷ كلاهما عن عمّار بن يزيد وكلّها نحوه ، تفسير العيّاشي : ج۲ ص۱۴۱ ح۱۱ عن عمّار بن سويد وفيه «غدير» بدل «قديد» .

3.تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۳۱۲ ، المعجم الكبير : ج۲۲ ص۴۱۲ ح۱۰۲۲ و ج ۲۴ ص۱۳۵ ح۳۶۲ ، حلية الأولياء : ج۲ ص۷۵ ح ۱۵۸ ، المناقب للخوارزمي : ص۳۴۰ ح۳۵۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 76475
صفحه از 664
پرینت  ارسال به