281
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

عَهدا بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، قالَت : عُدنا رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله غَداةً بَعدَ غَداةٍ يَقولُ : «جاءَ عَلِيٌّ ؟» مِرارا . قالَت : وأظُنُّهُ كانَ بَعَثَهُ في حاجَةٍ ، قالَت : فَجاءَ بَعدُ فَظَنَنتُ أنَّ لَهُ إلَيهِ حاجَةٌ ، فَخَرَجنا مِنَ البَيتِ فَقَعَدنا عِندَ البابِ ، فَكُنتُ مِن أدناهُم إلَى البابِ ، فَأَكَبَّ عَلَيهِ عَلِيٌّ فَجَعَلَ يُسارُّهُ ويُناجيهِ ، ثُمَّ قُبِضَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِن يَومِهِ ذلِكَ ، فَكانَ أقرَبَ النّاسِ بِهِ عَهدا ۱ .

۳۰۷.الإرشاد :أقبَلَ [ صلى الله عليه و آله ] عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَ لَهُ : يا أخي ، تَقبَلُ وَصِيَّتي وتُنجِزُ عِدَتي وتَقضي عَنّي دَيني وتَقومُ بِأَمرِ أهلي مِن بَعدي ؟ قالَ : نَعَم يا رَسولَ اللّهِ . فَقالَ لَهُ : اُدنُ مِنّي . فَدَنا مِنهُ ، فَضَمَّهُ إلَيهِ ، ثُمَّ نَزَعَ خاتَمَهُ مِن يَدِهِ فَقالَ لَهُ : خُذ هذا فَضَعهُ في يَدِكَ . ودَعا بِسَيفِهِ ودِرعِهِ وجَميعِ لَأْمَتِهِ ۲ فَدَفَعَ ذلِكَ إلَيهِ ، وَالتَمَسَ عِصابَةً كانَ يَشُدُّها عَلى بَطنِهِ إذا لَبِسَ سِلاحَهُ وخَرَجَ إلَى الحَربِ ، فَجيءَ بِها إلَيهِ ، فَدَفَعَها إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، وقالَ لَهُ : اِمضِ عَلَى اسمِ اللّهِ إلى مَنزِلِكَ ۳ .

۳۰۸.الإمام عليّ عليه السلام :لَقَد قُبِضَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وإنَّ رَأسَهُ لَعَلى صَدري ، ولَقَد سالَت نَفسُهُ في كَفّي فَأَمرَرتُها عَلى وَجهي . ولَقَد وُلِّيتُ غُسلَهُ صلى الله عليه و آله وَالمَلائِكَةُ أعواني ، فَضَجَّتِ الدّارُ وَالأَفنِيَةُ ؛ مَلَأٌ يَهبِطُ ، ومَلَأٌ يَعرُجُ ، وما فارَقَت سَمعي هَينَمَةٌ ۴ مِنهُم ، يُصَلّونَ عَلَيهِ حَتّى

1.مسند ابن حنبل : ج۱۰ ص۱۹۰ ح۲۶۶۲۷ ، المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۱۴۹ ح۴۶۷۱ ، فضائل الصحابة لابن حنبل : ج۲ ص۶۸۶ ح۱۱۷۱ وفيهما «قالت فاطمة» بعد «مرارا» ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج۷ ص۴۹۴ ح۳ ، المعجم الكبير : ج۲۳ ص۳۷۵ ح۸۸۷ نحوه ، مسند أبي يعلى : ج۶ ص۲۷۱ ح۶۹۳۲ ، تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۳۹۴ ح۹۰۰۸ ، تاريخ أصبهان : ج۱ ص۳۰۱ ح۵۲۳ ؛ العمدة : ص۲۸۷ ح۴۶۶ ، شرح الأخبار : ج۲ ص۲۸۲ ح۵۹۴ وفيهما «قالت فاطمة عليهاالسلام» بعد «مرارا» .

2.اللَأْمَة : السِّلاح . ولَأْمَةُ الحَرب : أداتُه (النهاية : ج۴ ص۲۲۰) .

3.الإرشاد : ج۱ ص۱۸۵ ، قصص الأنبياء : ص۳۵۹ ح۴۳۳ ، إعلام الورى : ج۱ ص۲۶۶ كلاهما نحوه .

4.هي الكلام الخفيّ لا يُفهَم (النهاية : ج۵ ص۲۹۰) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
280

أبي طالِبٍ ، لا تَقوليهِ ، ولكِن قُولي : «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَـبِكُمْ»۱ . فَبَكَت طَويلاً ، فَأَومَأَ إلَيها بِالدُّنُوِّ مِنهُ ، فَدَنَت ، فَأَسَرَّ إلَيها شَيئا تَهَلَّلَ لَهُ وَجهُها .
ثُمَّ قَضى صلى الله عليه و آله وَيدُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام اليُمنى تَحتَ حَنَكِهِ ۲ ، فَفاضَت نَفسُهُ صلى الله عليه و آله فيها ، فَرَفَعَها إلى وَجهِهِ فَمَسَحَهُ بِها ، ثُمَّ وَجَّهَهُ ، وغَمَّضَهُ ، ومَدَّ عَلَيهِ إزارَهُ ، وَاشتَغَلَ بِالنَّظَرِ في أمرِهِ ۳ .

۳۰۴.كنز العمّال عن حذيفة بن اليمان :دَخَلتُ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله في مَرَضِهِ الَّذي قُبِضَ فيهِ ، فَرَأَيتُهُ يَتَسانَدُ إلى عَلِيٍّ ، فَأَرَدتُ أن اُنَحِّيَهُ وأجلِسَ مَكانَهُ ، فَقُلتُ : يا أبَا الحَسَنِ ، ما أراكَ إلّا تَعِبتَ في لَيلَتِكَ هذِهِ ، فَلَو تَنَحَّيتَ فَأَعنَتُكَ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : دَعهُ ؛ فَهُوَ أحَقُّ بِمَكانِهِ مِنكَ ۴ .

۳۰۵.الطبقات الكبرى عن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عن أبيه عن جدّه :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في مَرَضِهِ : اُدعوا لي أخي . قالَ : فَدُعِيَ لَهُ عَلِيٌّ . فَقالَ : اُدنُ مِنّي . فَدَنَوتُ مِنهُ ، فَاستَنَدَ إلَيَّ فَلَم يَزَل مُستَنِدا إلَيَّ وإنَّهُ لَيُكَلِّمُني حَتّى إنَّ بَعضَ ريقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله لَيُصيبُني ، ثُمَّ نُزِلَ بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وثَقُلَ في حِجري ، فَصِحتُ : يا عَبّاسُ ، أدرِكني فَإِنّي هالِكٌ ! فَجاءَ العَبّاسُ ، فَكانَ جَهدُهُما جَميعا أن أضجَعاهُ ۵ .

۳۰۶.مسند ابن حنبل عن اُمّ موسى عن اُمّ سلمة :وَالَّذي أحلِفُ بِهِ ، إن كانَ عَلِيٌّ لَأَقرَبَ النّاس

1.آل عمران : ۱۴۴ .

2.الحَنَك : باطن أعلى الفم من داخل . وقيل : هو الأسفل في طرف مُقدَّم اللَّحْيَيْن من أسفلهما (لسان العرب : ج۱۰ ص۴۱۶) .

3.الإرشاد : ج۱ ص۱۸۵ .

4.كنز العمّال : ج۱۶ ص۲۲۸ ح۴۴۲۶۶ نقلاً عن ابن عساكر ؛ المناقب للكوفي : ج۲ ص۶۰۸ ح۱۱۰۷ نحوه .

5.الطبقات الكبرى : ج۲ ص۲۶۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 76601
صفحه از 664
پرینت  ارسال به