311
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين» ، والملاحظ أنّ هذه الأحاديث النبويّة تذكر الإمام عليّ بلقب «أمير المؤمنين» مرّة ، ولقب «أمير البررة» ثانية ، و«أمير كلّ مؤمن بعد وفاتي» ثالثة ۱ .
وهذا الإمام الحسن عليه السلام يشرط على معاوية في معاهدة الصلح أن لايتسمّى بـ «أمير المؤمنين» ولا يُطلق على نفسه هذا اللقب ۲ .

1.راجع : ج ۱ ص ۴۳۷ (أحاديث الإمارة) ، وكتاب «اليقين باختصاص مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين» .

2.علل الشرائع : ص۲۱۲ ح۲ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
310

(6 )

أحاديث الإمارة

حثّ القرآن جميع المؤمنين ودعاهم بصراحة تامّة إلى إطاعة «اُولي الأمر» ۱ ؛ حيث جعل إطاعة هؤلاء واتّباعهم رديفاً لإطاعة اللّه وإطاعة رسول اللّه صلى الله عليه و آله . والسؤال : من هم مصداق «اُولي الأمر» ؟ أ فيجوز أنّ نعدّ الطغاة والجبّارين المحترفين ـ الذين يتسنّمون السلطة متّخذين جماجم الأبرياء سلّماً يرقون به إلى مسند العرش ـ مصداقاً لاُولي الأمر ؟ أبداً لا يجوز هذا .
فلا ريب أنّ مصداق «اُولي الأمر» ينطبق على اُولئك الذين يعيشون حياتهم على نهج نبوي وضّاء ، ويبذلون وجودهم للّه ، وفي سبيل اللّه ، ويُفنون أعمارهم من أجل إعلاء كلمة الحقّ ، وبسط العدالة في ربوع الحياة . وهذا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب يتبوّأ من هذا العنوان ذروته العليا ، ويقف على أقصى نقطة من قمّته الشاهقة ، كما تفصح عن ذلك الكثير من الأحاديث النبويّة ؛ تلك النصوص الوضّاءة الموحية التي تبعث على الدهشة والجلال .
دعونا نتخطّى ذلك إلى ما هو أبعد منه مدىً وأعمق أثراً ؛ فهذا رسول اللّه صلى الله عليه و آله اختصّ عليّ بن أبي طالب وحده بلقب «أمير المؤمنين» ؛ فلا يحقّ هذا اللقب لأحدٍ غيره قط كما نصّ على ذلك صراحة النهي النبوي .
ولدينا فيض من النصوص التي تتحدّث عن هذا المعنى ، وهي من الكثرة بحيث صنّف من بعضها السيّد الأجلّ ، قدوة السالكين ، واُسوة العابدين وجمال العارفين رضي الدين عليّ بن طاووس الحلّي كتاباً أطلق عليه عنوان : «اليقين باختصاص

1.إشارة إلى الآية ۵۹ من سورة النساء .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 76449
صفحه از 664
پرینت  ارسال به