329
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

في الموسم هذا بشأن أن يُلقي على الاُمّة نظرة مستأنفة في جميع محتويات الرسالة ، ويستعيد اُمور هذا الدين ، وقد راح في الأيّام الأخيرة من سفره يركّز على الحجّ والولاية أكثر . لننظر إلى الإمام الباقر عليه السلام وهو يقول : «حَجَّ رَسولُ اللّهِ . . .» ۱ .
3 ـ تنطوي بعض صيغ الحديث ونقوله على نقطة تستثير السؤال وتستحق التأمّل ؛ فقد انطوت بعض نقول الحديث على جملة : «كُلُّهم مِن قُرَيشٍ» ، وهي تدلّ على أنّ جابراً لم يسمع هذه الجملة ، فسأل عنها أباه ، فذكر له أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال في تتمّة الحديث : «كُلُّهم مِن قُرَيشٍ» أو «كُلُّهُم مِن بَني هاشِمٍ» .
هذه الصيغ على ثلاثة أضرب ، هي :
أ : إنّ جابراً قال فقط : «ثُمَّ قالَ كَلِمَةً لَم أفهَمها» ۲ .
أو : «ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ خَفِيَت عَلَيَّ» ۳ من دون إيضاح علّة خفاء الصوت ، وسبب عدم السماع .
ب : وفي بعضها عزى جابر عدم سماعه تتمّة الحديث إلى النبيّ صلى الله عليه و آله قائلاً : «ثُمَّ خَفَضَ صَوتَهُ ، فَلَم أدرِ ما يَقولُ» ۴ .
أو : «ثُمَّ هَمَسَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِكَلِمَةٍ لَم أسمَعها ، فَقُلتُ لِأَبي : مَا الكَلِمَةُ الَّتي هَمَسَ بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ؟» ۵ .
أو : «ثُمَّ أخفى صَوتَهُ ، فَقُلتُ لِأَبي : قَد سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : يَكونُ بَعدِي اثنا عَشَرَ أميراً ، فَمَا الَّذي أخفى صَوتَهُ ؟ قالَ : كُلُّهُم مِن قُرَيشٍ» ۶ .

1.راجع : واقعة الغدير .

2.مسند ابن حنبل : ج۷ ص۴۲۷ ح۲۰۹۷۶ .

3.مسند ابن حنبل : ج۷ ص۴۲۷ ح۲۰۹۷۷ .

4.المعجم الكبير : ج۲ ص۱۹۷ ح۱۷۹۹ .

5.المعجم الكبير : ج۲ ص۱۹۶ ح۱۷۹۴ .

6.المعجم الكبير : ج۲ ص۲۵۳ ح۲۰۶۲ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
328

يَخطُبُ» إلى آخر الحديث ۱ ، حيث يدلّ لفظ «المسجد» في الرواية على المسجد النبوي ظاهراً .

ب : حجّة البلاغ

هذه المجموعة من الأخبار مرويّة عن جابر بن سمرة بن جندب أيضاً ، وقد ذكر فيها أ نّه سمع مقالة النبيّ هذه في ذلك الموسم العظيم ۲ (حَجَّة البلاغ أو حَجَّة الوداع) ، وفي الموقف بعرفات ۳ .
2 ـ إنّ استثمار رسول اللّه صلى الله عليه و آله للموسم ، وتوظيفه لاجتماع الاُمّة العظيم في عرفات ؛ لكي يعلن هذه الحقيقة ويصدع بها ، لهو أمر خليق بالاعتبار ، وينطوي على الدروس والعِبَر . فقد حرص النبيّ صلى الله عليه و آله على أن يستفيد من هذا الحشد الكبير في الإعلان عن «حديث الثقلين» ، وذلك في واحدة من المرّات المتكرّرة التي كان النبيّ قد أعلن فيها هذا الحديث المصيري على الاُمّة .
بشكل عامّ عندما نطلّ على هذه المراسم نجدها شهدت عرض «الثقلين» بوصفهما معاً السبيل إلى هداية الاُمّة ، وفي المشهد ذاته تمّ تحديد مصاديق العترة والإعلان عنها بوضوح ، وفي الذروة الأخيرة من هذا الموسم سجّل المشهد نزول آية «إكمال الدين» وإعلان الولاية ، هذا الإعلان الذي ترافق مع إنذار للنبيّ صلى الله عليه و آله يفيد أنّ عدم إبلاغه ما اُنزل إليه من ربّه يتساوق مع ضياع الرسالة وعدم إبلاغها بالمرّة .
بعبارة اُخرى : كأنّ المشهد يُخبرنا بوقائعه وما حصل فيه ، أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان

1.المعجم الكبير : ج۲ ص۱۹۷ ح۱۷۹۹ .

2.راجع : مسند ابن حنبل : ج۷ ص۴۰۵ ح۲۰۸۴۰ و ۲۰۸۴۳ و ص ۴۰۸ ح۲۰۸۵۷ و ص ۴۳۰ ح۲۰۹۹۲ والمعجم الكبير : ج۲ ص۱۹۷ ح۱۸۰۰ .

3.راجع : مسند ابن حنبل : ج۷ ص۴۱۸ ح۲۰۹۲۲ و ص ۴۲۴ ح۲۰۹۵۹ و ۲۰۹۶۰ و ص ۴۲۹ ح۲۰۹۹۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 76636
صفحه از 664
پرینت  ارسال به