يَخطُبُ» إلى آخر الحديث ۱ ، حيث يدلّ لفظ «المسجد» في الرواية على المسجد النبوي ظاهراً .
ب : حجّة البلاغ
هذه المجموعة من الأخبار مرويّة عن جابر بن سمرة بن جندب أيضاً ، وقد ذكر فيها أ نّه سمع مقالة النبيّ هذه في ذلك الموسم العظيم ۲ (حَجَّة البلاغ أو حَجَّة الوداع) ، وفي الموقف بعرفات ۳ .
2 ـ إنّ استثمار رسول اللّه صلى الله عليه و آله للموسم ، وتوظيفه لاجتماع الاُمّة العظيم في عرفات ؛ لكي يعلن هذه الحقيقة ويصدع بها ، لهو أمر خليق بالاعتبار ، وينطوي على الدروس والعِبَر . فقد حرص النبيّ صلى الله عليه و آله على أن يستفيد من هذا الحشد الكبير في الإعلان عن «حديث الثقلين» ، وذلك في واحدة من المرّات المتكرّرة التي كان النبيّ قد أعلن فيها هذا الحديث المصيري على الاُمّة .
بشكل عامّ عندما نطلّ على هذه المراسم نجدها شهدت عرض «الثقلين» بوصفهما معاً السبيل إلى هداية الاُمّة ، وفي المشهد ذاته تمّ تحديد مصاديق العترة والإعلان عنها بوضوح ، وفي الذروة الأخيرة من هذا الموسم سجّل المشهد نزول آية «إكمال الدين» وإعلان الولاية ، هذا الإعلان الذي ترافق مع إنذار للنبيّ صلى الله عليه و آله يفيد أنّ عدم إبلاغه ما اُنزل إليه من ربّه يتساوق مع ضياع الرسالة وعدم إبلاغها بالمرّة .
بعبارة اُخرى : كأنّ المشهد يُخبرنا بوقائعه وما حصل فيه ، أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان
1.المعجم الكبير : ج۲ ص۱۹۷ ح۱۷۹۹ .
2.راجع : مسند ابن حنبل : ج۷ ص۴۰۵ ح۲۰۸۴۰ و ۲۰۸۴۳ و ص ۴۰۸ ح۲۰۸۵۷ و ص ۴۳۰ ح۲۰۹۹۲ والمعجم الكبير : ج۲ ص۱۹۷ ح۱۸۰۰ .
3.راجع : مسند ابن حنبل : ج۷ ص۴۱۸ ح۲۰۹۲۲ و ص ۴۲۴ ح۲۰۹۵۹ و ۲۰۹۶۰ و ص ۴۲۹ ح۲۰۹۹۱ .