341
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

صاحب الغدير ، أنّ هناك عدداً آخر من الصحابة رووا الحديث ، قد استوفاهم في كتابه «على ضفاف الغدير» ۱ .
ثمَّ في موسوعة «الغدير» فهرس كبير تقصّى رواة حديث الغدير من التابعين .
أمّا العالم الغيور السيّد حامد حسين الهندي الذي أمضى عمره دفاعاً عن الولاية وحريم التشيّع بمثابرة عجيبة ومن دون تعب أو كلل ، فقد خصّص جزءاً كبيراً من موسوعته الخالدة «عبقات الأنوار» لحديث الغدير ، حيث كشف فيه عن أسانيد الحديث تفصيلاً ، وضبط طرقه ورواته ۲ ، ثمّ استوفى الكلام في نقد من ذهب إلى عدم تواتر الحديث ، كاشفاً خطل هذه الدعوى وعدم صوابها بأدلّة دامغة وافية ۳ .
على ضوء هذه المعطيات يبدو أنّ الكلام عن سند الحديث وصحّته هو من فضول الكلام ، وممّا لا جدوى من ورائه . لذلك كلّه سنكتفي بشهادات عدد من المحدّثين ، قبل أن نترك هذه النقطة إلى بُعد آخر من أبعاد البحث :
ذكر الحاكم النيسابوري الحديث في موضع من «المستدرك على الصحيحين» ، ثمّ كتب بعد ذلك : «هذا حَديثٌ صَحيحٌ عَلى شَرطِ الشَّيخَينِ ولَم يُخرِجاهُ» ۴ .
كما قال في موضع آخر بعد نقل الحديث : «هذا حَديثٌ صَحيحُ الإِسنادِ ولَم يُخرِجاهُ» ۵ .
أمّا الترمذي فقد ذكر بعد أن نقل الحديث في «السنن» : «هذا حَديثٌ حَسَن

1.هذا الكتاب مخطوط ولم يطبع حتى الآن ، راجع : هامش الغدير (طبعة مركز الغدير للدراسات الإسلاميّة) : ج۱ ص۱۴۴ .

2.راجع : نفحات الأزهار : ج۶ ـ ۹ .

3.نفحات الأزهار : ج۶ ص۳۷۷ ـ ۴۱۵ .

4.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۱۱۸ ح۴۵۷۶ .

5.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۶۱۳ ح۶۲۷۲ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
340

الحديث الشريف على «الإمامة والولاية» ، ويثيروا الشبهات من جهة ثانية حول سنده .
لقد توفّرنا على إيراد نصوص كثيرة في المتن ، ونودّ الآن أن نسلّط الضوء على بعض الحقائق الكامنة في الحديث من خلال دراسة وتحليل محتواه وسنده ودلالته ، وذلك في إطار النصوص التي مرّت ومعلومات اُخرى .
سنمضي مع هذه الجولة التحليليّة من خلال العناوين التالية :

1 ـ سند الحديث

حديث الغدير من أبرز الأحاديث النبويّة وأكثرها شهرة ، صرّح بصحّته بل بتواتره عدد كبير من المحدّثين والعلماء ۱ . على سبيل المثال : نقل ابن كثير عن الذهبي : «وصَدرُ الحَديثِ (مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ) مُتَواتِرٌ ، أتَيَقَّنُ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَهُ» ۲ .
وقال الذهبي في رسالته : حَديثُ «مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ» مِمّا تَواتَرَ ، وأفادَ القَطعَ بِأَنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه و آله قالَهُ ، رَواهُ الجَمُّ الغَفيرُ وَالعَدَدُ الكَثيرُ مِن طُرُقٍ صَحيحةٍ ، وحَسَنَةٍ ، وضَعيفَةٍ ، ومُطَّرَحَةٍ ، وأنَا أسوقُها : . . . ۳ .
وقد أحصى العلّامة الأميني مائة وعشرة من أعاظم الصحابة رووا الحديث ، ثمّ ذكر في نهاية الجولة أنّ من فاته منهم أكثر من ذلك بكثير ۴ .
أمّا المحقّق الراحل السيّد عبد العزيز الطباطبائي رحمه الله فقد ذكر في هامش على كلام

1.راجع : نفحات الأزهار : ج۶ ص۳۷۷ .

2.البداية والنهاية : ج۵ ص۲۱۴ .

3.رسالة طرق حديث «من كنت مولاه فعليّ مولاه» للذهبي : ص۱۱ .

4.الغدير : ج۱ ص۶۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 76536
صفحه از 664
پرینت  ارسال به