385
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

خَرَجَ آدَمُ مِنَ الدُّنيا وقَد عاهَدَ قَومَهُ عَلَى الوَفاءِ لِوَلَدِهِ شَيثٍ فَما وُفِيَلَهُ ، ولَقَد خَرَجَ نوحٌ مِنَ الدُّنيا وعاهَدَ قَومَهُ عَلَى الوَفاءِ لِوَصِيِّهِ سامٍ فَما وَفَت اُمَّتُهُ ، ولَقَد خَرَجَ إبراهيمُ مِنَ الدُّنيا وعاهَدَ قَومَهُ عَلَى الوَفاءِ لِوَصِيِّهِ إسماعيلَ فَما وَفَت اُمَّتُهُ ، ولَقَد خَرَجَ موسى مِنَ الدُّنيا وعاهَدَ قَومَهُ عَلَى الوَفاءِ لِوَصِيِّهِ يوشَعَ بنِ نونٍ فَما وَفَت اُمَّتُهُ ، ولَقَد رُفِعَ عيسَى بنُ مَريَمَ إلَى السَّماءِ وقَد عاهَدَ قَومَهُ عَلَى الوَفاءِ لَوَصِيِّهِ شَمعونَ بنِ حَمّونَ الصَّفا فَما وَفَت اُمَّتُهُ . وإنّي مُفارِقُكُم عَن قَريبٍ وخارِجٌ مِن بَينِ أظهُرِكُم ، وقَد عَهِدتُ إلى اُمَّتي في عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ وإنَّهَا الرّاكِبَةُ ۱ سُنَنَ مَن قَبلَها مِنَ الاُمَمِ في مُخالَفَةِ وَصِيّي وعِصيانِهِ ، ألا وإنّي مُجَدِّدٌ عَلَيكُم عَهدي في عَلِيٍّ ، فَمَن نَكَثَ فَإِنَّما يَنكُثُ عَلى نَفسِهِ «وَ مَنْ أَوْفَى بِمَا عَـهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا»۲ .
أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ عَلِيّا إمامُكُم مِن بعدي ، وخَليفَتي عَلَيكُم ، وهُوَ وَصِيّي ، ووَزيري ، وأخي ، وناصِري ، وزَوجُ ابنَتي ، وأبو وُلدي ، وصاحِبُ شَفاعَتي وحَوضي ولِوائي ، مَن أنكَرَهُ فَقَد أنكَرَني ، ومَن أنكَرَني فَقَد أنكَرَ اللّهَ عزَّوجَلَّ ، ومَن أقَرَّ بِإِمامَتِهِ فَقَد أقَرَّ بِنُبُوَّتي ، ومَن أقَرَّ بِنُبُوَّتي فَقَد أقَرَّ بِوَحدانِيَّةِ اللّهِ عزَّوجَلَّ .
أيُّهَا النّاسُ ! مَن عَصى عَلِيّا فَقَد عَصاني ، ومَن عَصاني فَقَد عَصَى اللّهَ عزَّوجَلَّ ، ومَن أطاعَ عَلِيّا فَقَد أطاعَني ، ومَن أطاعَني فَقَد أطاعَ اللّهَ .
أيُّهَا النّاسُ ! مَن رَدَّ عَلى عَلِيٍّ في قَولٍ أو فِعلٍ فَقَد رَدَّ عَلَيَّ ، ومَن رَدَّ عَلَيَّ فَقَد رَدَّ عَلَى اللّهِ فَوقَ عَرشِهِ .
أيُّهَا النّاسُ ! مَنِ اختارَ مِنكُم عَلى عَلِيٍّ إماما فَقَدِ اختارَ عَلَيَّ نَبِيّا ، ومَنِ اختارَ عَلَيَّ نَبِيّا فَقَدِ اختارَ عَلَى اللّهِ عزَّوجَلَّ رَبّا .

1.كذا في المصدر ، وفي بحار الأنوار : «لَراكبة» .

2.الفتح : ۱۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
384

تَارِكُم بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَ ضَآئِق بِهِ صَدْرُكَ» ـ إلى آخِرِ الآيَةِ ـ 12 .

۳۶۴.المناقب لابن المغازلي عن عبد اللّه بن مسعود :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أنَا دَعوَةُ أبي إبراهيم قُلنا : يا رَسولَ اللّهِ ، وكَيفَ صِرتَ دَعوَةَ أبيكَ إبراهيمَ ؟
قالَ : أوحَى اللّهُ عزَّوجَلَّ إلى إبراهيمَ : «إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا»۳ فَاستَخَفَّ إبراهيمَ الفَرَحُ قالَ : يا رَبِّ ، ومِن ذُرِّيَّتي أئِمَّةٌ مِثلي ؟ فَأَوحَى اللّهُ إلَيهِ أن يا إبراهيمُ ؛ إنّي لا اُعطيكَ عَهدا لا أفي لَكَ بِهِ .
قالَ : يا رَبِّ ، مَا العَهدُ الَّذي لا تَفي لي بِهِ ؟
قال : لا اُعطيكَ لِظالِمٍ مِن ذُرِّيَّتِكَ .
قالَ إبراهيمُ عِندَها : «وَ اجْنُبْنِى وَ بَنِىَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ»۴ .
قال النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : فَانتَهَتِ الدَّعوَةُ إلَيَّ وإلى عِلِيٍّ ، لَم يَسجُد ۵ أحَدٌ مِنّا لِصَنَمٍ قَطُّ ، فَاتَّخَذَنِي اللّهُ نَبِيّا ، وَاتَّخَذَ عَلِيّا وَصِيّا ۶ .

۳۶۵.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ لَمّا أنزَلَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى«وَ أَوْفُواْ بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ»۷ـ: وَاللّهِ لَقَد

1.هود : ۱۲ وبقيّتها : «أَن يَقُولُواْ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ وَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ وَكِيلٌ» .

2.الكافي : ج۸ ص۳۷۸ ح۵۷۲ عن عمّار بن سويد .

3.البقرة : ۱۲۴ .

4.إبراهيم : ۳۵ و ۳۶ .

5.في المصدر : «نسجد» ، والصحيح ما أثبتناه كما في المصادر الاُخرى .

6.المناقب لابن المغازلي : ص۲۷۶ ح۳۲۲ ؛ الأمالي للطوسي : ص۳۷۹ ح۸۱۱ ، كشف اليقين : ص۴۰۸ ح۵۱۸ ، نهج الحقّ : ص۱۸۰ عن ابن عبّاس وفيه من «قال النبيّ صلى الله عليه و آله :فانتهت الدعوة . . .» . راجع : ج ۴ ص ۲۰۵ (لم يكفر باللّه طرفة عين) .

7.البقرة : ۴۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 77872
صفحه از 664
پرینت  ارسال به