387
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

إلّا أقامَ بِالأَمرِ بَعدَهُ وَصِيَّهُ ؛ فَاجعَل عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ الإِمامَ وَالوَصِيَّ مِن بَعدِكَ ؛ فَإِنّي خَلَقتُكُما مِن نورٍ واحِدٍ ، وخَلَقتُ الأَئِمَّةَ الرّاشِدينَ مِن أنوارِكُما ، أ تُحِبُّ أن تَراهُم يا مُحَمَّدُ ؟ قُلتُ : نَعَم يا رَبِّ . قالَ : اِرفَع رَأسَكَ ، فَرَفَعتُ رَأسي ، فَإِذا أنَا بِأَنوارِ الأَئِمَّةِ بَعدي ؛ اِثنا عَشَرَ نورا ! قُلتُ : يا رَبِّ ، أنوارُ مَن هِيَ ؟ قالَ : أنوارُ الأَئِمَّةِ بَعدَكَ ؛ اُمَناءُ مَعصومونَ ۱ .

۳۶۹.الإمام عليّ عليه السلامـ فِي احتِجاجِهِ مَعَ الخَوارِجِ ـ: أمّا قَولُكُم : إنّي كُنتُ وَصِيّا فَضَيَّعتُ الوَصِيَّةَ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عزوجل يَقولُ : «وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِىٌّ عَنِ الْعَــلَمِينَ»۲ أفرَأَيتُم هذَا البَيتَ ، لَو لَم يَحجُج إلَيهِ أحَدٌ كانَ البَيتُ يَكفُرُ ؟ إنَّ هذَا البَيتَ لَو تَرَكَهُ مَنِ استَطاعَ إلَيهِ سَبيلاً كَفَرَ ، وأنتُم كَفَرتُم بِتَركِكُم إيّايَ ، لا أنَا كَفَرتُ بِتَركي لَكُم ۳ .

۳۷۰.عنه عليه السلامـ فِي احتِجاجِهِ مَعَ الخَوارِجِ ـ: أمّا قَولُكُم : كُنتُ وَصِيّا فَضَيَّعتُ الوِصايَةَ ؛ فَأَنتُم كَفَرتُم وقَدَّمتُم عَلَيَّ غَيري ، وأزَلتُمُ الأَمرَ عَنّي ، ولَم أكُ كَفَرتُ بِكُم ، ولَيسَ عَلَى الأَوصياءِ الدُّعاءُ إلى أنفُسِهِم ؛ فَإِنّما تَدعُو الأَنبِياءُ إلى أنفُسِهِم ، وَالوَصِيُّ مَدلولٌ عَلَيهِ مَستَغنٍ عَنِ الدُّعاءِ إلى نَفسِهِ ، ذلِكَ لِمَن آمَنَ بِاللّهِ ورَسولِهِ ، وقَد قالَ اللّهُ تَعالى : «وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» فَلَو تَرَكَ النّاسُ الحَجَّ لَم يَكُنِ البَيتُ لِيَكفُرَ بِتَركِهِم ۴ إيّاهُ ، ولكِن كانوا يَكفُرونَ بِتَركِهِ ؛ لِأَنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى قَد نَصَبَهُ لَهُم عَلَما ، وكَذلِكَ نَصَبَني عَلَما ، حَيثُ قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «يا عَلِيُّ ، أنتَ بِمَنزِلَةِ الكَعبَةِ ؛

1.كفاية الأثر : ص۱۱۰ عن واثلة بن الأسقع .

2.آل عمران : ۹۷ .

3.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۹۲ ، المناقب لابن المغازلي : ص۴۱۳ ح۴۶۰ عن بشر الخثعمي نحوه .

4.في المصدر : «بتركه» ، والصحيح ما أثبتناه كما في الاحتجاج .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
386

أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ عَلِيّا سَيِّدُ الوَصِيّينَ ، وقائِدُ الغُرِّ المُحَجَّلينَ ، ومَولَى المُؤمِنينَ ، وَلِيُّهُ وَلِيّي ، ووَلِيّي وَلِيُّ اللّهِ ، وعَدُوُّهُ عَدُوّي ، وعَدُوّي عَدُوُّ اللّهِ .
أيُّهَا النّاسُ ! أوفوا بِعَهدِ اللّهِ في عَلِيٍّ يوفَ لَكُم فِي الجَنَّةِ يَومَ القِيامَةِ ۱ .

۳۶۶.عنه صلى الله عليه و آلهـ لِفاطِمَةَ عليهاالسلام ـ: أ ما عَلِمتِ أنَّ اللّهَ عزَّوجَلَّ اطَّلَعَ إلى أهلِ الأَرضِ فَاختارَ مِنهُم أباكِ فَبَعَثَهُ نَبِيّا ، ثُمَّ اطَّلَعَ الثّانِيَةَ فَاختارَ بَعلَكِ ، فَأَوحى إلَيَّ ، فَأَنكَحتُهُ وَاتَّخَذتُهُ وَصِيّا ۲ ؟

۳۶۷.عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ عزَّوجَلَّ أنزَلَ قِطعَةً مِن نورٍ فَأَسكَنَها في صُلبِ آدَمَ ، فَساقَها حَتّى قَسَمَها جُزأَينِ : جُزءا في صُلبِ عَبدِ اللّهِ ، وجُزءا في صُلبِ أبي طالِبٍ ، فَأَخرَجَني نَبِيّا وأخرَجَ عَلِيّا وَصِيّا ۳ .

۳۶۸.عنه صلى الله عليه و آله :لَمّا عُرِجَ بي إلَى الَّسماءِ ، وبَلَغتُ سِدرَةَ المُنتَهى ۴ ناداني رَبّي جَلَّ جَلالُهُ فَقالَ : يا مُحَمَّدُ . فَقُلتُ : لَبَّيكَ سَيِّدي . قالَ : إنّي ما أرسَلتُ نَبِيّا ، فَانقَضَت أيّامُه

1.معاني الأخبار : ص۳۷۲ ح۱ عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ج۳۸ ص۱۲۹ ح۸۱ .

2.المعجم الكبير : ج۴ ص۱۷۱ ح۴۰۴۶ ، المناقب للخوارزمي : ص۱۱۲ ح۱۲۲ كلاهما عن أبي أيّوب الأنصاري و ص ۲۹۰ ح۲۷۹ ، المناقب لابن المغازلي : ص۱۵۱ ح۱۸۸ كلاهما عن ابن عبّاس ، الفصول المهمّة : ص۲۹۲ ؛ الإرشاد : ج۱ ص۳۶ ، شرح الأخبار : ج۱ ص۱۲۲ ح۵۱ والثلاثة الأخيرة عن أبي سعيد الخدري و ص ۱۱۸ ح۴۳ ، الأمالي للطوسي : ص۱۵۵ ح۲۵۶ كلاهما عن أبي أيّوب الأنصاري ، الأمالي للصدوق : ص۵۲۴ ح۷۰۹ ، الفضائل لابن شاذان : ص۱۰۲ ، المناقب للكوفي : ج۲ ص۵۹۵ ح۱۱۰۰ والثلاثة الأخيرة عن ابن عبّاس ، إعلام الورى : ج۱ ص۳۱۷ كلّها نحوه .

3.المناقب لابن المغازلي : ص۸۹ ح۱۳۲ عن جابر بن عبد اللّه و ص ۸۸ ح۱۳۰ ، الفردوس : ج۲ ص۱۹۱ ح۲۹۵۲ وفيهما «وفي عليّ الخلافة» بدل «وأخرج عليّاً وصيّاً» ، ينابيع المودّة : ج۱ ص۴۷ ح۸ وفيه «في عليّ الإمامة» والثلاثة الأخيرة عن سلمان و ج ۲ ص۳۰۷ ح۸۷۵ عن عثمان وص۳۰۸ ح۸۸۱ عن الإمام عليّ عليه السلام عنه صلى الله عليه و آله وفيه «وفيك الوصيّة والإمامة» ؛ مدينة المعاجز : ج۱ ص۳۲۲ ح۲۰۳ عن أنس وفيه «وفي عليّ الولاية والوصيّة» وكلّها نحوه .

4.السدر شجرٌ معروف والتاء للوحدة ، والمنتهى ـ كأنّه ـ اسم مكان ، ولعلّ المراد به منتهى السماوات . . . وقد فسّر في الروايات أيضا بأنّها شجرةٌ فوق السماء السابعة (الميزان في تفسير القرآن : ج۱۹ ص۳۱) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 77873
صفحه از 664
پرینت  ارسال به