وَ أَشْرِكْهُ فِى أَمْرِى » 1 .
وثبتت هذه المناصب لعليّ عليه السلام في الأحاديث النبويّة بصراحة 2 .
وأورد القرآن الكريم قسما آخر من مناصب هارون بالنحو الآتي :
«اخْلُفْنِى فِى قَوْمِى وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ» 3 .
إنّ واقع حياة عليّ عليه السلام ، ودفاعه الفذّ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وشهوده الذي لا مثيل له فيحروبه جميعها ، كلّ اُولئك مَعْلَم على أنّ اللّه تعالى جعل لعليّ عليه السلام من رسول اللّه صلى الله عليه و آله منزلة هارون من موسى عليهماالسلام .
لقد مضى رسول اللّه صلى الله عليه و آله في إبلاغ رسالته حسب المجريات الطبيعيّة للاُمور ، وكان عليّ عليه السلام أفضل وأثبت نصير له في هذا السبيل . فمبيته في فراشه ، واستبساله العجيب في معركة بدر التي كانت أوّل اختبار للمسلمين ، وكانت مصيريّه رهيبة ، وحمايته العظيمة له صلى الله عليه و آله في اُحد وقد فرّ كثير من المدّعين ، ومبارزته لعمرو بن عبد ودّ في معركة الخندق بعد حصار المشركين المخيف ،وتجلّيقوّته في خيبر وقد ظلّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأصحابه خلف أسوارها ،وغير ذلك كلّه آية على أنّ دعمه لرسول اللّه صلى الله عليه و آله كان مصيريّا .
ونُضيف إلى ما ذكرناه أنّ هذه الأحاديث تدلّ على أنّ عليّا عليه السلام كان متميّزا بين الصحابة ، ولم يُقرَن به أحد منهم كما كان هارون في بني إسرائيل . انظر إلى الروايات الآتية :
ـ الإمام عليّ عليه السلام : إنّ اللّهَ تَبارَكَ اسمُهُ . . . شَدَّ بي أزرَ رَسولِهِ ، وأكرَمَنى ¨