رَكَعَ ، فَأَومَأَ إلَى السّائِلِ بِخِنصِرِهِ ، فَأَخَذَ الخاتَمَ مِن خِنصِرِهِ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يُعايِنُ ذلِكَ ، فَرَفَعَ رَأسَهُ إلَى السَّماءِ ، وقالَ : اللّهُمَّ إنَّ أخي موسى سَأَلَكَ فَقالَ : «رَبِّ اشْرَحْ لِى صَدْرِى * وَ يَسِّرْ لِى أَمْرِى» ـ الآيَةَ إلى قَولِهِ ـ «وَ أَشْرِكْهُ فِى أَمْرِى»۱ ، فَأَنزَلتَ ۲ عَلَيهِ قُرآنا ناطِقا ؛ «سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَـنًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا»۳ .
اللّهُمَّ وأنَا مُحَمَّدٌ صَفِيُّكَ ونَبِيُّكَ ، فَاشرَح لي صَدري ، ويَسِّر لي أمري ، وَاجعَل لي وَزيرا مِن أهلي ؛ عَلِيّا ، اُشدُد بِهِ أزري ـ أو قالَ : ظَهري ـ . قالَ أبو ذَرٍّ : فَواَللّهِ مَا استَتَمَّ رسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله الكَلِمَةَ حَتّى نَزَلَ جَبرَئيلُ عليه السلام مِن عِندِ اللّهِ تَعالى ، فَقالَ : يا مُحَمَّدُ اقرَأ : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ» إلى قَولِهِ «وَهُمْ رَ كِعُونَ»۴ .
۶۰۰.تذكرة الخواصّـ في قَولِهِ تَعالى :«إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ . . .»ـ: خَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وعَلِيٌّ قائِمٌ يُصَلّي ـ وفِي المَسجِدِ سائِلٌ ـ مَعَهُ خاتَمٌ . فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : هَل أعطاكَ أحَدٌ شَيئا ؟ فَقالَ : نَعَم ، ذلِكَ المُصَلّي هذَا الخاتَمَ ، وهُوَ راكِعٌ . فَكَبَّرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ونَزَلَ جَبرَئيلُ عليه السلام يَتلو هذِهِ الآيَةَ ، فَقالَ حَسّانُ بنُ ثابِتٍ :
أبا حَسَنٍ تَفديكَ روحي ومُهجَتي
وكُلُّ بَطيءٍ فِي الهُدى ومُسارِعٍ
فَأَنتَ الَّذي أعطَيتَ إذ كُنتَ راكِعا
فَدَتكَ نُفوسُ الخَلقِ يا خَيرَ راكِعٍ
بِخاتَمِكَ المَيمونِ يا خَيرَ سَيِّدٍ
ويا خَيرَ شارٍ ثُمَّ يا خَيرَ بايِعٍ
فَأَنزَلَ فيكَ اللّهُ خَيرَ وِلايَةٍ
وبَيَّنَها في مُحكَماتِ الشَّرائِعِ
وقالَ أيضا :
مَنْ ذا بِخاتَمِهِ تَصَدَّقَ راكِعا
وأسَرَّها في نَفسِهِ إسرارا
مَن كانَ باتَ عَلى فِراشِ مُحَمَّدٍ
ومُحَمَّدٌ أسرى يَؤُمُّ الغارا
مَن كانَ فِي القُرآنِ سُمِّيَ مُؤمِنا
في تِسعِ آياتٍ تُلينَ غِزارا۵۶
1.طه : ۲۵ و ۲۶ و ۳۲ .
2.في المصدر : «فأنزل» ، والصحيح ما أثبتناه كما في بقيّة المصادر .
3.القصص : ۳۵ .
4.تذكرة الخواصّ : ص۱۵ ، شواهد التنزيل : ج۱ ص۲۳۰ ح۲۳۵ ، فرائد السمطين : ج۱ ص۱۹۲ ح۱۵۱ ؛ مجمع البيان : ج۳ ص۳۲۴ .
5.الغزارة : الكثرة (لسان العرب : ج۵ ص۲۲) .
6.تذكرة الخواصّ : ص۱۵ ، النور المشتعل : ص۶۹ ح۸ ، شواهد التنزيل : ج۱ ص۲۳۶ ح۲۳۷ و ص ۲۳۷ ح۲۳۸ ؛ الأمالي للشجري : ج۱ ص۱۳۸ كلّها نحوه .