465
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

رَكَعَ ، فَأَومَأَ إلَى السّائِلِ بِخِنصِرِهِ ، فَأَخَذَ الخاتَمَ مِن خِنصِرِهِ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يُعايِنُ ذلِكَ ، فَرَفَعَ رَأسَهُ إلَى السَّماءِ ، وقالَ : اللّهُمَّ إنَّ أخي موسى سَأَلَكَ فَقالَ : «رَبِّ اشْرَحْ لِى صَدْرِى * وَ يَسِّرْ لِى أَمْرِى» ـ الآيَةَ إلى قَولِهِ ـ «وَ أَشْرِكْهُ فِى أَمْرِى»۱ ، فَأَنزَلتَ ۲ عَلَيهِ قُرآنا ناطِقا ؛ «سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَـنًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا»۳ .
اللّهُمَّ وأنَا مُحَمَّدٌ صَفِيُّكَ ونَبِيُّكَ ، فَاشرَح لي صَدري ، ويَسِّر لي أمري ، وَاجعَل لي وَزيرا مِن أهلي ؛ عَلِيّا ، اُشدُد بِهِ أزري ـ أو قالَ : ظَهري ـ . قالَ أبو ذَرٍّ : فَواَللّهِ مَا استَتَمَّ رسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله الكَلِمَةَ حَتّى نَزَلَ جَبرَئيلُ عليه السلام مِن عِندِ اللّهِ تَعالى ، فَقالَ : يا مُحَمَّدُ اقرَأ : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ» إلى قَولِهِ «وَهُمْ رَ كِعُونَ»۴ .

۶۰۰.تذكرة الخواصّـ في قَولِهِ تَعالى :«إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ . . .»ـ: خَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وعَلِيٌّ قائِمٌ يُصَلّي ـ وفِي المَسجِدِ سائِلٌ ـ مَعَهُ خاتَمٌ . فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : هَل أعطاكَ أحَدٌ شَيئا ؟ فَقالَ : نَعَم ، ذلِكَ المُصَلّي هذَا الخاتَمَ ، وهُوَ راكِعٌ . فَكَبَّرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ونَزَلَ جَبرَئيلُ عليه السلام يَتلو هذِهِ الآيَةَ ، فَقالَ حَسّانُ بنُ ثابِتٍ :

أبا حَسَنٍ تَفديكَ روحي ومُهجَتي
وكُلُّ بَطيءٍ فِي الهُدى ومُسارِعٍ

فَأَنتَ الَّذي أعطَيتَ إذ كُنتَ راكِعا
فَدَتكَ نُفوسُ الخَلقِ يا خَيرَ راكِعٍ

بِخاتَمِكَ المَيمونِ يا خَيرَ سَيِّدٍ
ويا خَيرَ شارٍ ثُمَّ يا خَيرَ بايِعٍ

فَأَنزَلَ فيكَ اللّهُ خَيرَ وِلايَةٍ
وبَيَّنَها في مُحكَماتِ الشَّرائِعِ

وقالَ أيضا :
مَنْ ذا بِخاتَمِهِ تَصَدَّقَ راكِعا
وأسَرَّها في نَفسِهِ إسرارا

مَن كانَ باتَ عَلى فِراشِ مُحَمَّدٍ
ومُحَمَّدٌ أسرى يَؤُمُّ الغارا

مَن كانَ فِي القُرآنِ سُمِّيَ مُؤمِنا
في تِسعِ آياتٍ تُلينَ غِزارا۵۶

1.طه : ۲۵ و ۲۶ و ۳۲ .

2.في المصدر : «فأنزل» ، والصحيح ما أثبتناه كما في بقيّة المصادر .

3.القصص : ۳۵ .

4.تذكرة الخواصّ : ص۱۵ ، شواهد التنزيل : ج۱ ص۲۳۰ ح۲۳۵ ، فرائد السمطين : ج۱ ص۱۹۲ ح۱۵۱ ؛ مجمع البيان : ج۳ ص۳۲۴ .

5.الغزارة : الكثرة (لسان العرب : ج۵ ص۲۲) .

6.تذكرة الخواصّ : ص۱۵ ، النور المشتعل : ص۶۹ ح۸ ، شواهد التنزيل : ج۱ ص۲۳۶ ح۲۳۷ و ص ۲۳۷ ح۲۳۸ ؛ الأمالي للشجري : ج۱ ص۱۳۸ كلّها نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
464

فَبَلَغَ ذلِكَ عَبدَ اللّهِ بنَ سَلامٍ وأصحابَهُ ، فَأَتَوا رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله عِندَ الظُّهرِ ، فَدَخَلوا عَلَيهِ ، فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ بُيوتَنا قاصِيَةٌ مِنَ المَسجِدِ فَلا نَجِدُ مُتَحَدِّثا دونَ هذَا المَسجِدِ ، وإنَّ قَومَنا لَمّا رَأَونا قَد صَدَّقنَا اللّهَ ورَسولَهُ وتَرَكناهُم ودينَهُم أظهَروا لَنَا العَداوَةَ ؛ فَأَقسَموا أن لا يُناكِحونا ، ولا يُواكِلونا ، ولا يُشارِبونا ، ولا يُجالِسونا ، ولا يَدخُلوا عَلَينا ، ولا نَدخُلَ عَلَيهِم ، ولا يُخالِطونا بِشَيءٍ ، ولا يُكَلِّمونا ؛ فَشَقَّ ذلِكَ عَلَينا ، ولا نَستَطيعُ أن نُجالِسَ أصحابَكَ ، لِبُعدِ المَنازلِ !
فَبَينَما هُم يَشكونَ لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أمرَهُم إذ نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَ كِعُونَ» فَقَرَأَها عَلَيهِم رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقالوا : قَد رَضِينا بِاللّهِ ورَسولِهِ وبِالمُؤمِنينَ وَلِيّا .
وأذَّنَ بِلالٌ ، فَخَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَالنّاسُ فِي المَسجِدِ يُصَلّونَ ؛ مِن بَينِ قائِمٍٍ فِي الصَّلاةِ ، وراكِعٍ ، وساجِدٍ ، فَإِذاً هُوَ بِمِسكينٍ يَطوفُ ويَسأَلُ النّاسُ ، فَدَعاهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : هَل أعطاكَ أحَدٌ شَيئا ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : ماذا أعطاكَ ؟ قالَ : خاتَمَ فِضَّةٍ. قالَ : مَن أعطاكَهُ ؟ ! قالَ : ذاكَ الرُّجُلُ القائِمُ . فَنَظَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَإِذا هُوَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ . فَقالَ : عَلى أيِ حالٍ أعطاكَهُ ؟ ! قالَ : أعطانيهِ وهُوَ راكِعٌ . فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَ كِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» إلى آخِرِ الآيَةِ ۱ .

۵۹۹.تذكرة الخواصّ عن أبي ذرّ الغفاري :صَلَّيتُ يَوما ـ صَلاةَ الظُّهرِ ـ فِي المَسجِدِ ورَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حاضِرٌ ، فَقامَ سائِلٌ فَسَأَلَ ، فَلَم يُعطِهِ أحَدٌ شَيئا . وكانَ عَلِيٌّ عليه السلام قد

1.النور المشتعل : ص۶۶ ح۷ ، شواهد التنزيل : ج۱ ص۲۳۴ ح۲۳۷ ، المناقب للخوارزمي : ص۲۶۴ ح۲۴۶ ؛ بشارة المصطفى : ص۲۶۶ ، شرح الأخبار : ج۱ ص۲۲۵ ح۲۱۰ و ج ۲ ص۳۴۸ ح۶۹۹ ، الأمالي للشجري : ج۱ ص۱۳۸ كلّها نحوه من «فبلغ ذلك عبد اللّه بن سلام . . .» ، المناقب للكوفي : ج۱ ص۱۶۹ ح۱۰۰ وراجع تفسير القرطبي : ج۶ ص۲۲۱ وتفسير الطبري : ج۴ الجزء ۶ ص۲۸۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 77891
صفحه از 664
پرینت  ارسال به