وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ» . وفَرَضَ وِلايَةَ اُولِي الأَمرِ ، فَلَم يَدروا ما هِيَ ، فَأَمَرَ اللّهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله أن يُفَسِّرَ لَهُمُ الوِلايَةَ كَما فَسَّرَ لَهُمُ الصَّلاةَ والزَّكاةَ وَالصَّومَ وَالحَجَّ .
فَلَمّا أتاهُ ذلِكَ مِنَ اللّهِ ، ضاقَ بِذلِكَ صَدرُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وتَخَوَّفَ أن يَرتَدّوا عَن دينِهِم ، وأن يُكَذِّبوهُ ؛ فَضاقَ صَدرُهُ ، وراجَعَ رَبَّهُ عزّوجلّ . فَأَوحَى اللّهُ عزّوجلّ إلَيهِ : «يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» 1 ، فَصَدَعَ بِأَمرِ اللّهِ تَعالى ذِكرُهُ ، فَقامَ بِوِلايَةِ عَلِيٍّ عليه السلام يَومَ غَديرِ خُمٍّ ؛ فَنادى : الصَّلاةَ جامِعَةً ، وأمَرَ النّاسَ أن يُبَلِّغَ الشّاهِدُ الغائِبَ .وكانَتِ الفَريضَةُ تَنزِلُ بَعدَ الفَريضَةِ الاُخرى ، وكانَتِ الوِلايَةُ آخِرَ الفَرائِضِ، فَأَنزَلَ اللّهُ عزّوجلّ : «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى» 2 . قالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : يَقولُ اللّهُ عزّوجلّ : لا اُنزِلُ عَلَيكُم بَعدَ هذِهِ فَريضَةً ، قَد أكمَلتُ لَكُمُ الفَرائِضَ 3 .
۶۰۳.الإمام الصادق عليه السلامـ في قَولِهِ تَعالى :«إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ»ـ: إنَّما يَعني : أولى بِكُم ؛ أي أحَقُّ بِكُم ، وبِاُمورِكُم ، وأنفُسِكُم، وأموالِكُم، اللّهُ ورسولُهُ وَالَّذينَ آمَنوا ؛ يَعني عَلِيّا وأولادَهُ الأَئِمَّةَ عليهم السلام إلى يَومِ القِيامَةِ ۴ .
۶۰۴.الكشّافـ في تَفسيرِ قَولِهِ تَعالى:«وَهُمْ رَ كِعُونَ»ـ: الواوُ فيهِ لِلحالِ؛ أي يَعمَلونَ ذلِكَ في حالِ الرُّكوعِ؛ وهُوَ الخُشوعُ وَالإِخباتُ وَالتَّواضُعُ للّهِِ إذا صَلّوا، وإذا زَكّوا . وقيلَ: