513
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

ثُمَّ راحَ مِنَ الأَبواءِ ونَزَلَ يَومَ الجُمُعَةِ الجُحفَةَ ۱ ، ومِنها إلى قُدَيدٍ ۲ ، وسَبَتَ فيهِ ، وكانَ يَومَ الأَحَدِ بِعُسفانَ ۳ ، ثُمَّ سارَ ، فَلَمّا كانَ بِالغَميمِ ۴ اعتَرَضَ المُشاةُ فَصَفّوا صُفوفا فَشَكَوا إلَيهِ المَشيَ ، فَقالَ : اِستَعينوا بِالنَّسَلانِ ؛ مَشيٍ سَريعٍ دونَ العَدو ، فَفَعَلوا ، فَوَجَدوا لِذلِكَ راحَةً .
وكانَ يَومَ الإِثنَينِ بِمَرِّ الظَّهرانِ ۵ ، فَلَم يَبرَح حَتّى أمسى ، وغَرَبَت لَهُ الشَّمسُ بِسَرِفٍ ۶ ، فَلَم يُصَلِّ المَغرِبَ حَتّى دَخَلَ مَكَّةَ . ولَمَّا انتَهى إلَى الثَّنِيَّتَينِ باتَ بَينَهُما ، فَدَخَلَ مَكَّةَ نَهارَ الثُّلاثاءِ .
فَلَمّا قَضى مَناسِكَهُ ، وَانصَرَفَ راجِعا إلَى المَدينَةِ ـ ومَعَهُ مَن كانَ مِنَ الجُموعِ المَذكوراتِ ـ وَصَلَ إلى غَديرِ خُمٍّ ۷ مِنَ الجُحفَةِ الَّتي تَتَشَعَّبُ فيها طُرُقُ المَدَنِيّينَ وَالمِصرِيّينَ وَالعراقِيّينَ ، وذلِكَ يَومُ الخَميسِ الثّامِنَ عَشَرَ مِن ذِي الحِجَّةِ ، نَزَلَ إلَيهِ جَبرَئيلُ الأَمينُ عَنِ اللّهِ بِقَولِهِ : «يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ» الآيَةَ ، وأمَرَهُ أن يُقيمَ عَلِيّا عَلَما لِلنّاسِ ، ويُبَلِّغَهُم ما نَزَلَ فيهِ مِنَ الوِلايَةِ وفَرضِ الطّاعَةِ عَلى كُلِّ أحَدٍ .

1.الجُحْفة : وهي ميقات المصريّين والشاميّين بالقرب من رابغ (تقويم البلدان : ص۸۰) .

2.قُدَيد : اسم موضع قرب مكّة (معجم البلدان : ج ۴ ص ۳۱۳) .

3.عُسْفان : هي منزلة للحجّاج على مرحلة من خليص في الجنوب (تقويم البلدان : ص۸۲)

4.وهو كُرَاع الغميم : واد أمام عُسفان بثمانية أميال (معجم البلدان : ج۴ ص۴۴۳) .

5.الظَّهْران : وادٍ قرب مكّة ، وعنده قرية يقال لها مرّ ، تضاف إلى هذا الوادي فيقال : مرّ الظهران (معجم البلدان : ج۴ ص۶۳) .

6.سَرِف : موضع على ستّة أميال من مكّة، وقيل: سبعة ، وتسعة ، واثني عشر ، تزوّج به رسول اللّه صلى الله عليه و آله ميمونة بنت الحارث ، وهناك توفّيت (معجم البلدان : ج۳ ص۲۱۲) .

7.غَدير خُمّ : خُمّ وادٍ بين مكّة والمدينة عند الجحفة به غدير ، عنده خطب رسول اللّه صلى الله عليه و آله (معجم البلدان : ج۲ ص۳۸۹) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
512

شاءَ اللّهُ مِن قَبائِلِ العَرَبِ وأفناءِ النّاسِ .
وعِندَ خُروجِهِ صلى الله عليه و آله أصابَ النّاسَ بِالمَدينَةِ جُدَرِيٌّ ـ بِضَمِّ الجيمِ وفَتحِ الدّالِ ، وبِفَتحِهِما ـ أو حَصبَةٌ ۱ مَنَعَت كَثيرا مِنَ النّاسِ مِنَ الحَجِّ مَعَهُ صلى الله عليه و آله ، ومَعَ ذلِكَ كانَ مَعَهُ جُموعٌ لا يَعلَمُها إلَا اللّهُ تَعالى ، وقَد يُقالُ : خَرَجَ مَعَهُ تِسعونَ ألفا ، ويُقالُ : مِائَةُ ألفٍ وأربَعَةَ عَشَرَ ألفا ، وقيلَ : مِائَةُ ألفٍ وعِشرونَ ألفا ، وقيلَ : مِائَةُ ألفٍ وأربَعَةٌ وعِشرونَ ألفا ، ويُقالُ : أكثَرُ مِن ذلِكَ ، وهذِهِ عِدَّةُ مَن خَرَجَ مَعَهُ .
وأمَّا الَّذينَ حَجّوا مَعَهُ فَأَكثَرُ مِن ذلِكَ ؛ كَالمُقيمينَ بِمَكَّةَ ، وَالَّذينَ أتَوا مِنَ اليَمَنِ مَعَ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ وأبي موسى .
أصبَحَ صلى الله عليه و آله يَومَ الأَحَدِ بِمَلَلٍ ۲ ، ثُمَّ راحَ فَتَعَشّى بِشَرَفِ السَّيّالَةِ ۳ ، وصَلّى هُناكَ المَغرِبَ وَالعِشاءَ ، ثُمَّ صَلَّى الصُّبحَ بِعِرقِ الظُّبيَةِ ، ثُمَّ نَزَلَ الرَّوحاءَ ۴ ، ثُمَّ سارَ مِنَ الرَّوحاءِ فَصَلَّى العَصرَ بِالمُنْصَرَفِ ۵ ، وصَلَّى المَغرِبَ وَالعِشاءَ بِالمُتَعَشّى ، وتَعَشّى بِهِ ، وصَلَّى الصُّبحَ بِالأَثايَةِ ، وأصبَحَ يَومَ الثُّلاثاءِ بِالعَرجِ ۶ ، وَاحتَجَمَ بِلَحيِ جَمَلٍ ؛ وهُوَ عَقَبَةُ الجُحفَةِ ، ونَزَلَ السُّقيا ۷ يَومَ الأَربَعاءِ ، وأصبَحَ بِالأَبواءِ ۸ ، وصَلّى هُناكَ ،

1.الجُدَري والحصْبة : هما بَثر يظهر في الجلد (النهاية : ج۱ ص۳۹۴) .

2.في المصدر : «بيَلمْلَم» وهو خطأ ، ونقل عن عائشة : أصبح رسول اللّه صلى الله عليه و آله يوم الأحد بِمَلَل على ليلة من المدينة ، ثمّ راح فتعشّى بشَرَف السيّالة وصلّى الصبح بعرق الظبية (معجم البلدان : ج۳ ص۳۳۶ ، تاج العروس : ج۱۵ ص ۷۰۲) .

3.شَرَف السَيّالة : موضع بين ملل والروحاء (معجم البلدان : ج۳ ص۳۳۶) .

4.الروحاء : موضع بين مكّة والمدينة على ثلاثين أو أربعين ميلاً عن المدينة. وسمّيت الروحاء لانفتاحها ورواحها (راجع معجم البلدان : ج۳ ص۷۶) .

5.المُنْصَرَف : موضع بين مكّة وبدر بينهما أربعة برد (معجم البلدان : ج۵ ص۲۱۱) .

6.العَرْج : قرية جامعة في وادٍ من نواحىٍ الطائف (معجم البلدان : ج ۴ ص ۹۸) .

7.في المصدر : «السقياء» ، والتصحيح من معجم البلدان . وهي قرية جامعة من عمل الفُرع بينهما ممّا يلي الجحفة تسعة عشر ميلاً (معجم البلدان : ج۳ ص۲۲۸) .

8.الأَبْواء: قرية من أعمال الفرع من المدينة،بينها وبين الجحفة ثلاثة وعشرون ميلاً (معجم البلدان: ج۱ ص۷۹).

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 103693
صفحه از 664
پرینت  ارسال به