رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلى حِجَّةِ الوَداعِ ثُمَّ صارَ إلى غَديرِ خُمٍّ ، فَأَمَرَ فَاُصلِحَ لَه شِبهُ المِنبَرِ ، ثُمَّ عَلاهُ وأخَذَ بِعَضُدي حَتّى رُئِيَ بَياضُ إبطَيهِ ، رافِعاً صَوتَهُ قائِلاً في مَحفِلِهِ : مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ . فَكانَت عَلى وِلايَتي وِلايَةُ اللّهِ وعَلى عَداوتي عَداوَةُ اللّهِ .
وأنزَلَ اللّهُ عزَّ وجَلَّ في ذلِكَ اليَومِ «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْاءِسْلَـمَ دِينًا»۱ فَكانَت وِلايَتي كمالَ الدّينِ ورِضَا الرَّبِّ جَلَّ ذِكرُهُ ، وأنزَلَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالَى اختِصاصا لي وتَكَرُّماً ۲ .
۷۸۱.الإمام الباقر عليه السلامـ في قَولِهِ تَعالى :«الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ»ـ: نَزَلَت في عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام خاصَةً ، دونَ النّاسِ ۳ .
۷۸۲.علل الشرائع عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري :أنَّ العالِمَ ـ يَعنِي الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ عليهماالسلامـ كَتَبَ إلَيهِ : إنَّ اللّهَ تَعالى ـ بِمَنِّهِ ورَحمَتِهِ ـ لَمّا فَرَضَ عَلَيكُمُ الفَرائِضَ لَم يَفرِض ذلِكَ عَلَيكُم لِحاجَةٍ مِنهُ إلَيهِ ، بَل رَحمَةً مِنهُ إلَيكُم ، لا إلهَ إلّا هُوَ ؛ لِيَميزَ الخَبيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ، ولِيبَتَلِيَ ما في صُدورِكُم ، ولِيُمَحِّصَ ما في قُلوبِكُم ، ولِتَتَسابَقوا إلى رَحمَتِهِ ، ولَتَتَفاضَلَ مَنازِلُكُم في جَنَّتِهِ . فَفَرَضَ ۴ عَلَيكُمُ الحَجَّ وَالعُمرَةَ ، وإقامَ الصَّلاةِ ، وإيتاءَ الزَّكاةِ ، وَالصَّومَ ، وَالوِلايَةَ .
وجَعَلَ لَكُم بابا لِتَفتَحوا بِهِ أبوابَ الفَرائِضِ ، ومِفتاحا إلى سَبيلِهِ . ولَولا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله وَالأَوصِياءُ مِن وُلدِهِ كُنتُم حَيارى كَالبَهائِمِ ؛ لا تَعرِفونَ فَرضا مِنَ الفَرائِضِ ، وهَل تُدخَلُ قَريَةٌ إلّا مِن بابِها ! !