العمامة على رأس عليّ عليه السلام في مراسم مهيبة ۱ ، ثم هو ذا النبيّ يضع بنفسه برنامجاً خاصّاً لتهنئة الإمام القائد في ذلك اليوم ۲ ، فينثال على الإمام الصحابة الكرام مسلّمين ومهنّئين ۳ ، وهذا حسّان بن ثابت يطلع من بين الصفوف بقصيدة توثّق الواقعة ۴ ، وبعد ذلك كلّه يُصار لإعلان يوم الغدير عيداً من أعظم الأعياد الإسلاميّة ۵ .
فهل تدع هذه القرائن شكّاً في أنّ يوم إكمال الدين هو يوم الغدير ، بالأخصّ حين تنضمّ إليها وثائق وقرائن كثيرة اُخرى تاريخيّة وحديثيّة ؟
2 ـ يوم عرفة
بإزاء النصوص التي سلفت إليها الإشارة هناك نصوص اُخرى تُصرّح أنّ آية «إكمال الدين» نزلت في يوم عرفة بعرفات .
هذا القول هو الشائع بين أهل السنّة ، وهو المعوّل عندهم ، وقد روي عن عدد من الصحابة ، بيد أنّ الأساس فيه هو كلام عمر آنف الذكر حين سأله الرجل اليهودي ، وقد توافرت الكتب على نقله من بينها صحيح البخاري ، كما مرّت الإشارة إليه.
كما ذُكر القول نفسه في بعض كتب الشيعة وأحاديثها ، ونذكر فيما يلي حديثين منها مرويّين عن الإمامين محمّد الباقر وجعفر الصادق عليهماالسلام :
ـ الحديث الأوّل ذكره ثقة الإسلام الكليني في الكافي ، وقد جاء فيه :
«عَن أبِي الجارودِ عَن أبي جَعفَرٍ عليه السلام قالَ : سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ عليه السلام يَقولُ : فَرَضَ اللّهُ عزّوجلّ عَلَى العِبادِ خَمساً ؛ أخَذوا أربَعاً ، وتَرَكوا واحِداً .
1.راجع : ج ۱ ص ۵۴۶ (التتويج يوم الغدير) .
2.راجع : ج ۱ ص ۵۵۰ (التهنئة القياديّة) .
3.راجع : ج ۱ ص ۵۶۵ (أبيات حسّان بن ثابت) .
4.راجع : ج ۱ ص ۵۹۲ (عيد الغدير في الإسلام) .