55
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

أبو طالِبٍ ومَعَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام فَأَقامَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله وأضجَعَ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام مَكانَهُ ، فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : يا أبَتاهُ ، إنّي مَقتولٌ ، فَقالَ أبو طالِبٍ :

اِصبِرَن يا بُنَيَّ فَالصَّبرُ أحجى
كُلُّ حَيٍّ مَصيرُهُ لِشَعوبَ

قَد بَذَلناكَ وَالبَلاءُ شَديدٌ
لِفِداءِ النَّجيبِ وَابنِ النَّجيبِ

لِفِداءِ الأَغَرِّ ذِي الحَسَبِ الثّا
قِبِ وَالباعِ وَالفَناءِ الرَّحيبِ

إن تُصِبكَ المَنونُ فَالنَّبلُ يُبرى
فَمُصيبٌ مِنها وغَيرُ مُصيبٍ

كُلُّ حَيٍّ وإن تَمَلّى بِعَيشٍ
آخِذٌ مِن سِهامِها بِنَصيبٍ

قال : فقال أمير المؤمنين عليه السلام :

أ تَأمُرُني بِالصَّبرِ في نَصرِ أحمَدَ
ووَاللّهِ ما قُلتُ الَّذي قُلتُ جازِعاً

ولكِنَّني أحبَبتُ إظهارَ نُصرَتي
وتَعلَمُ أنّي لَم أزَل لَكَ طائِعاً

وسَعيي لِوَجهِ اللّهِ في نَصرِ أحمَدَ
نَبِيِّ الهُدَى المَحمودِ طِفلاً ويافِعاً۱

۱۲.الكافي عن إسحاق بن جعفر عن الإمام الصادق عليه السلام :قيلَ لَهُ : إِنَّهُم يَزعُمونَ أنَّ أبا طالِبٍ كانَ كافِرا ؟ فَقالَ : كَذَبوا ، كَيفَ يَكونُ كافِراً وهُوَ يَقولُ :

أ لَم تَعلَموا أنّا وَجَدنا مُحَمَّدا
نَبِيّا كَموسى خُطَّ في أوَّلِ الكُتبِ

وفي حَديثٍ آخَرَ : كَيفَ يَكونُ أبو طالِبٍ كافِرا وهُوَ يَقولُ :

لَقَد عَلِموا أنَّ ابنَنا لا مُكَذَّبٌ
لَدَينا ولا يَعبَأُ بِقِيلِ الأَباطِلِ

وأبيَضُ يُستَسقَى الغَمامُ بِوَجهِهِ
ثِمالُ اليَتامى عِصمَةٌ لِلأَرامِلِ۲

1.الفصول المختارة : ص۵۸ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۱ ص۶۴ ، روضة الواعظين : ص۶۴ وفيه إلى «بنصيب» ، بحار الأنوار : ج۳۵ ص۹۳ ح۳۱ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۱۴ ص۶۴ .

2.الكافي : ج۱ ص۴۴۸ ح۲۹ ، بحار الأنوار : ج۳۵ ص۱۳۶ ح۸۱ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
54

۱۰.إيمان أبي طالب عن ضوء بن صلصال :كُنتُ أنصُرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله مَعَ أبي طالِبٍ قَبلَ إسلامي ، فَإِنّي يَوما لَجالِسٌ بِالقُربِ مِن مَنزِلِ أبي طالِبٍ في شِدَّةِ القَيظِ ، إذ خَرَجَ أبو طالِبٍ إلَيَّ شَبيها بِالمَلهوفِ ، فَقالَ لي : يا أبَا الغَضَنفَرِ ، هَل رَأَيتَ هذَينِ الغُلامَينِ ؟ ـ يَعنِي النَّبِيَّ وعَلِيّا صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِما ـ فَقُلتُ : ما رَأَيتُهُما مُذ جَلَستُ ، فَقالَ : قُم بِنا فِي الطَّلَبِ لَهُما ؛ فَلَستُ آمَنُ قُرَيشا أن تَكونَ اغتالَتهُما .
قالَ : فَمَضَينا حَتّى خَرَجنا مِن أبياتِ مَكَّةَ ، ثُمَّ صِرنا إلى جَبَلٍ مِن جِبالِها فَاستَرقَيناهُ إلى قُلَّتِهِ ، فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله وعَلِيٌّ عليه السلام عَن يَمينِهِ وهُما قائِمانِ بِإِزاءِ عَينِ الشَّمسِ يَركَعانِ ويَسجُدانِ . قالَ : فَقالَ أبو طالِبٍ لِجَعفَرٍ ابنِهِ : صَلِّ جَناحَ ابنِ عَمِّكَ ، فَقامَ إلى جَنبِ عَلِيٍّ ، فَأَحَسَّ بِهِمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فَتَقَدَّمَهُما ، وأقبَلوا عَلى أمرِهِم حَتّى فَرَغوا مِمّا كانوا فيهِ ، ثُمَّ أقبَلوا نَحوَنا ، فَرَأَيتُ السُّرورَ يَتَرَدَّدُ في وَجهِ أبي طالِبٍ ، ثُمَّ انبَعَثَ يَقولُ :

إنَّ عَلِيّا وجَعفَراً ثِقَتي
عِندَ مُلِمِّ الزَّمانِ وَالنُّوَبِ

لا تَخذُلا وَانصُرَا ابنَ عَمِّكُما
أخي لِاُمّي مِن بَينِهِم وأبي

وَاللّهِ لا أخذُلُ النَّبِيَّ ولا
يَخذُلُهُ مِن بَنِيَّ ذو حَسَبٍ۱

۱۱.الفصول المختارةـ في ذِكرِ ما جَرى في شِعبِ أبي طالِبٍ ـ: لَمّا نامَتِ العُيونُ ، جاء

1.ءيمان أبي طالب لفخّار بن معد : ص۲۴۸ ، كنز الفوائد : ج۱ ص۲۷۰ نحوه ، بحار الأنوار : ج۳۵ ص۱۲۰ ح۶۳ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۱۳ ص۲۶۹ نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99073
صفحه از 664
پرینت  ارسال به