أبو طالِبٍ ومَعَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام فَأَقامَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله وأضجَعَ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام مَكانَهُ ، فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : يا أبَتاهُ ، إنّي مَقتولٌ ، فَقالَ أبو طالِبٍ :
اِصبِرَن يا بُنَيَّ فَالصَّبرُ أحجى
كُلُّ حَيٍّ مَصيرُهُ لِشَعوبَ
قَد بَذَلناكَ وَالبَلاءُ شَديدٌ
لِفِداءِ النَّجيبِ وَابنِ النَّجيبِ
لِفِداءِ الأَغَرِّ ذِي الحَسَبِ الثّا
قِبِ وَالباعِ وَالفَناءِ الرَّحيبِ
إن تُصِبكَ المَنونُ فَالنَّبلُ يُبرى
فَمُصيبٌ مِنها وغَيرُ مُصيبٍ
كُلُّ حَيٍّ وإن تَمَلّى بِعَيشٍ
آخِذٌ مِن سِهامِها بِنَصيبٍ
قال : فقال أمير المؤمنين عليه السلام :
أ تَأمُرُني بِالصَّبرِ في نَصرِ أحمَدَ
ووَاللّهِ ما قُلتُ الَّذي قُلتُ جازِعاً
ولكِنَّني أحبَبتُ إظهارَ نُصرَتي
وتَعلَمُ أنّي لَم أزَل لَكَ طائِعاً
وسَعيي لِوَجهِ اللّهِ في نَصرِ أحمَدَ
نَبِيِّ الهُدَى المَحمودِ طِفلاً ويافِعاً۱
۱۲.الكافي عن إسحاق بن جعفر عن الإمام الصادق عليه السلام :قيلَ لَهُ : إِنَّهُم يَزعُمونَ أنَّ أبا طالِبٍ كانَ كافِرا ؟ فَقالَ : كَذَبوا ، كَيفَ يَكونُ كافِراً وهُوَ يَقولُ :
أ لَم تَعلَموا أنّا وَجَدنا مُحَمَّدا
نَبِيّا كَموسى خُطَّ في أوَّلِ الكُتبِ
وفي حَديثٍ آخَرَ : كَيفَ يَكونُ أبو طالِبٍ كافِرا وهُوَ يَقولُ :
لَقَد عَلِموا أنَّ ابنَنا لا مُكَذَّبٌ
لَدَينا ولا يَعبَأُ بِقِيلِ الأَباطِلِ
وأبيَضُ يُستَسقَى الغَمامُ بِوَجهِهِ
ثِمالُ اليَتامى عِصمَةٌ لِلأَرامِلِ۲