559
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

۸۱۵.الخصال عن حذيفة بن أسيد :لَمّا رَجَعَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِن حِجَّةِ الوِداعِ ونَحنُ مَعَهُ ، أقبَلَ حَتَّى انتَهى إلَى الجُحْفَةِ ، فَأَمَرَ أصحابَهُ بِالنُّزولِ ، فَنَزَلَ القَومُ مَنازِلَهُم ، ثُمَّ نودِيَ بِالصَّلاةِ ، فَصَلّى بِأَصحابِهِ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ أقبَلَ بِوَجهِهِ إلَيهِم فَقالَ لَهُم :
إنَّهُ قَد نَبَّأَنِي اللَّطيفُ الخَبيرُ أنّي مَيِّتٌ وأنَّكُم مَيِّتونَ . وكَأَنّي قَد دُعيتُ فَأَجَبتُ ، وإنّي مَسؤولٌ عَمّا اُرسِلتُ بِهِ إلَيكُم ، وعَمّا خَلَّفتُ فيكُم مِن كِتابِ اللّهِ وحُجَّتِهِ ، وإنَّكُم مَسؤولونَ ، فَما أنتُم قائِلونَ لِرَبِّكُم ؟
ثُمَّ قالَ لَهُم : أ لَستُم تَشهَدونَ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأنّي رَسولُ اللّهِ إلَيكُم ، وأنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ ، وأنَّ النّارَ حَقٌّ ، وأنَّ البَعثَ بَعدَ المَوتِ حَقٌّ ؟ فَقالوا : نَشهَدُ بِذلِكَ .
قالَ : اللّهُمَّ اشهَد عَلى ما يَقولونَ ! ألا وإنّي اُشهِدُكُم أنّي أشهَدُ أنَّ اللّهَ مَولايَ ، وأنَا مَولى كُلِّ مُسلِمٍ ، وأنَا أولى بِالمُؤمِنينَ مِن أنفُسِهِم ، فَهَل تُقِرّونَ لي بِذلِكَ وتَشهَدونَ لي بِهِ ؟ فَقالوا : نَعَم نَشهَدُ لَكَ بِذلِكَ .
فَقالَ : ألا مَن كُنتُ مَولاهُ فَإِنَّ عَلِيّا مَولاهُ ، وهُوَ هذا . ثُمَّ أخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ عليه السلام فَرَفَعَها مَعَ يَدِهِ حَتّى بَدَت آباطُهُما ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ ، وَانصُر مَن نصََرَهُ وَاخذُل مَن خَذَلَهُ ، ألا وإنّي فَرَطُكُم وأنتُم وارِدونَ عَلَيَّ الحَوضَ ؛ حَوضي غَدا ، وهُوَ حَوضٌ عَرضُهُ ما بَينَ بُصرى وصَنعاءَ ، فيهِ أقداحٌ مِن فِضَّةٍ عَدَدَ نُجومِ السَّماءِ ، ألا وإنّي سائِلُكُم غَدا : ماذا صَنَعتُم فيما أشهَدتُ اللّهَ بِهِ عَلَيكُم في يَومِكُم هذا إذا وَرَدتُم عَلَيَّ حَوضي ؟ وماذا صَنَعتُم بِالثَّقَلَينِ مِن بَعدي ؟ فَانظُروا كَيفَ تَكونونَ خَلَفتُموني فيهِما حينَ تَلقَوني !
قالوا : وما هذانِ الثَّقَلانِ يا رَسولَ اللّهِ ؟


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
558

أصحابَهُ عَن شَجَراتٍ بِالبَطحاءِ مُتَقارِباتٍ أن يَنزِلوا تَحتَهُنَّ ، ثُمَّ بَعَثَ إلَيهِنَّ فَقُمَّ ما تَحتَهُنَّ مِنَ الشَّوكِ ، وعَمَدَ إلَيهِنَّ فَصَلّى تَحتَهُنَّ ، ثُمَّ قامَ فَقالَ :
يا أيُّهَا النّاسُ ! إنّي قَد نَبَّأَنِي اللَّطيفُ الخَبيرُ أنَّهُ لَم يُعَمَّر نَبِيٌّ إلّا نِصفَ عُمُرِ الَّذي يَليهِ مِن قَبلِهِ . وإنّي لَأَظُنُّ أنّي يوشِكُ أن اُدعى فَاُجيبَ ، وإنّي مَسؤولٌ ، وإنَّكُم مَسؤولونَ ، فَماذا أنتُم قائِلونَ ؟ قالوا : نَشهَدُ أنَّكَ قَد بَلَّغتَ وجَهَدتَ ونَصَحتَ ، فَجَزاكَ اللّهُ خَيرا !
فَقالَ : أ لَيسَ تَشهَدونَ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ ، وأنَّ جَنَّتَهُ حَقٌّ ونارَهُ حَقٌّ ، وأنَّ المَوتَ حَقٌّ ، وأنَّ البَعثَ بَعدَ المَوتِ حَقٌّ ، وأنَّ السَاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فيها ، وأنَّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبورِ ؟ قالوا : بَلى نَشهَدُ بِذلِكَ . قالَ : اللّهُمَّ اشهَد !
ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ اللّهَ مَولايَ ، وأنَا مَولَى المُؤمِنينَ ، وأنَا أولى بِهِم مِن أنفُسِهِم ، فَمَن كُنتُ مَولاهُ فَهذا مَولاهُ ـ يَعني عَلِيّا ـ اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ .
ثُمَّ قالَ : يا أيُّهَا النّاسُ ! إنّي فَرَطُكُم ، وإنَّكُم وارِدونَ عَلَيَّ الحَوضَ ؛ حَوضٌ أعرَضُ ما بَينَ بُصرى وصَنعاءَ ، فيهِ عَدَدَ النُّجومِ قِدحانٌ مِن فِضَّةٍ ، وإنّي سائِلُكُم حينَ تَرِدونَ عَلَيَّ عَنِ الثَّقَلَينِ ۱ ، فَانظُروا كَيفَ تَخلُفوني فيهِما ! الثَّقَلُ الأَكبَرُ كِتابُ اللّهِ عزّوجلّ ، سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدِ اللّهِ وطَرَفُهُ بِأَيديكُم ، فَاستَمسِكوا بِهِ لا تَضِلّوا ولا تُبَدِّلوا ؛ وعِترَتي أهلُ بَيتي ، فَإنَّهُ نَبَّأَنِي اللَّطيفُ الخَبيرُ أنَّهُما لَن يَنقَضِيا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ ۲ .

1.سَمّاهُما ثَقَلَيْن لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل . ويقال لكلّ خطير نفيس : ثَقَل ، فسَمّاهُما ثَقَلَيْن إعظاما لِقَدْرهما ، وتَفْخيما لشَأنهما (النهاية : ج۱ ص۲۱۶) .

2.المعجم الكبير : ج۳ ص۱۸۰ ح۳۰۵۲ و ص ۶۷ ح۲۶۸۳ ، تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۲۱۹ ح۸۷۱۴ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۳۴۹ ، الفصول المهمّة : ص۴۰ وفيه إلى «عاداه» ؛ تفسير العيّاشي : ج۱ ص۴ ح۳ عن المفضّل بن صالح عن بعض أصحابه وراجع اُسد الغابة : ج۳ ص۱۳۶ ح۲۷۲۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 76571
صفحه از 664
پرینت  ارسال به