569
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

«سَأَلَ سَآئِل» فيمَن نَزَلَت ؟
فَقالَ : يَا بنَ أخي ، لَقَد سَأَلتَني عَن شَيءٍ ما سَأَلَني عَنهُ أحَدٌ قَبلَكَ ، لَقَد سَأَلتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليهماالسلام عَنِ مِثلِ الَّذي سَأَلتَني فَقالَ : أخبَرَني أبي ، عَن جَدّي ، عَن أبيهِ ، عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قالَ : لَمّا كانَ يَومُ غَديرِ خُمٍّ قامَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله خَطيبا ، فَأَوجَزَ في خُطبَتِهِ ، ثُمَّ دَعا عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام فَأَخَذَ بِضَبعَيهِ ، ثُمَّ رَفَعَ بِيَدِهِ حَتّى رُئِيَ بَياضُ إبطَيهِ ، وقالَ لِلنّاسِ : أ لَم اُبَلِّغكُمُ الرِّسالَةَ ؟ أ لَم أنصَح لَكُم ؟ قالوا : اللّهُمَّ نَعَم .
قالَ : فَمَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ .
قالَ : فَفَشَت هذِهِ فِي النّاسِ ، فَبَلَغَ ذلِكَ الحارِثَ بنَ النُّعمانِ الفِهرِيَّ ، فَرَحَّلَ راحِلَتَهُ ثُمَّ استَوى عَلَيها ـ ورَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذ ذاكَ فِي الأبطَحِ ۱ ـ فَأَناخَ ناقَتَهُ ثُمَّ عَقَلَها ، ثُمَّ أتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَسَلَّمَ ، ثُمَّ قالَ : يا عَبدَ اللّهِ ! إنَّكَ دَعَوتَنا إلى أن نَقولَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ ، فَقُلنا ، ثُمَّ دَعَوتَنا إلى أن نَقولَ : إنَّكَ رَسولُ اللّهِ ، فَقُلنا وفِي القَلبِ ما فيهِ ! ثُمَّ قُلتَ لَنا : صَلّوا ، فَصَلَّينا ، ثُمَّ قُلتَ لَنا : صوموا ، فَصُمنا ، ثُمَّ قُلتَ لَنا : حُجّوا فَحَجَجنا ، ثُمَّ قُلتَ لَنا : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ» ، فَهذا عَنكَ أو عَنِ اللّهِ ؟ !
فَقالَ لَهُ : بَل عَنِ اللّهِ ـ فَقالَها ثَلاثا ـ .
فَنَهَضَ وإنَّهُ لَمُغضَبٌ ، وإنَّهُ يَقولُ : اللّهُمَّ إن كانَ ما يَقولُ مُحَمَّدٌ حَقّا ، فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ تَكونُ نِقمَةً في أوَّلِنا وآيَةً في آخِرِنا ؛ وإن كانَ ما يَقولُ كَذِبا فَأَنزِل بِهِ نِقمَتَكَ !
ثُمَّ استَوى عَلى ناقَتِهِ فَأَثارَها ۲ ، فَلَمّا خَرَجَ مِنَ الأَبطَحِ رَماهُ اللّهُ بِحَجَرٍ عَلى

1.الأَبْطَح : كلّ مسيل فيه دقاق الحصى فهو أبطح (معجم البلدان : ج۱ ص۷۴) .

2.أثَرْتُ البعيرَ : إذا كان بارِكا وبَعَثَه فانْبَعَث (لسان العرب : ج۴ ص۱۱۰) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
568

«سَأَلَ سَآئِل بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَـفِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ» ۱ .

۸۲۹.الإمام عليّ عليه السلام :أنَا الَّذي نَزَلَ عَلى أعدائي : «سَأَلَ سَآئِل بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَـفِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ» ؛ بِمَعنى مَن أنكَرَ وِلايَتي ، وهُوَ النُّعمانُ بنُ الحارِثِ اليَهودِيُّ ، لَعَنَهُ اللّهُ تَعالى ! ۲

۸۳۰.الإمام الباقر عن الإمام زين العابدين عليهماالسلام :لَمّا نَصَبَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلِيّا يَومَ غَديرِ خُمٍّ فَقالَ : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ» طارَ ذلِكَ فِي البِلادِ ، فَقَدِمَ عَلى رَسولِ اللّهِ النُّعمانُ بنُ الحارِثِ الفِهِريُّ ، فَقالَ : أمَرتَنا عَنِ اللّهِ أن نَشهَدَ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وأنَّكَ رَسولُ اللّهِ ، وأمَرتَنا بِالجِهادِ وَالحَجِّ وَالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَالصَّومِ ، فَقَبِلناها مِنكَ ، ثُمَّ لَم تَرضَ حَتّى نَصَبتَ هذَا الغُلامَ فَقُلتَ : مَن كُنتُ مَولاهُ فَهذا مَولاهُ ! فَهذا شَيءٌ مِنكَ أو أمرٌ مِن عِندِ اللّهِ ؟ !
قالَ : أمرٌ مِن عِندِ اللّهِ .
قالَ : اللّهُ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ إنَّ هذا مِنَ اللّهِ ؟
قالَ : اللّهُ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ إنَّ هذا مِنَ اللّهِ .
قالَ : فَوَلَّى النُّعمانُ وهُوَ يَقولُ : اللّهُمَّ إن كانَ هذا هُوَ الحَقُّ مِن عِندِكَ فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أوِ ائتِنا بِعَذابٍ أليمٍ !
فَرَماهُ اللّهُ بِحَجَرٍ عَلى رَأسِهِ فَقَتَلَهُ . فَأَنزَلَ اللّهُ تَعالى : «سَأَلَ سَآئِل»۳ .

۸۳۱.تأويل الآيات الظاهرة عن حسين بن محمّد :سَأَلتُ سُفيانَ بنَ عُيَينَةَ عَن قَولِ اللّهِ عزّ وجلّ :

1.المعارج : ۱ و ۲ .

2.الفضائل لابن شاذان : ص۷۳ .

3.شواهد التنزيل : ج۲ ص۳۸۱ ح۱۰۳۰ عن سفيان بن عيينة عن الإمام الصادق عليه السلام ، فرائد السمطين : ج۱ ص۸۲ ح۵۳ وفيه «الحرث بن النعمان الفهري» ؛ مجمع البيان : ج۱۰ ص۵۳۰ كلاهما عن سفيان بن عيينة عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام نحوه وراجع شواهد التنزيل : ج۲ ص۳۸۲ ـ ۳۸۵ وعيون المعجزات : ص۲۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 76631
صفحه از 664
پرینت  ارسال به