فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام لِأَنَسِ بنِ مالِكٍ وَالبَراءِ بنِ عازِبٍ : ما مَنَعَكُما أن تَقوما فَتَشهَدا ؟ فَقَد سَمِعتُما كَما سَمِعَ القَومُ . ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ إن كانا كَتَماها مُعانَدَةً فَابتَلِهِما .
فَعَمِيَ البَراءُ بنُ عازِبٍ ، وبَرِصَ قَدَما أنَسِ بنِ مالِكٍ ، فَحَلَفَ أنَسُ بنُ مالِكٍ أن لا يَكتُمَ مَنقَبَةً لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ولا فَضلاً أبَدا ، وأمَّا البَراءُ بنُ عازِبٍ فَكانَ يَسألُ عَن مَنزِلِهِ ، فَيُقالُ : هُوَ في مَوضِعِ كَذا وكَذا ، فَيَقولُ : كَيفَ يَرشُدُ مَن أصابَتهُ الدَّعوَةُ ؟ ! ۱
۸۶۶.أنساب الأشراف عن أبي وائل شقيق بن سلمة :قالَ عَلِيٌّ عَلَى المِنبَرِ : نَشَدتُ اللّهَ رَجُلاً سَمِعَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ يَومَ غَديرِ خُمٍّ : اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ ، إلّا قامَ فَشَهِدَ ـ وتَحتَ المِنبَرِ أنَسُ بنُ مالِكٍ ، وَالبَراءُ بنُ عازِبٍ ، وجَريرُ بنُ عَبدِ اللّهِ ـ فَأَعادَها ، فَلَم يُجِبهُ أحَدٌ ، فَقالَ : اللّهُمَّ مَن كَتَمَ هذِهِ الشَّهادَةَ وهُوَ يَعرِفُها فَلا تُخرِجهُ مِنَ الدُّنيا حَتّى تَجعَلَ بِهِ آيَةً يُعرَفُ بِها .
قالَ : فَبَرِصَ أنسٌ ، وعَمِيَ البَراءُ ، ورَجَعَ جَريرٌ أعرابِيّا بَعدَ هِجرَتِهِ ، فَأَتَى السَّراةَ ۲ فَماتَ في بَيتِ اُمِّهِ بِالسَّراةِ ۳ .
۸۶۷.المعجم الكبير عن أبي سلمان المؤذّن عن زيد بن أرقم :نَشَدَ عَلِيٌّ النّاسَ: أنشُدُ اللّهَ رَجُلاً سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله يَقولُ : مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ . فَقامَ اثنا عَشَرَ بَدرِيّا ، فَشَهِدوا بِذلِكَ .
قالَ زَيدٌ : وكُنتُ أنَا فيمَن كَتَمَ ، فَذَهَبَ بَصَري ۴ .
1.رجال الكشّي : ج۱ ص۲۴۶ ح۹۵ ، الدرجات الرفيعة : ص۴۵۳ .
2.السَّرَاة : الجبال والأرض الحاجزة بين تهامة واليمن ، وقال قوم : الحجاز هو جبال تحجز بين تهامة ونجد يقال لأعلاها السراة (معجم البلدان : ج۳ ص۲۰۴) .
3.أنساب الأشراف : ج۲ ص۳۸۶ .
4.المعجم الكبير : ج۵ ص۱۷۵ ح۴۹۹۶ و ص ۱۷۱ ح۴۹۸۵ عن أبي سليمان زيد بن وهب عن زيد بن أرقم وفيه «ستّة عشر رجلاً»بدل «اثنا عشر بدريّاً» ، المناقب لابن المغازلي : ص۲۳ ح۳۳ وفيه «أبي سليمان» وليس فيه «فقام اثنا عشر بدريّاً فشهدوا بذلك» ؛ الاحتجاج : ج۱ ص۱۸۴ ح۳۶ ، شرح الأخبار : ج۱ ص۱۰۰ ح۲۲ وفيه «ستّة عشر» بدل «اثنى عشر» و ص ۲۳۲ ح۲۲۲ وفيه «جماعة» بدل «اثنا عشر» وكلّها نحوه .