595
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1

شُكرا للّهِِ وحَمدا لَهُ ، مَعَ أنَّهُ أهلٌ أن يُشكَرَ كُلَّ ساعَةٍ ، وكَذلِكَ أمَرَتِ الأَنبِياءُ أوصِياءَها أن يَصومُوا اليَومَ الَّذي يُقامُ فيهِ الوَصِيُّ يَتَّخِذونَهُ عيدا ، ومَن صامَهُ كانَ أفضَلَ مِن عَمَلِ سِتّينَ سَنَةً ۱ .

۸۸۶.الإقبال عن أبي الحسن الليثي عن الإمام الصادق عليه السلام :أنَّهُ قالَ لِمَن حَضَرَهُ مِن مَواليهِ وشيعَتِهِ : أ تَعرِفونَ يَوما شَيَّدَ اللّهُ بِهِ الإِسلامَ ، وأظهَرَ بِهِ مَنارَ الدّينِ ، وجَعَلَهُ عيدا لَنا ولِمَوالينا وشيعَتِنا ؟ فَقالوا : اللّهُ ورَسولُهُ وابنُ رَسولِهِ أعلَمُ ، أ يَومُ الفِطرِ هُوَ يا سَيِّدَنا ؟قالَ: لا . قالوا : أفَيَومُ الأَضحى هُوَ ؟ قالَ : لا ، وهذانِ يَومانِ جَليلانِ شَريفانِ ، ويَومُ مَنارِ الدّينِ أشرَفُ مِنهُما ؛ وهُوَ اليَومُ الثّامِنَ عَشَرَ مِن ذِي الحِجَّةِ ، وإنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَمَّا انصَرَفَ مِن حِجَّةِ الوَداعِ وصارَ بِغَديرِ خُمٍّ أمَرَ اللّهُ عزّوجلّ جَبرَئيلَ عليه السلام أن يَهبِطَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وَقتَ قِيامِ الظُّهرِ مِن ذلِكَ اليَومِ ، وأمَرَهُ أن يَقومَ بِوِلايَةِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، وأن يَنصِبَهُ عَلَما لِلنّاسِ بَعدَهُ ، وأن يَستَخلِفَهُ في اُمَّتِهِ .
فَهَبَطَ إلَيهِ وقالَ لَهُ : حَبيبي مُحَمَّدُ ! إنَّ اللّهَ يُقرِئُكَ السَّلامَ ، ويَقولُ لَكَ : قُم في هذَا اليَومِ بِوِلايَةِ عَلِيٍّ عليه السلام ؛ لِيَكونَ عَلَما لِاُمَّتِكَ بَعدَكَ ، يَرجِعونَ إلَيهِ ، ويَكونُ لَهُم كَأَنتَ ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : حَبيبي جَبرَئيلُ ! إنّي أخافُ تَغَيُّرَ أصحابي لِما قَد وُتِروهُ ، وأن يُبدوا ما يُضمِرونَ فيهِ .
فَعَرَجَ ، وما لَبِثَ أن هَبَطَ بِأَمرِ اللّهِ فَقالَ لَهُ : «يَـأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ»۲ .
فَقامَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذَعِرا مَرعوبا خائِفا مِن شِدَّةِ الرَّمضاءِ وقَدَماهُ تُشوَيانِ ، وأمَر

1.الخصال : ص۲۶۴ ح۱۴۵ .

2.المائدة : ۶۷ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
594

العيدَينِ ؟ قالَ : نَعَم يا حَسَنُ ، أعظَمُهُما وأشرَفُهُما ، قُلتُ : وأيُّ يَومٍ هُوَ ؟قال : هُوَ يَومُ نَصبِ أميرِ المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللّهِ وسَلامُهُ عَلَيهِ فيهِ عَلَما لِلنّاسِ ، قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ وما يَنبَغي لَنا أن نَصنَعَ فيهِ ؟ قالَ : تَصومُهُ يا حَسَنُ ، وتُكِثرُ الصَّلاةَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وتَبَرَّأُ إلَى اللّهِ مِمَّن ظَلَمَهُم ؛ فَإِنَّ الأَنبِياءَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم كانَت تَأمُرُ الأَوصِياءَ بِاليَومِ الَّذي كانَ يُقامُ فيهِ الوَصِيُّ أن يُتَّخَذَ عيدا . قالَ : قُلتُ : فَما لِمَن صامَهُ ؟ قالَ : صِيامُ سِتّينَ شَهراً ۱ .

۸۸۴.الكافي عن سالم :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام : هَل لِلمُسلِمينَ عيدٌ غَيرُ يَومِ الجُمُعَةِ وَالأَضحى وَالفِطرِ ؟ قالَ : نَعَم ، أعظَمُها حُرمَةً . قُلتُ : وأيُّ عيدٍ هُوَ جُعِلتُ فِداكَ ؟قالَ : اليَومُ الَّذي نَصَبَ فيهِ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام وقالَ : مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ . قُلتُ : وأيُّ يَومٍ هُوَ ؟ قالَ : وما تَصنَعُ بِاليَومِ ؟ إنَّ السَّنَةَ تَدورُ ، ولكِنَّهُ يَومُ ثَمانِيَةَ عَشَرَ مِن ذِي الحِجَّةِ . فَقُلتُ : وما يَنبَغي لَنا أن نَفعَلَ في ذلِكَ اليَومِ ؟
قالَ : تَذكُرونَ اللّهَ عَزَّ ذِكرُهُ فيهِ بِالصِّيامِ وَالعِبادَةِ وَالذِّكرِ لِمُحَمَّدٍ ؛ وآلِ مُحَمَّدٍ فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أوصى أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام أن يَتَّخِذَ ذلِكَ اليَومَ عيداً ، وكَذلِكَ كانَتِ الأَنبِياءُ عليهم السلام : تَفعَلُ ؛ كانوا يوصونَ أوصِياءَهُم بِذلِكَ فَيَتَّخِذونَهُ عيدا ۲ .

۸۸۵.الخصال عن المفضّل بن عمر :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : كَم لِلمُسلمِينَ مِن عيدٍ ؟فَقالَ : أربَعَةُ أعيادٍ . قالَ : قُلتُ : قَد عَرَفتُ العيدَينِ وَالجُمُعَةَ . فَقالَ لي : أعظَمُها وأشرَفُها يَومُ الثّامِنَ عَشَرَ مِن ذِي الحِجَّةِ ، وهُوَ اليَومُ الَّذي أقامَ فيهِ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام ونَصَبَهُ لِلنّاسِ عَلَما . قالَ : قُلتُ : ما يَجِبُ عَلَينا في ذلِكَ اليَومِ ؟ قالَ : يَجِبُ عَلَيكُم صِيامُه

1.الكافي : ج۴ ص۱۴۸ ح۱ ، تهذيب الأحكام : ج۴ ص۳۰۵ ح۹۲۱ ، مصباح المتهجّد : ص۷۳۶ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۲ ص۹۰ ح۱۸۱۶ ، ثواب الأعمال : ص۹۹ ح۱ ، بشارة المصطفى : ص۲۳۸ والثلاثة الأخيرة نحوه وراجع تفسير فرات : ص۱۱۸ ح۱۲۳ .

2.الكافي : ج۴ ص۱۴۹ ح۳ ، الإقبال : ج۲ ص۲۶۳ وراجع مصباح المتهجّد : ص۷۳۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 1
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99013
صفحه از 664
پرینت  ارسال به