ونخلص من هذا إلى أنّ غدير خُمّ يقع في وادي الجحفة على يسرة طريق الحاجّ من المدينة إلى مكّة ، عند مبتدأ وادي الجحفة حيث منتهى وادي الخرّار .
ومن هنا كان أنْ أسماه بعضهم بالخرّار ـ كما تقدّم ـ .
ولعلّ علّة ما استظهره السمهودي في كتابه وفاء الوفا ، من أنّ الخرّار بالجحفة ۱ ؛ هو ما أوضحته من أنّ غدير خُمّ مبتدأ وادي الجحفة ، وعنده منتهى وادي الخرّار .
ويؤيّد هذا الذي ذكرته قول الزبير ـ الذي نقلته آنفا عن معجم ما استعجم من أنّ الخرّار وادٍ بالحجاز يصبّ على الجحفة .
وقد يشير إلى هذا قول الحموي في معجم البلدان : «الخَرّارُ . . . وهُوَ مَوضِعٌ بِالحِجازِ ، يُقالُ : هُوَ قُربَ الجُحفَةِ» ۲ .
وعبارة عرّام التالية تؤكّد لنا أنّ الغدير من الجحفة ، قال ـ كما نقله عنه الحموي في معجم البلدان ـ : «ودونَ الجُحفَةِ عَلى ميلٍ غَديرُ خُمٍّ ، وواديهِ يَصُبُّ فِي البَحرِ» ۳ ، حيث يعني بواديه وادي الجحفة ؛ لأنّه هو الذي يصبّ في البحر حيث ينتهي عنده .
أمّا المسافة بين موضع غدير خُمّ والجحفة (القرية = الميقات) فَحُدّدت ـ فيما لديَّ من مراجع ـ بالتالي :
ـ حدّدها البكري في معجم ما استعجم بثلاثة أميال ، ونقل عن الزمخشري أنّ المسافة بينهما ميلان ناسبا ذلك إلى (القيل) إشعارا بضعفه ۴ .
وإلى القول بأنّ المسافة بينهما ميلان ذهب الحموي في معجمه قال : «وغَديرُ خُم
1.معجم البلدان : ج۲ ص۳۸۹ .
2.معجم ما استعجم : ج۲ ص۳۶۸ .
3.وفاء الوفا : ج۴ ص۱۲۰۰ .
4.معجم البلدان : ج۲ ص۳۵۰ .