145
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2

مِثلَ قَولِ أبي بَكرٍ .
فَلَمَّا استُخلِفَ عُثمانُ أدخَلَهُمُ المَدينَةَ ، وقالَ : قُد كُنتُ كَلَّمتُ رَسولَ اللّهِ فيهِم وسَأَلتُهُ رَدَّهُم ، فَوَعَدَني أن يَأذِنَ لَهُم ، فَقُبِضَ قَبلَ ذلِكَ . فَأَنكَرَ المُسلِمونَ عَلَيهِ إدخالَهُ إيّاهُمُ المَدينَةَ ۱ .

4 / 4

تَولِيَةُ أعداءِ الإِسلامِ مِن أقرِبائِهِ عَلَى البِلادِ

۱۱۳۳.الآثار عن أبي حنيفة :بَلَغَني أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ قالَ : لَو وَلَّيتُها عُثمانَ لَحَمَلَ آلَ أبي مُعَيطٍ عَلى رِقابِ النّاسِ ، وَاللّهِ لَو فَعَلتُ لَفَعَلَ ! ولَو فَعَلَ لَأَوشَكوا أن يَسيروا إلَيهِ حَتّى يَجزّوا رَأسَهُ ! ! ۲

۱۱۳۴.تاريخ المدينة عن المدائني :قالَ مُعاوِيَةُ [لِعُثمانَ] : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّكَ قَد بَلَغتَ مِن صِلَتِنا مايَبلُغُهُ كَريمُ قَومٍ مِن صِلَةِ قَومٍ ۳ ؛ حَمَلتَنا عَلى رِقابِ النّاسِ ، وجَعَلتَنا أوتادَ الأَرضِ ، فَخُذ كُلَّ رَجُلٍ مِنّا بِعَمَلِهِ وما يَليهِ يَكفِكَ . قالَ : فَأَخَذَ بِقَولِ مُعاوِيَةَ ، ورَدَّ عُمّالَهُ إلى أمصارِهِم ۴ .

۱۱۳۵.إرشاد القلوب عن حُذَيفَة بن اليَمانِ :لَمَّا استُخلِصَ عُثمانُ بنُ عَفّانَ آوى إلَيهِ عَمَّهُ الحَكَمَ بنَ العاصِ ، ووَلَدَهُ مَروانَ ، وَالحارِثَ بنَ الحَكَمِ ، ووَجَّهَ عُمّالَهُ فِي الأَمصارِ .
وكانَ فيمَن عَمَّلَهُ ۵ عُمَرُ بنُ سُفيانَ بنِ المُغيرَةَ بنِ أبِي العاصِ بنِ اُمَيَّةَ إلى

1.أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۳۵ وراجع الأوائل لأبي هلال : ص۱۲۷ .

2.الآثار : ص۲۱۷ ح۹۶۰ وراجع أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۲۱ وتاريخ المدينة : ج۳ ص۸۸۱ والصراط المستقيم : ج۳ ص۲۳ .

3.كذا والظاهر أنّ الصحيح : «قومه» .

4.تاريخ المدينة : ج۳ ص۱۰۹۶ .

5.عمَّلْته : ولّيته ، وجعلته عاملاً (لسان العرب : ج۱۱ ص۴۷۵) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
144

فَأَنكَرَ النّاسُ إذنَهُ لَهُ .
وقالَ بَعضُهُم : رَأَيتُ الحَكَمَ بنَ أبِي العاصِ يَومَ قَدِمَ المَدينَةَ عَلَيهِ فزر خلقٍ ۱ ، وهُوَ يَسوق تَيسا ، حَتّى دَخَلَ دارَ عُثمانَ ، وَالنّاسُ يَنظُرونَ إلى سوءِ حالِهِ وحالِ مَن مَعَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ وعَلَيهِ جُبَّةُ خَزٍّ وطَيلَسانٌ ۲ .

۱۱۳۱.العقد الفريد :لَمّا رَدَّ عُثمانُ الحَكَمَ بنَ أبِي العاصِ ؛ طَريدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، وطَريدَ أبي بَكرٍ وعُمَرَ إلَى المَدينَةِ ، تَكَلَّمَ النّاسُ في ذلِكَ .
فَقالَ عُثمانُ : ما يَنقِمُ النّاسُ مِنّي ! إنّي وَصَلتُ رَحِما ، وقَرَّبتُ قَرابَةً ۳ .

۱۱۳۲.أنساب الأشراف عن هشام الكلبي عن أبيه :إنَّ الحَكَمَ بنَ أبِي العاصِ بنِ اُمَيَّةَ عَمَّ عُثمانَ بنِ عَفّانَ بنِ أبِي العاصِ بنِ اُمَيَّةَ ـ كانَ جارا لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِي الجاهِلِيَّةِ ، وكانَ أشَدَّ جيرانِهِ أذىً لَهُ فِي الإِسلامِ ، وكانَ قُدومُهُ المَدينَةَ بَعدَ فَتحِ مَكَّةَ ، وكانَ مَغموصا ۴ عَلَيهِ في دينِهِ . فَكانَ يَمُرُّ خَلفَ رَسولِ اللّه صلى الله عليه و آله فَيَغمِزُ بِهِ ، ويَحكيهِ ، ويَخلجُ بِأَنفِهِ وفَمِهِ ، وإذا صَلّى قامَ خَلفَهُ فَأَشارَ بِأَصابِعِهِ . فَبَقِيَ عَلى تَخليجِهِ ، وأصابَتهُ خبلةٌ .
وَاطَّلَعَ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذاتَ يَومٍ وهُوَ في بَعضِ حُجَرِ نِسائِهِ ، فَعَرَفَهُ ، وخَرَجَ إلَيهِ بِعَنَزَةٍ ، وقالَ : مَن عَذيري مِن هذَا الوَزَغَةِ اللَّعينِ . ثُمَّ قالَ : لا يُساكِنُني ولا وَلَدُهُ . فَغَرَّبَهُم جَميعا إلَى الطّائِفِ .
فَلَمّا قُبِضَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، كَلَّمَ عُثمانُ أبا بَكرٍ فيهِم ، وسَأَلَهُ رَدَّهُمُ ، فَأَبى ذلِكَ ، وقالَ : ما كُنتُ لآوي طُرَداءَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . ثُمَّ لَمَّا استُخلِفَ عُمَرُ كَلَّمَهُ فيهِم ، فَقال

1.الفَزْر : الفسخ في الثوب ، والفِزَر : الشقوق . وخَلَق الشيءُ وخَلُق : بلِيَ (لسان العرب : ج۵ ص۵۳ و ج۱۰ ص۸۸) .

2.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۶۴ .

3.العقد الفريد : ج۳ ص۳۰۸ .

4.رجل مَغموصٌ عليه في حَسَبه أو في دينه : أي مطعون عليه (لسان العرب : ج۷ ص۶۱۲) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 91531
صفحه از 600
پرینت  ارسال به