153
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2

اُمِرتِ أن تَقَرَّيَ في بَيتِكِ ! ! فَقالَ قَومٌ مِثلَ قَولِهِ ، وقالَ آخَرونَ : ومَن أولى بِذلِكَ مِنها ! ! فَاضطَرَبوا بِالنِّعالِ ، وكانَ ذلِكَ أوَّلَ قِتالٍ بَينَ المُسلِمينَ بَعدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ۱ .

۱۱۴۹.أنساب الأشرافـ فِي الوَليدِ بنِ عُقبَةَ ـ: لَمّا شُهِدَ عَلَيهِ في وَجهِهِ ، وأرادَ عُثمانُ أن يَحُدَّهُ ، ألبَسَهُ جُبَّةَ حِبرٍ ، وأدخَلَهُ بَيتا ، فَجَعَلَ إذا بَعَثَ إلَيهِ رَجُلاً مِن قُرَيشٍ لِيَضرِبَهُ ، قالَ لَهُ الوَليدُ : أنشَدَكَ اللّهُ أن تَقطَعَ رَحِمي ، وتُغضِبَ أميرَ المُؤمِنينَ عَلَيكَ ، فَيَكُفُّ .
فَلَمّا رَأى ذلِكَ عَلِيُّ بن أبي طالِبٍ ، أخَذَ السَّوطَ ودَخَلَ عَلَيهِ . . . وجَلَدَهُ ۲ .

تَحريفُ التّاريخِ في قَضِيَّةِ شُربِ الوَليدِ

من المواطن الملحوظة في تحريف التاريخ مسألة شرب الوليد الخمر ، وإقامة الحدّ عليه .
فقد حاول الطبري في تاريخه ـ عن طريق سلسلة سنده المشهورة : «السرّي ، عن شعيب ، عن سيف بن عمر» ـ وابن الأثير في الكامل ، تنزيه الوليد ، خلافا لما ذَكَرته جميع النصوص التاريخيّة ، ولما رواه المؤرّخون من شربه الخمر ؛ فقد نزّهاه ، واتّهما الشهود بالتآمر عليه ، بدخولهم عليه وهو نائم ، ونزعهم خاتمه ، وشهادتهم عليه عند عثمان .
ودانهُ عثمان بإقامة الحدّ عليه مع علمه ببراءته ، وفوّض إلى اللّه تعالى جزاء شهود الزور ! ! !
وذكرا أنّ الَّذي تولّى إقامة الحدّ هو سعيد بن العاص ۳ .

1.أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۴۴ ، شرح نهج البلاغة : ج۳ ص۱۹ .

2.أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۴۵ ، شرح نهج البلاغة : ج۳ ص۲۰ ؛ الشافي : ج۴ ص۲۵۴ .

3.تاريخ الطبري : ج۴ ص۲۷۱ ـ ۲۷۸ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۲۴۵ و۲۴۶ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
152

قالَ : بَل وشَرّا مِن هذا ، إذا فَسَقَ ومَنَعَ حَقَّ اللّهِ تَعالى أن يُؤخَذَ مِنهُ ! ! ۱

۱۱۴۸.أنساب الأشراف عن مسروقـ في الوَليدِ بنِ عُقبَةَ ـ: إنَّهُ حينَ صَلّى لَم يَرِم ۲ حَتّى قاءَ . فَخَرَجَ في أمرِهِ إلى عُثمانَ أربَعَةُ نَفَرٍ : أبو زَينَبَ ، وجُندَبُ بنُ زُهَيرٍ ، وأبو حَبيبَةَ الغِفارِيُّ ، وَالصَّعبُ بنُ جَثّامَةَ ؛ فَأَخبَروا عُثمانَ خَبَرَهُ .
فَقالَ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ : ما لَهُ ، أجُنَّ ؟ ! قالوا : لا ، ولكنَِّهُ سكرٌ . قالَ : فَأَوعَدَهُم عُثمانُ ، وَتَهَدَّدَهُم ؛ وقالَ لِجُندَبٍ : أنتَ رَأيتَ أخي يَشرَبُ الخَمرَ ؟ ! قالَ : مَعاذَ اللّهِ ، ولكِنّي أشهَدُ أنّي رَأَيتُهُ سَكرانَ يَقلِسُها ۳ مِن جَوفِهِ ، وأنّي أخَذتُ خاتَمَهُ مِن يَدِهِ وهُوَ سَكرانُ لا يَعقِلُ .
قالَ أبو إسحاقَ : فَأَتَى الشُّهودُ عائِشَةَ ، فَأَخبَروها بِما جَرى بَينَهُم وبَينَ عُثمانَ ، وأنَّ عُثمانَ زَبَرَهُم . فَنادَت عائِشَةُ : إنَّ عُثمانَ أبطَلَ الحُدودَ ، وتَوَعَّدَ الشُّهودَ .
قالَ الواقِديُّ : وقَد يُقالُ : إنَّ عُثمانَ ضَرَبَ بَعضَ الشُّهودِ أسواطا ، فَأَتَوا عَلِيّا فَشَكَوا ذلِكَ إلَيهِ .
فَأَتى عُثمانَ فَقالَ : عَطَّلتَ الحُدودَ ، وضَرَبتَ قَوما شَهِدوا عَلى أخيكَ ؛ فَقَلَبتَ الحُكمَ ، وقَد قالَ عُمَرُ : لا تُحَمِّل بَني اُمَيَّةَ وآلَ أبي مُعَيطٍ خاصَّةً عَلى رِقابِ النّاسِ .
قالَ : فَما تَرى ؟ !
قالَ : أرى أن تَعزِلَهُ ، ولا تُوَلِّيَهُ شَيئا مِن اُمورِ المُسلِمينَ ، وَأن تَسأَلَ عَنِ الشُّهودِ ؛ فَإِن لَم يَكونوا أهلَ ظِنَّةٍ ولا عَداوَةٍ أقَمتَ عَلى صاحِبِكَ الحَدَّ .
قالَ : ويُقالُ إنَّ عائِشَةَ أغلَظَت لِعُثمانَ ، وأغلَظَ لَها ، وقالَ : وما أنتِ وهذا ! ؟ إنَّما

1.مروج الذهب : ج۲ ص۳۴۴ وراجع الأغاني : ج۵ ص۱۳۹ .

2.الرَّيْم : البَراح ؛ يقال : ما يَريمُ يفعل ذلك ؛ أي ما يبرح (لسان العرب : ج۱۲ ص۲۵۹) .

3.القَلَس : ما خرج من الجوف ؛ مل ء الفم ، أو دونه ، وليس بقيء ، فإن عاد فهو القيء (النهاية : ج۴ ص۱۰۰) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 100133
صفحه از 600
پرینت  ارسال به