167
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2

سَلعا ۱ . قالَ : فَانفُذ لِما أمَرَكَ بِهِ .
قالَ : فَخَرَجَ حَتّى نَزَلَ الرَّبَذَةَ فَخَطَّ بِها مَسجِدا ، وأقطَعَهُ عُثمانُ صِرمَةً ۲ مِنَ الإِبِلِ ، وأعطاهُ مَملوكَينِ ، وأرسَلَ إلَيهِ : أن تَعاهَدِ المَدينَةَ حَتّى لا تَرتَدَّ أعرابِيّا ، فَفَعَلَ .
وقال أيضا : خَرَجَ أبو ذَرٍّ إلَى الرَّبَذَةِ مِن قِبَلِ نَفسِهِ ، لَمّا رَأى عُثمانُ لا يَنزَعُ ۳ لَهُ ۴ .
ونحن نعلم أنّ بعض الأباطيل حول «عبد اللّه بن سبأ» من مختلقاته أيضا ؛ إذ منح لهذه الشخصيّة قابليّة عجيبة حتّى جعلها عَلَما لجميع ضروب الاحتجاج والاعتراض على عثمان ومعاوية ۵ .

1.سَلْع : موضع بقرب المدينة (معجم البلدان : ج ۳ ص ۲۳۶) .

2.الصِّرمَة : القطعة من الإبل ، قيل : هي ما بين العشرين إلى الثلاثين ، وقيل : ما بين الثلاثين إلى الخمسين والأربعين (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۳۳۷) .

3.أي ينجذب ويميل (النهاية : ج ۵ ص ۴۱) .

4.تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۲۸۴ .

5.راجع : ص ۲۶۷ (عبد اللّه بن سبأ وجه مشبوه) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
166

وإشخاص معاوية إيّاه من الشام إلى المدينة ، وقد ذُكر في سبب ذلك اُمور كثيرة ـ من سبّ معاوية إيّاه ، وتهديده بالقتل ، وحمله إلى المدينة من الشام بغير وطاء ، ونفيه من المدينة على الوجه الشنيع ، لا يصحّ النقل به ، ولو صحّ لكان ينبغي أن يعتذر عن عثمان ؛ فإنَّ للإمام أن يؤدّب رعيّته ، وغير ذلك من الأعذار ، لا أن يجعل ذلك سببا للطعن عليه ! ! ـ كرهتُ ذكرها .
وأمّا العاذرون فإنّهم قالوا : . . . . ۱
وهكذا يسدلان الستار على الحقائق . ومن جانب آخر ، ينقلان معلومات كاذبة عن أبي ذرّ ، فيحاولان المَسَّ بقُدسيّة «أصدَق مَن أقَلَّتهُ الغَبراءُ» . ومن العجب أنّهما يوردان ذلك كلّه عن سيف بن عمر بطل الوضع والاختلاق ، ومثال الافتراء ، والنموذج الماثل لإشاعة الكذب .
إنّ أحدا لم يُثْنِ على سيف ؛ فقد ضعّفه ابن معين وقال : «فليس خيرٌ منه» . وذهب أبو حاتم إلى أنّه «مَتروكُ الحَديثِ» . ونصّ النسائي والدارقطني على ضعفه . وقال أبو داوود : «ليس بشيء» . وقال ابن حبّان :«يروي الموضوعات عن الأثباتِ» . اتُّهم بالزندقة ، وقالوا : إنّه كان يضع الحديث ، وذهب الحاكم أيضا إلى أنّه متّهم بالزندقة ۲ .
وأمّا أخبار سيف بن عمر فجميعها تبيّض صحيفة عثمان وتدافع عنه ، فيقول مثلاً في نفي أبي ذرّ من قبل عثمان :
قالَ [أبو ذَرٍّ لِعُثمانَ] : فَتَأذَنُ لي فِي الخُروجِ ؟ فَإِنَّ المَدينَةَ لَيسَت لي بِدارٍ . فَقالَ : أ وَتَستَبدِلُ بِها إلّا شَرّا مِنها ؟ ! قالَ : أمَرَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أن أخرُجَ مِنها إذا بَلَغَ البِناء

1.الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۲۵۱ .

2.تهذيب التهذيب : ج ۲ ص ۴۶۷ الرقم ۳۱۸۴ ، ميزان الاعتدال : ج ۲ ص ۲۵۵ الرقم ۳۶۳۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 109270
صفحه از 600
پرینت  ارسال به