173
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2

وبَلَغَ ذلِكَ عُثمانَ فَكَفَّ عَن عَمّارٍ ونَدِمَ عَلى ما كانَ مِنهُ ۱ .

4 / 7 ـ 3

ضَربُ عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعودٍ وتَسييرُهُ

۱۱۶۵.تاريخ المدينة عن إسماعيل بن أبي خالد :إنَّ الوَليدَ بنَ عُقبَةَ كَتَبَ إلى عُثمانَ يُبغِضُهُ عَلَى ابنِ مَسعودٍ ، وأنَّ عُثمانَ سَيَّرَهُ مِنَ الكوفَةِ إلَى المَدينَةِ ، وحَرَمَهُ عَطاءَهُ ثَلاثَ سِنينَ ۲ .

۱۱۶۶.تاريخ المدينة عن إسماعيل بن أبي خالد :لَمّا بَلَغَ عُثمانَ أنَّ عَبدَ اللّهِ مَريضٌ حَمَلَ إلَيهِ عَطاءَهُ خَمسَةَ عَشَرَ ألفا ، وكانَ عَطاءُ البَدرِيّينَ خَمسَةَ آلافٍ ، فَدَخَلَ عَلَيهِ عُثمانُ فَقالَ : كَيفَ تَجِدُكَ ؟ قالَ : مَردودٌ إلى مَولايَ الحَقِّ . قالَ : يَرحَمُكَ اللّهُ ، كَأَنَّهَا ظِنَّةٌ ، هذا عَطاؤُكَ خَمسَةَ عَشَرَ ألفا فَاَقبَضَهُ . قالَ : مَنَعتَنيهِ إذ كانَ يَنفَعُني ! فَأَنَا آخُذُهُ مِنكَ يَومَ القِيامَةِ . فَانصَرَفَ ولَم يَقبَل عَطاءَهُ ۳ .

۱۱۶۷.أنساب الأشراف عن أبي مخنف وعوانة :إنَّ عَبدَ اللّهِ بنَ مَسعودٍ حينَ ألقى مَفاتيحَ بَيتِ المالِ إلَى الوَليدِ بنِ عُقبَةَ قالَ : مَن غَيَّرَ غَيَّرَ اللّهُ ما بِهِ ، ومَن بَدَّلَ أسخَطَ اللّهُ عَلَيهِ ، وما أرى صاحِبَكُم إلّا وقَد غَيَّرَ وبَدَّلَ ، أ يُعزَلُ مِثلُ سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ ويُولَّى الوَليدُ ؟ وكانَ يَتَكَلَّمُ بِكَلامٍ لا يَدَعُهُ وهُوَ : إنَّ أصدَقَ القَولِ كتابُ اللّهِ ، وأحسَنَ الهُدى هُدى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وشَرَّ الاُمورِ مُحدَثاتُها ، وكُلَّ مُحدَثٍ بِدعَةٌ ، وكُلَّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ ، وكُلَّ ضَلالَةٍ فِي النّارِ .
فَكَتَبَ الوَليدُ إلى عُثمانَ بِذلِكَ وقالَ : إنَّهُ يَعيبُكَ ويَطعَنُ عَلَيكَ ، فَكَتَبَ إلَيهِ عُثمانُ يَأمُرُهُ بِإِشخاصِهِ ، وشَيَّعَهُ أهلُ الكوفَةِ ، فَأَوصاهُم بِتَقوَى اللّهِ ولُزومِ القُرآنِ ، فَقالوا لَهُ :

1.الفتوح : ج ۲ ص ۳۷۸ وراجع أنساب الأشراف : ج ۶ ص ۱۶۹ وتاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۱۷۳ .

2.تاريخ المدينة : ج ۳ ص ۱۰۴۹ .

3.تاريخ المدينة : ج ۳ ص ۱۰۵۱ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
172

قالَ : وعَزَمَ عُثمانُ عَلى نَفيِ عَمّارٍ ، وأقبَلَت بَنو مَخزومٍ إلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ رضى الله عنهفَقالوا : إنَّهُ يا أبَا الحَسَنِ قَد عَلِمتَ بِأَنّا أخوالُ أبيكَ أبي طالِبٍ ، وهذا عُثمانُ بنُ عَفّانَ قَد أمَرَ بِتَسييرِ عَمّارِ بنِ ياسِرٍ ، وقَد أحبَبنا أن نَلقاهُ فَنُكَلِّمَهُ في ذلِكَ ونَسأَلَهُ أن يَكُفَّ عَنهُ ولا يُؤذِيَنا فيهِ ، فَقَد وَثَبَ عَلَيهِ مَرَّةً فَفَعَلَ بِهِ ما فَعَلَ ، وهذِهِ ثانِيَةٌ ، ونَخافُ أن يَخرُجَ مَعَهُ إلى أمرٍ يَندَمُ ونَندَمُ نَحنُ عَلَيهِ .
فَقالَ : أفعَلُ ذلِكَ فَلا تَعجَلوا ، فَوَاللّهِ لَو لَم تَأتوني في هذَا لَكانَ ذلِكَ مِنَ الحَقِّ الَّذي لا يَسَعُني تَركُهُ ولا عُذرَ لي فيهِ .
قالَ : ثُمَّ أقبَلَ عَلِيٌّ رضى الله عنه حَتّى دَخَلَ عَلى عُثمانَ فَسَلَّمَ وجَلَسَ فَقالَ : اتَّقِ اللّهَ أيُّهَا الرَّجُلُ ، وكُفَّ عَن عَمّارٍ وغَيرِ عَمّارٍ مِنَ الصَّحابَةِ ؛ فَإِنَّكَ قَد سَيَّرتَ رَجُلاً مِن صُلَحاءِ المُسلِمينَ وخِيارِ المُهاجِرينَ الأَوَّلينَ ، حَتّى هَلَكَ في تَسييرِكَ إيّاهُ غَريبا ، ثُمَّ إنَّكَ الآنَ تُريدُ أن تَنفى نَظيرَهُ مِن أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله !
فَقالَ عُثمانُ : لَأَنتَ أحَقُّ بِالمَسيرِ مِنهُ ، فَوَاللّهِ ما أفسَدَ عَلَيَّ عَمّارا وغَيرَهُ سِواكَ !
فَقالَ عَلِيٌّ رضى الله عنه : وَاللّهِ يا عُثمانُ ! ما أنتَ بِقادِرٍ عَلى ذلِكَ ولا إلَيهِ بِواصِلٍ ، فَرَوِّم ۱ ذلِكَ إن شِئتَ . وأمّا قَولُكَ : إنّي اُفسِدُهُم عَلَيكَ ، فَوَاللّهِ ما يُفسِدُهُم عَلَيكَ إلّا نَفسُكَ ؛ لِأَنَّهُم يَرَونَ ما يُنكِرونَ ؛ فَلا يَسَعُهُم إلّا تَغييرُ ما يَرَونَ . . . .
ثُمَّ أقبَلَ عَلِيٌّ رضى الله عنه عَلى عَمّارِ بنِ ياسِرٍ فَقالَ لَهُ : اِجلِس في بَيتِكَ ولا تَبرَح مِنهُ ، فَإِنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى مانِعُكَ مِن عُثمانَ وغيرِ عُثمانَ ، وهؤُلاءِ المُسلِمونَ مَعَكَ .
فَقالَت بَنو مَخزومٍ : وَاللّهِ يا أبَا الحَسَنِ ! لَئِن نَصَرتَنا وكُنتَ مَعَنا لا وَصَلَ إلَينا عُثمانُ بِشَيءٍ نَكرَهُهُ أبَدا .

1.من روّمتُ فلانا : إذا جعلته يطلب الشيء (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۲۵۸).

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 108929
صفحه از 600
پرینت  ارسال به