221
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2

فَقالَ عُثمانُ : إنَّ هذَا الرَّأيَ لَولا ما فيهِ .
ثُمَّ أقبَلَ [عَلى] مُعاوِيَةَ فَقالَ : ما رَأيُكَ ؟ قالَ : أرى لَكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ أن تَرُدَّ عُمّالَكَ عَلَى الكِفايَةِ لِما قِبَلَهُم ، وأنَا ضامِنٌ لَكَ قِبَلي .
ثُمَّ أقبَلَ عَلى عَبدِ اللّهِ بنِ سَعدٍ فَقالَ : ما رَأيُكَ ؟ قالَ : أرى يا أميرُ المُؤمِنينَ أنَّ النّاسَ أهلُ طَمَعٍ فَأَعطِهِم مِن هذَا المالِ تَعطِف عَلَيكَ قُلوبَهُم .
ثُمَّ أقبَلَ عَلى عَمرِو بنِ العاصِ فَقالَ لَهُ : ما رَأيُكَ ؟ قالَ : أرى أنَّكَ قَد رَكِبتَ النّاسَ بِما يَكرَهونَ ، فَاعتَزِم أن تَعتَدِلَ ؛ فَإِن أبَيتَ فَاعتَزِم أن تَعتَزِلَ ؛ فَإِن أَبيتَ فَاعتَزِم عَزما وَامضِ قُدُما .
فَقالَ عُثمانُ : مالَكَ قَمِلَ فَرَوُكَ ؟ ! أ هذَا الجِدُّ مِنكَ ؟ فَأَسكَتَ عَنهُ دَهرا ، حَتّى إذا تَفَرَّقَ القَومُ قالَ عَمرٌو : لا وَاللّهِ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، لَأَنتَ أعَزُّ عَلَيَّ مِن ذلِكَ ، ولكِنَ قَد عَلِمتُ أن سَيَبلُغَ النّاسَ قَولُ كُلِّ رَجُلٍ مِنّا ، فَأَرَدتُ أن يَبلُغَهُم قَولي فَيَثقوا بي ، فَأَقودَ إليكَ خَيرا أو أدفَعَ عَنكَ شَرّا . . . فَرَدَّ عُثمانُ عُمّالَهُ عَلى أعمالِهِم ، وأمَرَهُم بِالتَّضييقِ عَلى مَن قِبَلَهُم ، وأمَرَهُم بِتَجميرِ النّاسِ فِي البُعوثِ ، وعَزَمَ عَلى تَحريمِ أعطِياتِهِم لِيُطيعوهُ ويَحتاجوا إلَيهِ ۱ .

راجع : ص 215 (نقض التوبة والمعاهدة) .

5 / 12

آخِرُ ما أدّى إلى قَتلِ عُثمانَ

۱۲۱۶.الفتوح :أرسَلَ عُثمانُ إلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ رضى الله عنه ، فَدَعاهُ فَقالَ : يا أبَا الحَسَنِ ! أنتَ لِهؤُلاءِ القَومِ ، فَادعوهُم إلى كِتابِ اللّهِ عَزَّوجَلَّ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ وَاكفِني مِمّا يَكرَهونَ .

1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۳۳ وراجع مروج الذهب : ج۲ ص۳۴۶ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
220

إلّا أنّي أعلَمُ أنَّهُ قَد كَلَّمَ طَلحَةَ حينَ حُصِرَ في أن يَدخُلَ عَلَيهِ الرَّوايا ۱ ، وغَضِبَ في ذلِكَ غَضَبا شَديدا ، حَتّى دَخَلَتِ الرَّوايا عَلى عُثمانَ ۲ .

5 / 11

خِيانَةُ بِطانَةِ السَّوءِ

۱۲۱۵.تاريخ الطبري عن العَلاء بن عبد اللّه بن زَيد العنبري :أرسَلَ عُثمانُ إلى مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ ، وإلى عَبدِ اللّهِ بنِ سَعدِ بنِ أبي سَرحٍ ، وإلى سَعيدِ بنِ العاصِ ، وإلى عَمرِو بنِ العاصِ بنِ وائِلٍ السَّهمِيِّ ، وإلى عَبدِ اللّهِ بنِ عامِرٍ ، فَجَمَعَهُم لِيُشاوِرَهُم في أمرِهِ وما طُلِبَ إلَيهِ وما بَلَغَهُ عَنهُم ، فَلَمَّا اجتَمَعوا عِندَهُ قالَ لَهُم :
إنَّ لِكُلِّ امرِئٍ وُزَراءَ ونُصَحاءَ ، وإنَّكُم وُزَرائي ونُصَحائي وأهلُ ثِقَتي ، وقَد صَنَعَ النّاسُ ما قَد رَأَيتُم ، وطَلَبوا إلَيَّ أن أعزِلَ عُمّالي وأن أرجِعَ عَن جَميعٍ ما يَكرَهونَ إلى ما يُحِبّونَ ، فَاجتَهِدوا رَأيَكُم وأشيروا عَلَيَّ .
فَقالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ عامِرٍ : رَأيي لَكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ أن تَأمُرَهُم بِجِهادٍ يَشغَلُهُم عَنكَ ، وأن تُجَمِّرهُم ۳ فِي المَغازي حَتّى يَذِلّوا لَكَ ، فَلا يَكون هِمَّةُ أحَدِهِم إلّا نَفسَهُ وما هُوَِ فيهِ مِن دَبَرَةِ دابَّتِهِ وقَملِ فَروِهِ .
ثُمَّ أقبَلَ عُثمانُ عَلى سَعيدِ بنِ العاصِ فَقالَ لَهُ : ما رَأيُكَ ؟ قالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ إن كُنتَ تَرى رَأيَنا فَاحسِم عَنكَ الدّاءَ ، وَاقطَع عَنكَ الَّذي تَخافُ ، وَاعمَل بِرَأيي تُصِب . قالَ : وما هُوَ ؟ قالَ : إنَّ لِكُلِّ قَومٍ قادَةً مَتى تَهلك يَتَفَرَّقوا ولا يَجتَمِع لَهم أمرٌ ،

1.الرَّوايا من الإبل : الحوامل للماء ، واحدتها راوية (النهاية : ج۲ ص۲۷۹) .

2.تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۶۳ وراجع الكامل في التاريخ : ج۲ ص۲۸۴ ـ ۲۸۶ والأغاني : ج۱۹ ص۴۸۱ والبداية والنهاية : ج۷ ص۱۷۲ و۱۷۳ .

3.تجمير الجيش : جمعهم في الثغور ، وحبسهم عن العود إلى أهلهم (النهاية : ج۱ ص۲۹۲) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 91578
صفحه از 600
پرینت  ارسال به