233
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2

۱۲۳۰.تاريخ الإسلام عن ابن الزبير وابن عبّاس :بَعَثَ عُثمانُ المُسوّرَ بنَ مُخرَمَةَ إلى مُعاوِيَةَ ؛ يُعلِمُهُ أنَّهُ مَحصورٌ ، ويَأمُرُهُ أن يُجَهِّزَ إلَيهِ جَيشا سَريعا .
فَلَمّا قَدِمَ عَلى مُعاوِيَةَ ، رَكِبَ مُعاوِيَةُ لِوَقتِهِ هُوَ ومُسلِمُ بنُ عُقبَةَ وابنُ حُدَيجٍ ، فَساروا مِن دِمَشقَ إلى عُثمانَ عَشرا .
فَدَخَلَ مُعاوِيَةُ نِصفَ اللَّيلِ ، وقَبَّلَ رَأسَ عُثمانَ ، فَقالَ : أينَ الجَيشُ ؟ ! قالَ : ما جِئتُ إلّا في ثَلاثَةِ رَهطٍ .
فَقالَ ۱ عُثمانُ : لا وَصَلَ اللّهُ رَحِمَكَ ، ولا أعَزَّ نَصرَكَ ، ولا جَزاكَ خَيرا ، فَوَاللّهِ لا اُقتَلُ إلّا فيكَ ، ولا يُنقَمُ عَلَيَّ إلّا مِن أجلِكَ .
فَقالَ : بِأَبي أنتَ واُمّي ، لَو بَعَثتُ إلَيكَ جَيشا فَسَمِعوا بِهِ عاجَلوكَ ، فَقَتَلوكَ ، ولكِنَّ مَعي نَجائِبَ ، فَاخرُج مَعي ، فَما يَشعُرُ بي أحَدٌ ، فَوَاللّهِ ما هِيَ إلّا ثَلاثٌ حَتّى نَرى مَعالِمَ الشّامِ .
فَقالَ : بِئسَ ما أشَرتَ بِهِ ، وأبى أن يُجيبَهُ . فَأَسرَعَ مُعاوِيَةُ راجِعا .
ووَرَدَ المُسوّرُ ـ يُريدُ المَدينَةَ ـ بِذي المَروَةِ ۲ راجِعا ، وقَدِمَ عَلى عُثمانَ وهُوَ ذامٌّ لِمُعاوِيَةَ غَيرُ عاذِرٍ لَهُ ، فَلَمّا كانَ في حَصرِهِ الآخِرِ ، بَعَثَ المُسوّرُ ثانِيا إلى مُعاوِيَةَ لِيَنجدَهُ ، فَقالَ : إنَّ عُثمانَ أحسَنَ فَأَحسَنَ اللّهُ بِهِ ، ثُمَّ غَيَّرَ فَغَيَّرَ اللّهُ بِهِ ، فَشددتُ عَلَيهِ .
فَقالَ : تَرَكتُم عُثمانَ ، حَتّى إذا كانَت نَفسُهُ في حَنجَرَتِهِ قُلتُم : اِذهَب ؛ فَادفَع عَنهُ المَوتَ ، ولَيسَ ذلِكَ بِيَدي ! ! ثُمَّ أنزِلني في مَشرَبَةٍ عَلى رَأسِهِ ، فما دَخَلَ عَلَيَّ داخِلٌ حَتّى قُتِلَ عُثمانُ ۳ .

1.في المصدر : «فقط» بدل «فقال» ، وهو تصحيف ؛ انظر : تاريخ دمشق : ج۳۹ ص۳۷۷ .

2.ذو المروة : قرية بوادي القُرى ، وقيل : بين خشب ووادي القرى (معجم البلدان : ج۵ ص۱۱۶) .

3.تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۴۵۰ ، تاريخ دمشق : ج۳۹ ص۳۷۷ نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
232

نَفسَكَ ؛ فلا أنزِعُ قَميصا قَمَّصَنيهِ اللّهُ عَزَّوجَلَّ ، وأكرَمَني بِهِ ، وخَصَّني بِهِ عَلى غَيري ، ولكِنّي أتوبُ ، وأنزِعُ ، ولا أعودُ لِشَيءٍ عابَهُ المُسلِمونَ ، فَإِنّي وَاللّهِ الفَقيرُ إلَى اللّهِ ، الخائِفُ مِنهُ !
قالوا : إنَّ هذا لَو كانَ أوَّلَ حَدَثٍ أحدَثتَهُ ثُمَّ تُبتَ مِنهُ ولَم تَقُم عَلَيهِ لَكان عَلَينا أن نَقبَلَ مِنكَ ، وأن نَنصَرِفَ عَنكَ ، ولكِنَّهُ قَد كانَ مِنكَ مِنَ الأَحداثِ قَبلَ هذا ما قَد عَلِمتَ ، ولَقَدِ انصَرَفنا عَنكَ فِي المَرَّةِ الاُولى وما نَخشى أن تَكتُبَ فينا ، ولا مَنِ اعتَلَلتَ بِهِ بِما وَجَدنا في كِتابِكَ مَعَ غُلامِكَ . وكَيفَ نَقبَلُ تَوبَتَكَ وقَد بَلَونا مِنكَ أنَّكَ لا تُعطي مِن نَفسِكَ التَّوبَةَ مِن ذَنبٍ إلّا عُدتَ إلَيهِ ! ! فَلَسنا مُنصَرِفينَ حَتّى نَعزِلَكَ ، ونَستَبدِلَ بِكَ ، فَإِن حالَ مَن مَعَكَ مِن قَومِكَ وذَوي رَحِمِكَ وأهلِ الِانقِطاعِ إلَيكَ دونَكَ بِقِتالٍ قاتَلناهُم ، حَتّى نَخلُصَ إلَيكَ فَنَقتُلَكَ ، أو تَلحَقَ أرواحُنا بِاللّهِ ۱ .

5 / 14

اِستنصارُ عُثمانَ مُعاوِيَةَ وخِذلانُهُ

۱۲۲۹.تاريخ الطبري عن محمّد بن السائب الكلبي :لَمّا رَأى عُثمانُ ما قَد نَزَلَ بِهِ . وما قَدِ انبَعَثَ عَلَيهِ مِنَ النّاسِ ، كَتَبَ إلى مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ وهُوَ بِالشّامِ :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ أهلَ المَدينَةِ قَد كَفَروا ، وأخلَفُوا الطّاعَةَ ، ونَكَثُوا البَيعَةَ ، فَابعَث إلَيَّ مَن قِبَلَكَ مِن مُقاتَلَةِ أهلِ الشّامِ عَلى كُلِّ صَعبٍ وذَلولٍ .
فَلَمّا جاءَ مُعاوِيَةَ الكِتابُ تَرَبَّصَ بِهِ ، وكَرِهَ إظهارَ مُخالَفَةِ أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وقَد عَلِمَ اجتِماعَهُم ۲ .

1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۷۶ .

2.تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۶۸ وراجع الكامل في التاريخ : ج۲ ص۲۸۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 91587
صفحه از 600
پرینت  ارسال به