237
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2

۱۲۴۰.شرح نهج البلاغةـ في كِتابِ ابنِ عَبّاسٍ إلى مُعاوِيَةَ ـ: اُقسِمُ بِاللّهِ لَأَنتَ المُتَرَبِّصُ بِقَتلِهِ ، وَالمُحِبُّ لِهَلاكِهِ ، وَالحابِسُ النّاسَ قِبَلَكَ عَنهُ ، عَلى بَصيرَةٍ مِن أمرِهِ ؛ ولَقَد أتاكَ كِتابُهُ وصَريخُهُ يَستَغيثُ بِكَ ويَستَصرِخُ فَما حَفَلتَ ۱ بِهِ ، حَتّى بَعَثتَ إلَيهِ مُعذِرا بِأَجرةٍ ۲ ، أنتَ تَعلَمُ أنَّهُم لَن يَترُكوهُ حَتّى يُقتَلَ ، فَقُتِلَ كَما كُنتَ أرَدتَ ، ثُمَّ عَلِمتَ عِندَ ذلِكَ أنَّ النّاسَ لَن يَعدِلوا بَينَنا وبَينَكَ ، فَطَفِقتَ تَنعى عُثمانَ وتُلزِمُنا دَمَهُ ، وتَقولُ : «قُتِلَ مَظلوما» ، فَإِن يَكُ قُتِلَ مَظلوما فَأَنتَ أظلَمُ الظّالِمينَ .
ثُمَّ لَم تَزَل مُصَوِّبا ومُصَعِّدا ۳ ، وجاثِما ورابِضا ۴ ، تَستَغوِي الجُهّالَ ، وتُنازِعُنا حَقَّنا بِالسُّفَهاءِ ، حَتّى أدرَكتَ ما طَلَبتَ ، «وَ إِنْ أَدْرِى لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَ مَتَـعٌ إِلَى حِينٍ»۵۶ .

۱۲۴۱.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ في جَوابِ مُعاوِيَةَ ـ: ثُمَّ ذَكرَتَ ما كانَ مِن أمري وأمرِ عُثمانَ ، فَلَكَ أن تُجابَ عَن هذِهِ ؛ لِرَحِمِكَ مِنهُ ، فَأَيُّنا كانَ أعدى لَهُ ، وأهدى إلى مَقاتِلِهِ ! أمَن بَذَلَ لَهُ نُصرَتَهُ فَاستَقعَدَهُ وَاستَكَفَّهُ ، أم مَنِ استَنصَرَهُ فَتَراخى عَنهُ ، وبَثَّ المَنونَ إلَيهِ حَتّى أتى قَدرَهُ عَلَيهِ ؟ ! كَلّا وَاللّهِ ، لَقَد يَعلَمُ اللّهُ المُعَوِّقينَ مِنكُم وَالقائِلينَ لِاءِخوانِهِم هَلُمَّ إلَينا ولا يَأتونَ البَأسَ إلّا قَليلاً ۷ .
وما كُنتُ لِأَعتَذِرَ مِن أنّي كُنتُ أنقِمُ عَلَيهِ أحداثا ، فَإِن كانَ الذَّنبُ إلَيهِ إرشادى
¨

1.ما حَفَله ، وما حَفَلَ به ، وما احتَفَلَ به : أي ما بالَى ، والحَفْل : المبالاة (لسان العرب : ج۱۱ ص۱۵۹) .

2.في بحار الأنوار : «بأخرة». وقال الجوهري : جاء فلان بأخَرَةٍ : أي أخيرا (الصحاح : ج۲ ص۵۷۷) .

3.التصويب : خلاف التصعيد ، وصَوَّب رأسه : خفضه (لسان العرب : ج۱ ص۵۳۴) . وفي الحديث : «فصعَّد فيَّ النظر وصَوَّبه» : أي نظر إلى أعلاي وأسفلي يتأمّلني (النهاية : ج۳ ص۳۰) .

4.جثم الإنسان والطائر يَجثِم جَثَما وجُثوما فهو جاثِم : لزمَ مكانَه فلم يبرح . وربضَ بالمكان يَربِض : إذا لصِق به وأقام ملازما له (لسان العرب : ج۱۲ ص۸۲ و ج ۷ ص۱۵۱) .

5.الأنبياء : ۱۱۱ .

6.شرح نهج البلاغة : ج۱۶ ص۱۵۵ ؛ بحار الأنوار : ج۳۳ ص۹۹ .

7.إشارة إلى الآية ۱۸ من سورة الأحزاب .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
236

فَقالَ ابنُ عَبّاسٍ : إنَّما تُكَلِّمُ لِمُعاوِيَةَ ، إنَّما تُكَلِّمُ عَن رَأيِكَ ، وإنَّ أحَقَّ النّاسِ أ لّا يَتَكَلَّمَ في أمرِ عُثمانَ لَأَنتُما ! أمّا أنتَ يا مُعاوِيَةُ ، فَزَيَّنتَ لَهُ ما كانَ يَصنَعُ ، حَتّى إذا حُصِرَ طَلَبَ نَصرَكَ ، فَأَبطَأتَ عَنهُ ، وأحبَبتَ قَتلَهُ ، وتَرَبَّصتَ بِهِ . وأمّا أنتَ يا عَمرُو ، فَأَضرَمتَ عَلَيهِ المَدينَةَ ، وهَرَبتَ إلى فِلَسطينَ تَسأَلُ عَن أنبائِهِ ، فَلَمّا أتاكَ قَتلَهُ ، أضافَتكَ عَداوَةُ عَلِيٍّ أن لَحِقتَ بِمُعاوِيَةَ ، فَبِعتَ دينَكَ بِمِصرَ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : حَسبُكَ ، عَرَّضَني لَكَ عَمرٌو ، وعَرَّضَ نَفسَهُ ۱ .

۱۲۳۷.تاريخ الخلفاء عن أبي الطُّفيل عامِر بن واثِلة الصَّحابي :إنَّهُ دَخَلَ عَلى مُعاوِيَةَ ، فَقالَ لَهُ مُعاوِيَةُ : أ لَستَ مِن قَتَلَةِ عُثمانَ ؟ قالَ : لا ، ولكِن مِمَّن حَضَرَهُ فَلَم يَنصُرهُ . قالَ : وما مَنَعَكَ مِن نَصرِهِ ؟ قالَ : لَم تَنصُرهُ المُهاجِرونَ وَالأَنصارُ . فَقالَ مُعاوِيَةُ : أما لَقَد كانَ حَقُّهُ واجِبا عَلَيهِم أن يَنصُروهُ ! قالَ : فَما مَنَعَكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ مِن نَصرِهِ ومَعَكَ أهلُ الشّامِ ؟ ! فَقالَ مُعاوِيَةُ : أما طَلبي بِدَمِهِ نُصرَةٌ لَهُ ؟ ! ! فَضَحِكَ أبُو الطُّفَيلِ ، ثُمَّ قالَ : أنتَ وعُثمانُ كَما قالَ الشّاعِرُ :


لا ألفِيَنَّكَ بَعدَ المَوتِ تَندُبُني
وفي حَياتِيَ ما زَوَّدتَني زادا۲

۱۲۳۸.أنساب الأشراف :قالَ عَمرُو [ بنُ العاصِ لِمُعاوِيَةَ ] : إنَّ أحَقَّ النّاسِ أن لا يَذكُرَ عُثمانَ لَأَنا وأنتَ ؛ أمّا أنَا فَتَرَكتُهُ عَيانا وهَرَبتُ إلى فِلِسطينَ ، وأمّا أنتَ فَخَذَلتَهُ ومَعَكَ أهلُ الشّامِ ، حَتّى استَغاثَ بِيَزيدَ بنِ أسَدٍ البَجَليِّ ، فَسارَ إلَيهِ ۳ .

۱۲۳۹.الفتوح عن معاوية :لَقَد ندمتُ عَن قُعودي عَن عُثمانَ ، وقَدِ استَغاثَ بي فَلَم اُجِبهُ ۴ .

1.سير أعلام النبلاء : ج۳ ص۷۳ الرقم ۱۵ ، أنساب الأشراف : ج۵ ص۱۰۳ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۴ ص۹۴ .

2.تاريخ الخلفاء : ص۲۳۹ ، الاستيعاب : ج۴ ص۲۶۰ الرقم ۳۰۸۴ ، اُسد الغابة : ج۶ ص۱۷۷ الرقم ۶۰۳۵ كلاهما نحوه .

3.أنساب الأشراف : ج۳ ص۷۴ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۱۸ ؛ تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۸۶ .

4.الفتوح : ج۲ ص۴۴۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 93482
صفحه از 600
پرینت  ارسال به