يَحسُنُ ، وأنَا اُحِبُّ أن تُدخِلَ عَلَيهِ الماءَ .
فَقالَ : لا وَاللّهِ ، ولا نعمة عين ! لا نَترُكُهُ يَأكُلُ ويَشرَبُ .
فَقالَ عَلِيٌّ رضى الله عنه : ما كُنتُ أرى أنّي اُكَلِّمُ أحَدا مِن قُرَيشٍ في شَيءٍ فَلا يَفعَلُ ! !
فَقالَ : وَاللّهِ ، لا أفعَلُ ! وما أنتَ مِن ذلِكَ في شَيءٍ يا عَلِيُّ .
فَقامَ عَلِيٌّ رضى الله عنه غَضبانَ ، وقالَ : لَتَعلَمَنَّ بَعدَ قَليلٍ أكونُ مِن ذلِكَ في شَيءٍ أم لا ! ! . . . [وفي روايةِ ابنِ السّائِبِ : ]سَتَعلَمُ يَابنَ الحَضرَمِيَّةِ أكونُ في ذلِكَ مِن شَيءٍ أم لا ! !
وخَرَجَ عَلِيٌّ رضى الله عنه مُتَوَكِّئا عَلَى المُسوّرِ ، فَلَمَّا انتَهى إلى مَنزِلِهِ التَفَت إلَى المُسوّرِ فَقالَ : أما وَاللّهِ لَيصلَيَنَّ حَرَّها ، ولَيَكونَنَّ بَردُها وحَرُّها لِغَيرِهِ ، ولَتَترُكَنَّ يَداهُ مِنها صفرا . وبَعَثَ . . . ابنَهُ إلى عُثمانَ بِراوِيَةٍ مِن ماءٍ ۱ .
راجع : ص 215 (نقض التوبة والمعاهدة) .
5 / 17
خُروجُ الإِمامِ مِنَ المَدينَةِ
۱۲۵۶.تاريخ المدينة عن الشَّعبي :لَمّا قَدِمَ أهلُ مِصرَ المَرَّةَ الثانِيَةَ ، صَعِدَ عُثمانُ المِنبَرَ ، فَحَصَبوهُ ۲ ، وجاءَ عَلِيٌّ رضى الله عنه فَدَخَلَ المَسجِدَ . فَقالَ عُثمانُ : يا عَلِيُّ ! قَد نَصَبتَ القِدرَ عَلى أثافٍ ۳ ؟
قالَ : ما جِئتُ إلّا وأنَا اُريدُ أن اُصلِحَ أمرَ النّاسِ ، فَأَمّا إذَا اتَّهَمتَني فَسَأَرجِع
1.تاريخ المدينة : ج۴ ص۱۲۰۲ ؛ الجمل : ص۱۴۵ نحوه وراجع تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۸۵ و۳۸۶ وشرح نهج البلاغة : ج۲ ص۱۴۸ و ص ۱۵۳ و۱۵۴ .
2.حَصَبه : رماه بالحَصباء ، والحَصباء : هو الحَصَى الصغار (لسان العرب : ج۱ ص۳۱۹) .
3.الاُثفِيَّة والإثفِيَّة : الحجر الَّذي توضع عليه القِدر ، وجمعها أثافيُّ وأثافٍ (لسان العرب : ج۹ ص۳) .