27
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2

أنَا جُذَيلُهَا المُحَكَّكُ ، وعُذَيقُهَا المُرَجَّبُ . وتَوَعَّدَ مَن لَجَأَ إلى دارِ فاطِمَةَ عليهاالسلاممِنَ الهاشِمِيّينَ ، وأخرَجَهُم مِنها . ولَولاهُ لَم يَثبُت لِأَبي بَكرٍ أمرٌ ، ولا قامَت لَهُ قائِمَةٌ ۱ .

1 / 5

مَن تَخَلَّفَ عَن بَيعةِ أبَي بَكرٍ

۹۳۹.تاريخ اليعقوبي :تَخَلَّفَ عَن بَيعَةِ أبي بَكرٍ قَومٌ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ ، ومالوا مَعَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، مِنهُمُ : العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطَّلِبِ ، وَالفَضلُ بنُ العَبّاسِ ، وَالزُّبَيرُ بنُ العَوّامِ بنِ العاصِ ، وخالِدُ بنُ سَعيدٍ ، وَالمِقدادُ بنُ عَمرٍو ، وسَلمانُ الفارِسِيُّ ، وأبو ذَرٍّ الغِفارِيُّ ، وعَمّارُ بنُ ياسِرٍ ، وَالبَراءُ بنُ عازِبٍ ، واُبَيُّ بنُ كَعبٍ .
فَأَرسَلَ أبو بَكرٍ إلى عُمَرَ بنِ الخَطّابِ ، وأبي عُبَيدَةَ بنِ الجَرّاحِ ، وَالمُغيرَةَ بنِ شُعبَةَ ، فَقالَ : مَا الرَّأيُ ؟ قالوا : الرَّأيُ أن تَلقَى العَبّاسَ بنَ عَبدِ المُطَّلِبِ ، فَتَجعَلَ لَهُ في هذَا الأَمرِ نَصيبا يَكونُ لَهُ ولِعَقِبِهِ مِن بَعدِهِ ، فَتَقطَعونَ بِهِ ناحِيَةَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ حُجَّةً لَكُم عَلى عَلِيٍّ إذا مالَ مَعَكُم .
فَانطَلَقَ أبو بَكرٍ وعُمَرُ وأبو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ والمُغيرَةُ حَتّى دَخَلوا عَلَى العَبّاسِ لَيلاً ، فَحَمِدَ أبو بَكرٍ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
إنَّ اللّهَ بَعَثَ مُحَمَّدا نَبِيّا ، ولِلمُؤمِنينَ وَلِيّا ، فَمَنَّ عَلَيهِم بِكَونِهِ بَينَ أظهُرِهِم ، حَتّى اختارَ لَهُ ما عِندَهُ ، فَخَلّى عَلَى النّاسِ اُمورا لِيَختاروا لِأَنفُسِهِم ۲ في مَصلَحَتِهِم مُشفِقينَ ، فَاختاروني عَلَيهِم وَالِيا ، ولِاُمورِهِم راعِيا ، فَوُلّيتُ ذلِكَ ، وما أخافُ بِعَونِ اللّهِ وتَسديدِهِ وَهنا ولا حَيرَةً ولا جُبنا ، وما تَوفيقي إلّا بِاللّهِ ، عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وإلَيهِ اُنيبُ .

1.شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۱۷۴ .

2.هذا القول هو على خلاف ما ثبت من الأدلّة العقليّة والنقليّة الَّتي ذكرت في مدخل القسم الثالث .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
26

۹۳۶.تاريخ اليعقوبي :صَعِدَ أبو بَكرٍ المِنبَرَ عِندَ وِلايَتِهِ الأَمرَ ، فَجَلَسَ دونَ مَجلِسِ رَسولِ اللّهِ بِمِرقاةٍ ، ثُمَّ حَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ وقالَ : إنّي وُلّيتُ عَلَيكُم ولَستُ بِخَيرِكُم ، فَإِنِ استَقَمتُ فَاتَّبِعوني ، وإن زُغتُ فَقَوِّموني ! لا أقولُ إنّي أفضَلُكُم فَضلاً ، ولكِنّي أفضَلُكُم حَملاً ، وأثنى عَلَى الأَنصارِ خَيرا وقالَ : أنَا وإيّاكُم مَعشَرَ الأَنصارِ كَما قالَ القائِلُ :


جَزَى اللّهُ عَنّا جَعفَرا حينَ اُزلِقَت
بِنا نَعلُنا في الواطِئينَ فَزَلّتِ

أبَوا أن يَمِلّونا ولَو أنَّ اُمَّنا
تُلاقِي الَّذي يَلقَونَ مِنّا لَمَلَّتِ

فَاعتَزَلَتِ الأَنصارُ عَن أبي بَكرٍ ، فَغَضِبَت قُرَيشٌ ۱ .

۹۳۷.الأخبار الموفّقيّات :فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ ، قامَ أبو بَكرٍ فَخَطَبَ النّاسَ ، وقالَ : أيُّهَا النّاسُ ، إنّي وُلّيتُ أمرَكُم ولَستُ بِخَيرِكُم ؛ فَإِذا أحسَنتُ فَأَعينوني ، وإن أسَأتُ فَقَوِّموني .
إنَّ لي شَيطانا يَعتَريني ، فَإِيّاكُم وإيّايَ إذا غَضِبتُ ! ! ۲

1 / 4

دَورُ عُمَرَ في بَيعَةِ أبي بَكرٍ

۹۳۸.شرح نهج البلاغة :عُمَرُ هُوَ الَّذي شَدَّ بَيعَةَ أبي بَكرٍ ، ووَقَمَ ۳ المُخالِفينَ فيها ؛ فَكَسَرَ سَيفَ الزُّبَيرِ لَمّا جَرَّدَهُ ، ودَفَعَ في صَدرِ المِقدادِ ، ووَطِئَ فِي السَّقيفَةِ سَعدَ بنَ عُبادَةَ ، وقالَ : اُقتُلوا سَعدا ، قَتَلَ اللّهُ سَعدا ! وحَطَّمَ أنفَ الحُبابِ بنِ المُنذِرِ الَّذي قالَ يَومَ السَّقيفَةِ :

1.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۲۷ .

2.الأخبار الموفّقيّات : ص۵۷۹ ح۳۷۹ .

3.وقم الرجل : أذلّه وقهره ، وقيل : ردّه أقبح الردّ (لسان العرب : ج۱۲ ص۶۴۲) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 91506
صفحه از 600
پرینت  ارسال به