ولا بأس أن نمحّص هاهنا الرواية الآنف ذكرها من حيث السند والدلالة :
سندها :
يعتبر سند الرواية ضعيفا من وجهة نظر المصادر الرجاليّة المهمّة . فقد قال ابن حجر :
«سَيفُ بنُ عُمَرَ التَّميمِيُّ البُرجُميّ ، ويُقالُ : السَّعدِيُّ ، ويُقالُ : الضَّبُعِيُّ ، ويُقالُ : الأَسَدِيُّ الكوفِيُّ ، صاحِبُ كِتابِ الرَّدَّةِ والفُتوحِ . قالَ ابنُ مُعينٍ : ضَعيفُ الحَديثِ . وقالَ مَرَّةً : فَلَيسَ خَيرٌ مِنهُ . وقالَ أبو حاتِمٍ : مَتروكُ الحَديثِ ، يُشبِهُ حَديثُهُ حَديثَ الواقِديّ . وقالَ أبو داودُ : لَيسَ بِشَيءٍ . وقالَ النِّسائيُّ وَالدّارقطني : ضَعيفُ . وقالَ ابنُ عديٍّ : بَعضُ أحاديثِهِ مَشهورَةٌ وعامَّتُها مُنكَرَةٌ ؛ لَم يُتابَع عَلَيها . وقالَ ابنُ حَبّانُ : يَروِي المَوضوعاتِ عَن الأَثباتِ ، قالَ : وقالوا : إنَّهُ كانَ يَضَعُ الحَديثَ . قُلتُ : بَقِيَّة كلامِ ابنِ حَبّانِ : اُتُّهِمَ بِالزَّندَقَةِ . وقالَ البَرَقانيّ عَنِ الدّارقطني : مَتروكٌ . وقالَ الحاكِمُ : اُتُّهِمَ بِالزَّندَقَةِ ، وهُوَ فِي الرِّوايَةِ ساقِطٌ . قَرَأتُ بِخَطِّ الذَّهَبي : ماتَ سَيفٌ زَمَنَ الرَّشيدِ» ۱ .
وقال العلّامة الأميني في ذكر السري :
«ابنُ حَجَرٍ يَراهُ : السّري بن إسماعيل الهمداني الكوفي ، الَّذي كَذَّبَهُ يَحيَى بنُ سَعيدٍ ، وضَعَّفَهُ غَيرُ واحدٍ مِنَ الحُفّاظِ . ونَحنُ نَراهُ : السّري بنُ عاصِمٍ الهَمدانيّ ، نَزيلُ بَغدادٍ ، المُتوفّى 258 ه ، وقَد أدرَكَ ابنُ جريرٍ الطَّبَري شَطرا مِن حَياتِهِ يَربو عَلى ثَلاثينَ سَنَةً ، كَذَّبَهُ ابنُ خراشٍ ، ووَهّاهُ ابنُ عديٍّ ، وقالَ : يَسرُقُ الحَديثَ . وزادَ ابنُ حَبّان : ويَرفَعُ المَوقوفاتِ لا يَحِلُّ الاِحتِجاجَ بِهِ . وقالَ النَّقّاش