8 ـ الدور القيادي لعبد اللّه بن سبأ في مقتل عثمان ، وتأثّر الصحابة وعامّة المسلمين بآرائه كذب صريح . وحتّى لو أنّ مؤرّخين معتبرين نقلوا تلك الأخبار ، لكان واقع المسلمين والصورة الناصعة للصحابة كفيلة بدحضها .
9 ـ سبقت الإشارة إلى أنّ سيف بن عمر ـ كما جاء في أقوال علماء الرجال ـ كذّاب ومطعون فيه . ونضيف هنا أنّ سيف بن عمر حتّى لو كان وجها مقبولاً ، فإنّ هذه المنقولات غير قابلة للتصديق من حيث المضمون . فإنّ طرح الأحداث على هذا النحو الساذج لا يمكن أن يُقنع مؤرّخا بل ولا حتّى إنسانا عاديّا .
النكتة الاُخرى هي أنّ هذه الأخبار قد صنعت من عبد اللّه بن سبأ وجها بارزا ومؤثّرا إلّا أنّها بالغت في تصوير سلوك بعض الشخصيّات على نحوٍ لا يمكن معه حتّى للإنسان العادي ان يقوم بمثل ذلك السلوك ، فما بالك بالشخصيّات البارزة ذات الوعي السياسي العالي ؟ !
10 ـ ومهما يكن الحال فإنّ وجود مثل هذين الرأيين المتناقضين في الإفراط والتفريط أمر غير مستساغ ؛ أي لا دوره الخارق مقبول ، ولا القول بأنّه شخصيّة وهميّة . فقد كان شخصا عاديّا مع احتمال أن تكون له آراء مغالية .
نشير إلى أنّ العلّامة العسكري على بيّنة من وجود هذه الأخبار . وقد طرحها على بساط البحث وناقشها ، ولابدّ أنّه اقتنع بعدم صحّتها . إلّا أنّ المجال لا يتّسع هنا لمناقشة هذه المباحث . بَيد أنّنا نظنّ بأنّ هذه الأخبار تنمّ عن وجود هذا الشخص ، ولكنّه كان شخصا عاديّا عاش في المجتمع الإسلامي كأيّ مواطن آخر .