277
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2

8 ـ الدور القيادي لعبد اللّه بن سبأ في مقتل عثمان ، وتأثّر الصحابة وعامّة المسلمين بآرائه كذب صريح . وحتّى لو أنّ مؤرّخين معتبرين نقلوا تلك الأخبار ، لكان واقع المسلمين والصورة الناصعة للصحابة كفيلة بدحضها .
9 ـ سبقت الإشارة إلى أنّ سيف بن عمر ـ كما جاء في أقوال علماء الرجال ـ كذّاب ومطعون فيه . ونضيف هنا أنّ سيف بن عمر حتّى لو كان وجها مقبولاً ، فإنّ هذه المنقولات غير قابلة للتصديق من حيث المضمون . فإنّ طرح الأحداث على هذا النحو الساذج لا يمكن أن يُقنع مؤرّخا بل ولا حتّى إنسانا عاديّا .
النكتة الاُخرى هي أنّ هذه الأخبار قد صنعت من عبد اللّه بن سبأ وجها بارزا ومؤثّرا إلّا أنّها بالغت في تصوير سلوك بعض الشخصيّات على نحوٍ لا يمكن معه حتّى للإنسان العادي ان يقوم بمثل ذلك السلوك ، فما بالك بالشخصيّات البارزة ذات الوعي السياسي العالي ؟ !
10 ـ ومهما يكن الحال فإنّ وجود مثل هذين الرأيين المتناقضين في الإفراط والتفريط أمر غير مستساغ ؛ أي لا دوره الخارق مقبول ، ولا القول بأنّه شخصيّة وهميّة . فقد كان شخصا عاديّا مع احتمال أن تكون له آراء مغالية .
نشير إلى أنّ العلّامة العسكري على بيّنة من وجود هذه الأخبار . وقد طرحها على بساط البحث وناقشها ، ولابدّ أنّه اقتنع بعدم صحّتها . إلّا أنّ المجال لا يتّسع هنا لمناقشة هذه المباحث . بَيد أنّنا نظنّ بأنّ هذه الأخبار تنمّ عن وجود هذا الشخص ، ولكنّه كان شخصا عاديّا عاش في المجتمع الإسلامي كأيّ مواطن آخر .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
276

(م 301 ه ) ، وفي كتاب فرق الشيعة للنوبختي (م 310 ه ) ، وفي كتاب مقالات الإسلاميّين لعليّ بن إسماعيل (م 330 ه ) ، وفي كتاب التنبيه والرد لأبي الحسين الملطي (م 377 ه ) وفي كتاب الفرق بين الفِرَق لعبد القادر البغدادي (م 429 ه ) عن عبد اللّه بن سبأ أو فرقة السبئيّة ۱ .
وبغضّ النظر عن طبيعة هذه الأخبار ودرجة اعتبارها فهي تنمّ من غير شكّ عن أنّ الأخبار المتعلّقة بعبد اللّه بن سبأ والسبئيّة لم يتفرّد بنقلها سيف بن عمر وحده أو الطبري وحده .
وخلاصة القول هي :
1 ـ يُستفاد من المصادر الموجودة بأنّ شخصا اسمه «عبد اللّه بن سبأ» كان موجودا بين أصحاب الإمام عليّ عليه السلام .
2 ـ هناك احتمال قوي بأنّه كان رجلاً مغاليا .
3 ـ كان له أتباع استمرّوا على الاعتقاد برأيه من بعده .
4 ـ لا توجد أخبار مقبولة عن دوره ضدّ عثمان وتحريض النّاس عليه سوى ما نقله سيف بن عمر الكذّاب .
5 ـ سيف بن عمر رجل مختلق للأكاذيب والأساطير وغير موثوق ، وقد وصفته المصادر الرجاليّة صراحة بالكذّاب .
6 ـ لم يُشر أيّ من المؤرّخين إلى وجود طائفة باسم طائفة السبئيّة خلال أحداث عام 30 ـ 36 ه .
7 ـ من المؤكّد أنّ الدور الاُسطوري الَّذي نسبه سيف بن عمر إلى عبد اللّه بن سبأ كذب محض .

1.عبد اللّه بن سبأ وأساطير اُخرى : ج۲ ص۲۲۱ ـ ۲۳۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 109138
صفحه از 600
پرینت  ارسال به