299
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2

الإمام ، إلّا أنّه أولاها أهمّية كبيرة كما يتبيَّن من الأحاديث الَّتي تُنقَل عنه عليه السلام في هذا المجال ؛ فالإمام يذكر الحِرَف والصناعات على أنّها كنز ، ويوصي العاملين في حكومته بحماية الحرفيّين ، كما يحثّ أهل الصناعات على مراعاة الدقّة في العمل ، وأن لا يضحّوا بالجودة والكفاءة في سبيل السرعة .

4 ـ التنمية التجاريّة

كانت التجارة في صدر الإسلام وخلال العهد العلوي تلعب الدور الأكبر في تأمين الاحتياجات الاقتصاديّة للمجتمع . لذلك عمدت حكومة الإمام إلى حماية التجّار بجوار حمايتها لأصحاب الصناعات والحرف .

5 ـ الإشراف المباشر على السوق

لجهةِ ما للسوق من أهمّية في الاقتصاد ، حرص الإمام على ممارسة إشراف مباشر عليه ، حيث كان يراقب السوق شخصياً ، في إطار برنامج يسوقه صبيحة كلّ يوم إلى أسواق الكوفة ، وكأنّه في مهمّة «معلِّم الصبيان» كما يقول الراوي ، وهو يحثّ الباعة على التزام التقوى ، والاحتراز عن التطفيف والكذب والظلم والاحتكار ، وينهاهم عن ضروب المعاصي الَّتي قد ينزلقون إليها في هذا المجال . كما يطلب منهم رعاية الإنصاف ، وتحرّي الأخلاق الإسلاميّة في التعاطي مع المشترين .

6 ـ سياسة أخذ الخراج

لم تكن سياسة الإمام في أخذ الخراج وجباية الأموال الإسلاميّة على منوالٍ واحد ، بل كان يرعى حقوق مؤدّي هذه الأموال أيضاً ؛ ففي إطار الحكم العلوي كان جهاز الضريبة والعاملون في جباية الخراج ملزمين بالإضافة إلى التزام الحذر ورعاية الدقّة المطلوبة ، بتحرّي جانب الإنصاف ، والعناية بالأخلاق


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
298

تتحوّل إلى معيار للحقّ والباطل ، وإلى ميزانٍ لهما ، ثمّ سعى أن يرفع المجتمع من زاوية الوعي الثقافي ، ويرتقي به إلى المستوى الَّذي يزن به الشخصيّات الكبيرة ويعرفها بمعيار الحقّ ، لا أن يزن الحقّ بمعيار الرجال .

اُصول السياسة الاقتصاديّة

تتمثّل اُصول السياسة الاقتصاديّة في حكومة الإمام علي عليه السلام بالدعائم التالية :

1 ـ إشاعة ثقافة العمل

يعدّ الفقر الاقتصادي في رؤية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام معلولاً للتلازم بين ثقافة الكسل والعجز . وإلّا فإنّ المجتمع الَّذي تهيمن عليه ثقافة العمل لا يمكن أن يُصاب أبداً بآفة الفقر ، الَّذي يعدّ بدوره بؤرة لتفشّي كثير من الأمراض المادّية والمعنويّة في المضمارين الفردي والاجتماعي .
على هذا الأساس راح الإمام يُشيع ثقافة العمل في ربوع المجتمع بوصف العمل عبادة ، وكان هو نفسه عليه السلام عاملاً نموذجياً .

2 ـ التنمية الزراعيّة

لقد أولى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام عناية فائقة بالتنمية الزراعيّة من أجل القضاء على الفقر في المجتمع ، وراح يُقرّع الاُمّة الَّتي تملك الماء والتراب ثمّ تُصاب مع ذلك بالفقر ، وهو يقول : «مَن وَجَدَ ماءً وَتُراباً ثُمَّ افتَقَرَ فَأبعَدَهُ اللّه » .
وفي نهج الإمام تتمثّل واحدة من ملاكات تقييم كفاءة الأنظمة بمدى التزامها بمبدأ التنمية الزراعيّة . لهذا كان يعدّ التنمية الزراعيّة في طليعة الوظائف الأساسيّة للعاملين في حكومته ، وقد ألزم اُمراء الجيوش بالدفاع عن حقوق الفلّاحين .

3 ـ التنمية الصناعيّة

مع أنّ الصناعة لم تكن تلعب دوراً مهمّاً في الاقتصاد السائد على عهد حكم

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 91595
صفحه از 600
پرینت  ارسال به