405
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2

أبَا العَبّاسِ ـ رَحِمَكَ اللّهُ ـ فيما جَرى عَلى لِسانِكَ ويَدِكَ مِن خَيرٍ وشَرٍّ ؛ فَإِنّا شَريكانِ في ذلِكَ ، وكُن عِندَ صالِحِ ظَنّي بِكَ ، ولا يَفيلَنَّ ۱ رَأيي فيكَ . وَالسَّلامُ ۲ .

۱۴۰۱.عنه عليه السلامـ مِن كِتابِهِ إلَى ابنِ عَبّاسٍ ـ: أمّا بَعدُ ، فَقَد بَلَغَني عَنكَ أمرٌ إن كُنتَ فَعَلتَهُ فَقَد أسخَطتَ رَبَّكَ ، وأخرَبتَ أمانَتَكَ ، وعَصَيتَ إمامَكَ ، وخُنتَ المُسلِمينَ .
بَلَغَني أنَّكَ جَرَّدتَ الأَرضَ ، وأكَلتَ ما تَحتَ يَدَيكَ ، فَارفَع إلَيَّ حِسابَكَ ، وَاعلَم أنَّ حِسابَ اللّهِ أشَدُّ مِن حِسابِ النّاسِ . وَالسَّلامُ ۳ .

راجع : ج 7 ص 384 (عبد اللّه بن عبّاس) .

3 / 11 ـ 5

عُثمانُ بنُ حُنَيفٍ

۱۴۰۲.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ إلى عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ الأَنصارِيِّ ، وكانَ عامِلَهُ عَلَى البَصرَةِ ، وقَد بَلَغَهُ أنَّهُ دُعِيَ إلى وَليمَةِ قَومٍ مِن أهلِها ، فَمَضى إلَيها ـ: أمّا بَعدُ ، يَابنَ حُنَيفٍ : فَقَد بَلَغَني أنَّ رَجُلاً مِن فِتيَةِ أهلِ البَصرَةِ دَعاكَ إلى مَأدُبَةٍ ، فَأَسرَعتَ إلَيها ، تُستَطابُ لَكَ الأَلوانُ ، وتُنقَلُ إلَيكَ الجِفانُ ، وما ظَنَنتَ أنَّكَ تُجيبُ إلى طَعامِ قَومٍ ، عائِلُهُم مَجفُوٌّ وغَنِيُّهُم مَدعُوٌّ . فَانظُر إلى ما تَقضَمُهُ ۴ مِن هذا المَقْضَمِ ، فَمَا اشتَبَهَ عَلَيكَ عِلمُهُ فَالفِظهُ ، وما أيقَنتَ بِطيبِ وُجوهِهِ فَنَل مِنهُ .
ألا وإنَّ لِكُلِّ مَأمومٍ إماما ، يَقتَدي بِهِ ويَستَضيءُ بِنورِ عِلمِهِ ، ألا وإنَّ إمامَكُم قَد

1.من فال يفيل : أخطأ وضعُف (لسان العرب : ج۱۱ ص۵۳۴) .

2.نهج البلاغة : الكتاب ۱۸ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۴۹۳ ح۶۹۹ .

3.أنساب الأشراف : ج۲ ص۳۹۷ ؛ نهج البلاغة : الكتاب ۴۰ نحوه وفيه «إلى بعض عمّاله» بدل «إلى عبد اللّه بن عبّاس» .

4.القَضْم : الأكل بأطراف الأسنان (لسان العرب : ج۱۲ ص۴۸۷) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
404

هذا مَا اشتَرى عَبدٌ ذَليلٌ مِن مَيِّتٍ قد أُزعِجَ لِلرَّحيلِ ، اشتَرى مِنهُ دارا مِن دارِ الغُرورِ من جانِبِ الفانينَ ، وخِطَّةِ الهالِكينَ ، وتَجمَعُ هذِهِ الدّارَ حُدودٌ أربَعَةٌ : الحَدُّ الأَوَّلُ يَنتَهي إلَى دَواعِي الآفاتِ ، وَالحَدُّ الثّاني يَنتَهي إلى دَواعِي المُصيباتِ ، وَالحَدُّ الثّالِثُ يَنتَهي إلَى الهَوَى المُردي ، وَالحَدُّ الرّابِعُ يَنتَهي إلَى الشَّيطانِ المُغوي ، وفيهِ يُشرَعُ بابُ هذِهِ الدّارِ .
اِشتَرى هذَا المُغتَرُّ بِالأَمَلِ ، مِن هذَا المُزعَجِ بِالأَجَلِ هذِهِ الدّارَ بِالخُروجِ مِن عِزِّ القَناعَةِ ، وَالدُّخولِ في ذُلِّ الطَّلَبِ وَالضَّراعَةِ ؛ فَما أدرَكَ هذَا المُشتَري فيما اشتَرى مِنهُ مِن دَرَكٍ .
فَعلى مُبَلبِلِ أجسامِ المُلوكِ ، وسالِبِ نُفوسِ الجَبابِرَةِ ، ومُزيلِ مُلكِ الفَراعِنَةِ ، مِثلِ كَسرى وقَيصَرَ ، وتُبَّعٍ وحِميَرَ ، ومَن جَمَعَ المالَ عَلَى المالِ فَأَكثَرَ ، ومَن بَنى وشَيَّدَ وزَخرَفَ ، ونَجَّدَ ۱ وادَّخَرَ ، وَاعتَقَدَ ونَظَرَ بِزَعمِهِ لِلوَلَدِ ـ إشخاصُهُم ۲ جَميعاً إلى مَوقِفِ العَرضِ وَالحِسابِ ، ومَوضِعِ الثَّوابِ وَالعِقابِ إذا وَقَعَ الأَمرُ بِفَصلِ القَضاءِ «وَ خَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِـلُونَ»۳ شَهِدَ عَلى ذلِكَ العَقلُ إذا خَرَجَ مِن أسرِ الهَوى وسَلِمَ مِن عَلائِقِ الدُّنيا ۴ .

3 / 11 ـ 4

عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ

۱۴۰۰.الإمام عليّ عليه السلامـ مِمّا كَتَبَهُ إلى عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ ، وهُوَ عامِلُهُ عَلَى البَصرَةِ ـ: فَاربَع ۵

1.من التنجيد : التزيين (النهاية : ج۵ ص۱۹) .

2.إشخاصُهم ، مبتدأ مرفوع ، وخبره الجار والمجرور المقدّم ؛ وهو قوله : «فعلى مُبلبل أجسام الملوك» .

3.غافر : ۷۸ .

4.نهج البلاغة : الكتاب ۳ ، روضة الواعظين : ص۴۸۹ نحوه .

5.ربع الرجل يربع : إذا وقف وتحبَّس . ومنه قولهم : اربَع على نفسك ، واربَعْ على ظلعِك ، أي ارفق بنفسك وكُفَّ (الصحاح : ج۳ ص۱۲۱۲) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 91561
صفحه از 600
پرینت  ارسال به