فَقالَ مُعاوِيَةُ : مَن هذا يا سَودَةُ ؟ فَقالَت : هذا وَاللّهِ أميرُ المُؤمِنينَ عَليُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، لَقَد جِئتُهُ في رَجُلٍ كانَ قَد وَلّاهُ صَدَقاتِنا فَجارَ عَلَينا فَصادَفتُهُ قائِما يُريدُ الصَّلاةَ ، فَلَمّا رَآنِي انفَتَلَ ، ثُمَّ أقبَلَ عَلَيَّ بِوَجهٍ طَلِقٍ ، ورَحمَةٍ ورِفقٍ ، وقالَ : لَكِ حاجَةٌ ؟ فَقُلتُ : نَعَم ، وأخبَرتُهُ بِالأَمرِ فَبَكى ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ أنتَ شاهِدٌ أنّي لَم آمُرهُم بِظُلمِ خَلقِكَ ولا بِتَركِ حَقِّكَ . ثُمَّ أخرَجَ مِن جَيبِهِ قَطعَةَ جِلدٍ وكَتَبَ فيها :
«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ * قَدْ جَآءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَ لَا تُفْسِدُواْ فِى الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَـحِهَا ذَ لِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»۱ وإذا قَرَأتَ كِتابي هذا فَاحتَفِظ بِما في يَدِكَ مِن عَمَلِكَ حَتّى نُقَدِّمَ عَلَيكَ مَن يَقبِضهُ . وَالسَّلامُ .
ثُمَّ دَفَعَ إلَيَّ الرُّقعَةَ ، فَجِئتُ بِالرُّقعَةِ إلى صاحِبِهِ فَانصَرَفَ عَنّا مَعزولاً .
فَقالَ : اُكتُبوا لَها بِما تُريدُ ، وَاصرِفوها إلى بَلَدِها غَيرَ شاكِيَةٍ ۲ .
3 / 13
عُقوبَةُ الخَوَنَةِ مِنَ العُمّالِ
۱۴۱۱.الإمام عليّ عليه السلامـ لَمَّا استَدرَكَ عَلَى ابنِ هَرمَةَ خِيانَةً ، وكانَ عَلى سوقِ الأَهوازِ ، فَكَتَبَ إلى رِفاعَةَ ـ: إذا قَرَأتَ كِتابي فَنَحِّ ابنَ هَرمَةَ عَنِ السّوقِ ، وأوقِفهُ لِلنّاسِ ، وَاسجُنهُ ونادِ عَلَيهِ ، وَاكتُب إلى أهلِ عَمَلِكَ تُعلِمهُم رَأيي فيهِ ، ولا تَأخُذكَ فيهِ غَفلَةٌ ولا تَفريطٌ ، فَتَهلَكَ عِندَ اللّهِ ، وأعزِلُكَ أخبَثَ عُزلَةٍ ، واُعيذُكَ بِاللّهِ مِن ذلِكَ .
فَإِذا كانَ يَومُ الجُمُعَةِ فَأَخرِجهُ مِنَ السِّجنِ ، وَاضرِبهُ خَمسَةً وثَلاثينَ سَوطا ،