433
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2

التُّجّارِ ، اتَّقُوا اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ .
فَإِذا سَمِعوا صَوتَهُ عليه السلام ألقَوا ما بِأَيديهِم ، وأرعَوا ۱ إلَيهِ بِقُلوبِهِم ، وسَمِعوا بِآذانِهِم . فَيَقولُ عليه السلام : قَدِّمُوا الِاستِخارَةَ ، وتَبَرَّكوا بِالسُّهولَةِ ، وَاقتَرِبوا مِنَ المُبتاعينَ ، وتَزَيَّنوا بِالحِلمِ ، وتَناهَوا عَنِ اليَمينِ ، وجانِبُوا الكَذِبَ ، وتَجافَوا عَنِ الظُّلمِ ، وأنصِفُوا المَظلومينَ ، ولا تَقرَبُوا الرِّبا ، وأوفُوا الكَيلَ وَالميزانَ ، ولا تَبخَسُوا النّاسَ أشياءَهُم ، ولا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدينَ . فَيَطوفُ عليه السلام في جَميعِ أسواقِ الكوفَةِ ، ثُمَّ يَرجِعُ فَيَقعُدُ لِلنّاسِ ۲ .

۱۴۶۶.الإمام الحسين عليه السلام :إنَّهُ [ عَلِيّاً عليه السلام ] رَكِبَ بَغلَةَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله الشَّهباءَ بِالكوفَةِ ، فَأَتى سوقا سوقا ، فَأَتى طاقَ اللَّحّامينَ ، فَقالَ بِأَعلى صَوتِهِ : يا مَعشَرَ القَصّابينَ ، لا تَنخَعوا ، ولا تَعجَلُوا الأَنفُسَ حَتّى تَزهَقَ ، وإيّاكُم وَالنَّفخَ فِي اللَّحمِ لِلبَيعِ ؛ فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَنهى عَن ذلِكَ .
ثُمَّ أتَى التَّمّارينَ فَقالَ : أظهِروا مِن رَديِّ بَيعِكُم ما تُظهِرونَ مِن جَيِّدِهِ .
ثُمَّ أتَى السَّمّاكينَ فَقالَ : لا تَبيعوا ۳ إلّا طَيِّبا ، وإيّاكُم وما طَفا ۴ .
ثُمَّ أتَى الكُناسَةَ ۵ فَإِذا فيها أنواعُ التِّجارَةِ ؛ مِن نَحّاسٍ ، ومِن مائِعٍ ، ومِن قَمّاطٍ ،

1.أرعى إليه: استمع، وأرعَيتُ فلانا سمعي: إذا استمعتَ إلى ما يقول وأصغيت إليه (لسان العرب: ج۱۴ ص۳۲۷).

2.الكافي : ج۵ ص۱۵۱ ح۳ ، تهذيب الأحكام : ج۷ ص۶ ح۱۷ ، الأمالي للمفيد : ص۱۹۷ ح۳۱ كلّها عن جابر ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۳ ص۱۹۳ ح۳۷۲۶ ، الأمالي للصدوق : ص۵۸۷ ح۸۰۹ وليس في الثلاثة الأخيرة من «اتّقوا اللّه عزّوجلّ» إلى «بآذانهم» ، السرائر : ج۲ ص۲۳۰ ، تحف العقول : ص۲۱۶ نحوه .

3.في المصدر : «تبيعون» وهو تصحيف ، والصحيح ما أثبتناه كما في دعائم الإسلام .

4.في المصدر : «وما حلفا» ، والصحيح ما أثبتناه كما في دعائم الإسلام .

5.الكُنَاسَة : محلّة بالكوفة ، عندها واقع يوسف بن عمر الثقفي زيد بن عليّ بن الحسين (معجم البلدان : ج۴ ص۴۸۱) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
432

المَنافِعِ ، وأسبابُ المَرافِقِ ، وجُلّابُها مِنَ المَباعِدِ وَالمَطارِحِ ۱ ، في بَرِّكَ وبَحرِكَ ، وسَهلِكَ وجَبَلِكَ ، وحَيثُ لا يَلتَئِمُ النّاسُ لِمَواضِعِها ، ولا يَجتَرِؤونَ عَلَيها ؛ فَإِنَّهُم سِلمٌ لا تُخافُ بائِقَتُهُ ، وصُلحٌ لا تُخشَى غائِلَتُهُ . وتَفَقَّد اُمورَهُم بِحَضرَتِكَ ، وفي حَواشي بِلادِكَ ۲ .

۱۴۶۴.عنه عليه السلامـ في عَهدِهِ إلى مالِكٍ الأَشتَرِ (في روايَةِ تُحَفِ العُقولِ) ـ: ثُمَّ التُّجّارَ وذَوِي الصِّناعاتِ فَاستَوصِ وأوصِ بِهِم خَيراً ؛ المُقيمِ مِنهُم ، وَالمُضطَرِبِ ۳ بِمالِهِ ، وَالمُتَرَفِّقِ بِيَدِهِ ؛ فَإِنَّهُم مَوادٌّ لِلمَنافِعِ ، وجُلّابُها فِي البِلادِ في بَرِّكَ وبَحرِكَ وسَهلِكَ وجَبَلِكَ ، وحَيثُ لا يَلتَئِمُ النّاسُ لِمَواضِعِها ولا يَجتَرِئونَ عَلَيها مِن بِلادِ أعدائِكَ مِن أهلِ الصِّناعاتِ الَّتي أجرَى اللّهُ الرِّفقَ مِنها عَلى أيديهِم فَاحفَظ حُرمَتَهُم ، وآمِن سُبُلَهُم ، وَخُذ لَهُم بِحُقوقِهِم ؛ فَإِنَّهُم سِلمٌ لا تُخافُ بائِقَتُهُ ، وصُلحٌ لا تُحذَرُ غائِلَتُهُ ، أحَبُّ الاُمورِ إلَيهِم أجمَعُها لِلأَمنِ وأجمَعُها لِلسُّلطانِ ، فَتَفَقَّد اُمورَهُم بِحَضرَتِكَ ، وفي حَواشي بِلادِكَ ۴ .

5 / 6

مُراقَبَةُ السّوقِ مُباشَرَةً

۱۴۶۵.الإمام الباقر عليه السلام :كانَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام بِالكوفَةِ عِندَكُم يَغتَدي كُلَّ يَومٍ بُكرَةً مِنَ القَصرِ ، فَيَطوفُ في أسواق الكوفَةِ سوقا سوقا ومَعَهُ الدِّرَّةُ عَلى عاتِقِهِ ، وكانَ لَها طَرَفانِ ، وكانَت تُسَمّى : السَّبيبَةَ ، فَيَقِفُ عَلى أهلِ كُلِّ سوقٍ ، فَيُنادي : يا مَعشَر

1.الطَّرَح : البُعد والمكان البعيد (لسان العرب : ج۲ ص۵۲۸) .

2.نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ .

3.المضطرب بماله : المتردّد به بين البلدان .

4.تحف العقول : ص۱۴۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 91625
صفحه از 600
پرینت  ارسال به