جاماتٍ ۱ مِن ذَهَبٍ وفِضَّةٍ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّكَ لا تَترُكُ شَيئا إلّا قَسَمتَهُ ، فَادَّخَرتُ هذا لَكَ .
قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : لَقَد أحبَبتَ أن تُدخِلَ بَيتي نارا كَثيرَةً ! فَسَلَّ سَيفَهُ فَضَرَبَها ، فانتَثَرَت مِن بَينِ إناءٍ مَقطوعٍ نِصفُهُ أو ثُلُثُهُ . ثُمَّ قالَ : اِقسِموهُ بِالحِصَصِ . فَفَعَلوا ، فَجَعَلَ يَقولُ :
هذا جَنايَ وخِيارُهُ فيه
إذ كُلُّ جانٍ يَدُهُ إلى فيه۲
يا بَيضاءُ غُرّي غَيري ، ويا صَفراءُ غُرّي غَيري ! ۳
۱۵۶۴.الاختصاصـ في ذِكرِ طعامِ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام ـ: سَمِعَ مِقلىً في بَيتِهِ ، فَنَهَضَ وهُوَ يَقولُ : في ذِمَّةِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ مِقلَى الكَراكِرِ ۴ ؟ ! قالَ : فَفَزِعَ عِيالُهُ وقالوا : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّهَا امرَأَتُكَ فُلانَةُ نَحَرَت جَزورا في حَيِّها ، فَاُخِذَ لَها نَصيبٌ مِنها ، فَأَهدى أهلُها إلَيها . قالَ : فَكُلوا هَنيئا مَريئا ۵ .
۱۵۶۵.تاريخ دمشق عن عبد الرحمن بن أبي بَكرَة :لَم يَرزَأ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ مِن بَيتِ مالِنا ـ يَعنى
¨
1.جَمْع جام ـ والواحدة جامة ـ : من الآنية (المحيط في اللغة : ج۷ ص۲۰۶) .
2.هذا مَثلٌ ، أوّل من قاله عَمْرو ابن اُخت جَذِيمة الأبْرش ؛ كان يجني الكَمْأة مع أصحابٍ له ، فكانوا إذا وَجَدوا خِيارَ الكَمْأة أكلوها ، وإذا وجدها عمروٌ جعلها في كُمِّه حَتّى يأتي بها خالَه . وقال هذه الكلمة فسارت مثلاً . وأراد عليٌّ رضى الله عنهبقَوْلها أنّه لم يَتَلطّخ بشيء من فَيء المسلمين بل وَضَعه مَواضِعَه (النهاية : ج۱ ص۳۰۹) .
3.الغارات : ج۱ ص۵۵ ، المناقب للكوفي : ج۲ ص۳۳ ح۵۱۹ نحوه وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۱۰۸ وتاريخ دمشق : ج۴۲ ص۴۷۷ و۴۷۸ والأموال : ص۲۸۴ ح۶۷۴ .
4.قوله عليه السلام : «في ذمّة عليّ بنِ أبي طالب مَقْلى الكَراكِر» استفهام استنكاري حُذفت منه أداة الاستفهام ؛ وكأنّ مفاده : أنّ ما يُقلى في بيته عليه السلام من لحم في ذمّته ومحاسَب عليه إن كان دخوله بيتَه من غير ما أحلّه اللّه له . وكأنّه عليه السلام عبّر بالكراكر كناية عن اللحم الطيّب ؛ فإنّ الكَراكِر ـ كما عن ابن الأثير ـ : جمع كِرْكِرة : زَوْر [ :صدر ]البعير الَّذي إذا بَرَك أصاب الأرض ، وهي ناتئة عن جسمه كالقُرْصَة . ومنه حديث عمر : «ما أجهَلُ عن كَراكِر وأسْنِمة» ؛ فإنّها من أطايب ما يؤكَل من الإبل (النهاية : ج۴ ص۱۶۶) .
5.الاختصاص : ص۱۵۲ .