ثُمَّ أتاهُمُ اللَّيلَةَ الثّالِثَةَ فَما أتاهُ غَيُرنا .
فَلَمّا رَأى غَدرَهُم وقِلَّةَ وَفائِهم لَهُ لَزِمَ بَيتَهُ ، وأقبَلَ عَلَى القُرآنِ يُؤَلِّفُهُ ويَجمَعُهُ ، فَلَم يَخرُج مِن بَيتِهِ حَتّى جَمَعَهُ ۱ .
۹۷۴.شرح نهج البلاغة :مِن كِتابِ مُعاوِيَةَ المَشهورِ إلى عَلِيٍّ عليه السلام :
وأعهَدُكَ أمسِ تَحمِلُ قَعيدَةَ بَيتِكَ لَيلاً عَلى حِمارٍ ، ويَداكَ في يَدَيِ ابنَيكَ الحَسَنِ وَالحُسَينِ يَومَ بويِعَ أبو بَكرٍ الصِّدّيقُ ، فَلَم تَدَع أحَدا مِن أهلِ بَدرٍ والسَّوابِقِ إلّا دَعَوتَهُم إلى نفَسِكَ ، ومَشَيتَ إلَيهِم بِامرَأَتِكَ ، وأدلَيتَ إلَيهِم بِابنَيكَ ، وَاستَنصَرتَهُم عَلى صاحِبِ رَسولِ اللّهِ ! فَلَم يُجِبكَ مِنهُم إلّا أربَعَةٌ أو خَمسَةٌ ، ولَعَمري لَو كُنتَ مُحِقّا لَأَجابوكَ ! ولكَنِّكَ ادَّعَيتَ باطِلاً ، وقُلتَ ما لا يُعرَفُ ، ورُمتَ ما لا يُدرَكُ . ومَهما نَسيتُ فَلا أنسى قَولَكَ لِأَبي سُفيانَ لَمّا حَرّكَكَ وهَيَّجَكَ : لَو وَجَدتُ أربَعينَ ذَوي عَزمٍ مِنهُم لَناهَضتُ القَومَ . فَما يَومُ المُسلِمينَ مِنكَ بِواحِدٍ ، ولا بَغيُكَ عَلَى الخُلَفاءِ بِطَريفٍ ولا مُستَبدَعٍ ۲ .
۹۷۵.تاريخ اليعقوبي :اِجتَمَعَ جَماعَةٌ إلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ يَدعونَهُ إلَى البَيعَةِ لَهُ ، فَقالَ لَهُم : اُغدوا عَلى هذا مُحَلِّقينَ الرُّؤوسَ . فَلَم يَغدُ عَلَيهِ إلّا ثَلاثَةُ نَفَرٍ ۳ .
۹۷۶.الكافي عن أبي الهَيثَم بن التَّيِّهان :إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام خَطَبَ النّاسَ بِالمَدينَةِ فَقالَ : أما وَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرأَ النَّسَمَةَ ، لَوِ اقتَبَستُمُ العِلمَ مِن مَعدِنِهِ ، وشَرِبتُمُ الماءَ بِعُذوبَتِهِ ، وَادَّخَرتُمُ الخَيرَ مِن مَوضِعِهِ ، وأخَذتُمُ الطَّريقَ مِن واضِحِهِ ، وسَلَكتُم مِنَ الحَقِّ نَهجَهُ ،