51
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2

لَنَهَجَت بِكُمُ السُّبُلُ ، وبَدَت لَكُمُ الأَعلامُ ، وأضاءَ لَكُمُ الإِسلامُ ، فَأَكَلتُم رَغدا ۱ ، وما عالَ فيكُم عائِلٌ ، ولا ظُلِمَ مِنكُم مُسلِمٌ ولا مُعاهَدٌ . . . .
رُوَيدا ، عَمّا قَليلٍ تَحصُدونَ جَميعَ ما زَرَعتُم ، وتَجِدونَ وَخيمَ ۲ مَا اجتَرَمتُم ومَا اجتَلَبتُم .
والَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَقَد عَلِمتُم أنّي صاحِبُكُم وَالَّذي بِهِ اُمِرتُم ، وأنّي عالِمُكُم وَالَّذي بِعِلمِهِ نَجاتُكُم ، ووَصِيُّ نَبِيِّكُم ، وخِيَرَةُ رَبِّكُم ، ولِسانُ نورِكُم ، وَالعالِمُ بِما يُصلِحُكُم ، فَعَن قَليلٍ رُوَيدا يَنزِلُ بِكُم ما وُعِدتُم ، وما نَزَلَ بِالاُمَمِ قَبلَكُم ، وسَيَسأَلَكُمُ اللّهَ عَزَّوجَلَّ عَن أئِمَّتِكُم ، مَعَهُم تُحشَرونَ ، وإلَى اللّهِ عَزَّوجَلَّ غَدا تَصيرونَ .
أما وَاللّهِ لَو كانَ لي عِدَّةُ أصحابِ طالوتَ ، أو عِدَّةُ أهلِ بَدرٍ وهُم أعداؤُكُم ، لَضَرَبتُكُم بِالسَّيفِ حَتّى تَؤولوا إلَى الحَقِّ ، وتُنيبوا لِلصِّدقِ ، فَكانَ أرتَقَ لِلفَتقِ ۳ ، وآخَذَ بِالرِّفقِ ، اللّهُمَّ فَاحكُم بَينَنا بِالحَقِّ وأنتَ خَيرُ الحاكِمينَ .
قالَ : ثُمَّ خَرَجَ مِنَ المَسجِدِ فَمَرَّ بِصيرَةٍ ۴ فيها نَحوٌ مِن ثَلاثينَ شَاةً ، فَقالَ :
وَاللّهِ لَو أنَّ لي رِجالاً يَنصَحونَ للّهِِ عَزَّوجَلَّ ولِرَسولِهِ بِعَدَدِ هذِهِ الشِّياهِ لَأَزَلتُ ابنَ آكِلَةِ الذِّبّانِ عَن مُلكِهِ .
فَلَمّا أمسى بايَعَهُ ثَلاثُمِئَةٍ وسِتّون رَجُلاً عَلَى المَوتِ ، فَقالَ لَهُم أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام :

1.رغدا : أي كثيرا واسعا بلا عناء (مجمع البحرين : ج۲ ص۷۱۴) .

2.هذا الأمر وخيم العاقبة ، أي ثقيل رديء (النهاية : ج۵ ص۱۶۴) .

3.فتقتُ الشيء فتقا : شققتهُ ، والفتق (أيضا) : شقّ عصا الجماعة ووقوع الحرب بينهم والرتق ضدّ الفتق (الصحاح : ج۴ ص۱۵۳۹ و ۱۴۸۰) .

4.الصِّيرَة : حظيرة من خشب وحجارة تبنى للغنم والبقر ، والجمع : صِيرٌ وصِيَرٌ (لسان العرب : ج۴ ص۴۷۸) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
50

ثُمَّ أتاهُمُ اللَّيلَةَ الثّالِثَةَ فَما أتاهُ غَيُرنا .
فَلَمّا رَأى غَدرَهُم وقِلَّةَ وَفائِهم لَهُ لَزِمَ بَيتَهُ ، وأقبَلَ عَلَى القُرآنِ يُؤَلِّفُهُ ويَجمَعُهُ ، فَلَم يَخرُج مِن بَيتِهِ حَتّى جَمَعَهُ ۱ .

۹۷۴.شرح نهج البلاغة :مِن كِتابِ مُعاوِيَةَ المَشهورِ إلى عَلِيٍّ عليه السلام :
وأعهَدُكَ أمسِ تَحمِلُ قَعيدَةَ بَيتِكَ لَيلاً عَلى حِمارٍ ، ويَداكَ في يَدَيِ ابنَيكَ الحَسَنِ وَالحُسَينِ يَومَ بويِعَ أبو بَكرٍ الصِّدّيقُ ، فَلَم تَدَع أحَدا مِن أهلِ بَدرٍ والسَّوابِقِ إلّا دَعَوتَهُم إلى نفَسِكَ ، ومَشَيتَ إلَيهِم بِامرَأَتِكَ ، وأدلَيتَ إلَيهِم بِابنَيكَ ، وَاستَنصَرتَهُم عَلى صاحِبِ رَسولِ اللّهِ ! فَلَم يُجِبكَ مِنهُم إلّا أربَعَةٌ أو خَمسَةٌ ، ولَعَمري لَو كُنتَ مُحِقّا لَأَجابوكَ ! ولكَنِّكَ ادَّعَيتَ باطِلاً ، وقُلتَ ما لا يُعرَفُ ، ورُمتَ ما لا يُدرَكُ . ومَهما نَسيتُ فَلا أنسى قَولَكَ لِأَبي سُفيانَ لَمّا حَرّكَكَ وهَيَّجَكَ : لَو وَجَدتُ أربَعينَ ذَوي عَزمٍ مِنهُم لَناهَضتُ القَومَ . فَما يَومُ المُسلِمينَ مِنكَ بِواحِدٍ ، ولا بَغيُكَ عَلَى الخُلَفاءِ بِطَريفٍ ولا مُستَبدَعٍ ۲ .

۹۷۵.تاريخ اليعقوبي :اِجتَمَعَ جَماعَةٌ إلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ يَدعونَهُ إلَى البَيعَةِ لَهُ ، فَقالَ لَهُم : اُغدوا عَلى هذا مُحَلِّقينَ الرُّؤوسَ . فَلَم يَغدُ عَلَيهِ إلّا ثَلاثَةُ نَفَرٍ ۳ .

۹۷۶.الكافي عن أبي الهَيثَم بن التَّيِّهان :إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام خَطَبَ النّاسَ بِالمَدينَةِ فَقالَ : أما وَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرأَ النَّسَمَةَ ، لَوِ اقتَبَستُمُ العِلمَ مِن مَعدِنِهِ ، وشَرِبتُمُ الماءَ بِعُذوبَتِهِ ، وَادَّخَرتُمُ الخَيرَ مِن مَوضِعِهِ ، وأخَذتُمُ الطَّريقَ مِن واضِحِهِ ، وسَلَكتُم مِنَ الحَقِّ نَهجَهُ ،

1.كتاب سليم بن قيس : ج۲ ص۵۸۰ ح۴ ، الاحتجاج : ج۱ ص۲۰۶ ح۳۸ .

2.شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۴۷ ، وللاطّلاع على جواب الإمام عليه السلام راجع : ج ۳ ص ۳۳۵ (حرب الدعاية) .

3.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۲۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 91757
صفحه از 600
پرینت  ارسال به