513
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2

7 / 9

رَفعُ اختِلافِ القُضاةِ في الأَحكامِ

۱۶۶۵.الإمام عليّ عليه السلامـ في عَهدِهِ إلى مالِكٍ الأَشتَرِ ـ: . . . ثُمَّ حَمَلَةُ الأَخبارِ لِأَطرافِكَ قُضاةٌ تَجتَهِدُ فيهِم نَفسَهُ ، لا يَختَلِفونَ ولا يَتَدابَرونَ في حُكمِ اللّهِ وسُنَّةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؛ فَإِنَّ الِاختِلافَ فِي الحُكمِ إضاعَةٌ لِلعَدلِ وغِرَّةٌ فِي الدّينِ وسَبَبٌ مِنَ الفُرقَةِ . وقَد بَيَّنَ اللّهُ ما يَأتونَ وما يُنفِقونَ ، وأمَرَ بِرَدِّ ما لا يَعلَمونَ إلى مَنِ استَودَعَهُ اللّهُ عِلمَ كِتابِهِ ، وَاستَحفَظَهُ الحُكمَ فيهِ ، فَإِنَّمَا اختِلافُ القُضاةِ في دُخولِ البَغيِ بَينَهُم واكتِفاءُ كُلِّ امرِئً مِنهُم بِرَأيِهِ دونَ مَن فَرَضَ اللّهُ وِلايَتَهُ ، لَيسَ يَصلُحُ الدّينُ ولا أهلُ الدّينِ عَلى ذلِكَ . ولكِن عَلَى الحاكِمِ أن يَحكُمَ بِما عِندَهُ مِنَ الأَثَرِ وَالسُّنَّةِ ، فَإِذا أعياهُ ذلِكَ رَدَّ الحُكمَ إلى أهلِهِ ، فَإِن غابَ أهلُهُ عَنهُ ناظَرَ غَيرَهُ مِن فُقَهاءِ المُسلِمينَ لَيسَ لَهُ تَركُ ذلِكَ إلى غَيرِهِ .
ولَيسَ لِقاضِيَينِ مِن أهلِ المِلَّةِ أن يُقيما عَلَى اختِلافٍ في الحُكمِ دونَ ما رُفِعَ ذلِكَ إلى وَلِيِّ الأَمرِ فيكُم فَيَكونُ هوَ الحاكِمَ بِما عَلَّمَهُ اللّهُ ، ثُمَّ يَجتَمِعانِ عَلى حُكمِهِ فيما وافَقَهُما أو خالَفَهُما ، فَانظُر في ذلِكَ نَظَرا بَليغا ؛ فَإِنَّ هذَا الدّينَ قَد كانَ أسيرا بِأَيدِي الأَشرارِ ، يُعمَلُ فيهِ بِالهَوى ، وتُطلَبُ بِهِ الدُّنيا .
وَاكتُب إلى قُضاةِ بُلدانِكَ فَليَرفَعوا إلَيكَ كُلَّ حُكمٍ اِختَلَفوا فيهِ عَلى حُقوقِهِ . ثُمَّ تَصَفَّح تِلكَ الأَحكامَ ؛ فَما وافَقَ كِتابَ اللّهِ وسُنَّةَ نَبِيِّهِ وَالأَثَرَ مِن إمامِكَ فَأَمضِهِ وَاحمِلهُم عَلَيهِ . ومَا اشتَبَهَ عَلَيكَ فَاجمَع لَهُ الفُقَهاءَ بِحَضرَتِكَ فَناظِرهُم فيهِ ، ثُمَّ أمضِ ما يَجتَمِعُ عَلَيهِ أقاويلُ الفُقَهاءِ بِحَضرَتِكَ مِنَ المُسلِمينَ ؛ فَإِنَّ كُلَّ أمرٍ اختَلَفَ فيهِ الرَّعِيَّةُ مَردودٌ إلى حُكمِ الإِمامِ ، وعَلَى الإِمامِ الاِستِعانَةُ بِاللّهِ ، وَالاِجتِهادُ في إقامَة


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
512

7 / 8

مُباشَرَةُ الإِمامِ القَضاءَ بِنَفسِهِ

۱۶۶۲.عوالي اللآلي :رُوِيَ عَن عَلِيٍّ عليه السلام أنَّهُ كانَ يَفعَلُ ذلِكَ [ أي القَضاءَ ] في مَسجِدِ الكوفَةِ ، ولَهُ بِهِ دَكَّةٌ مَعروفَةٌ بِدَكَّةِ القَضاءِ ۱ .

۱۶۶۳.إرشاد القلوب :رُوِيَ أنَّهُ عليه السلام كانَ إذا يَفرُغُ مِنَ الجِهادِ يَتَفَرَّغُ لِتَعليمِ النّاسِ ، وَالقَضاءِ بَينَهُم ۲ .

۱۶۶۴.الإمام عليّ عليه السلامـ ومِن كَلامٍ لَهُ عليه السلام وقَد جَمَعَ النّاسَ وحَضَّهُم عَلَى الجِهادِ فَسَكَتوا مَلِيّا ، فَقالَ عليه السلام : ما بالُكُم ؟ أ مُخرَسونَ أنتُم ؟ فَقالَ قَومٌ مِنهُم: يا أميرَ المُؤمِنينَ إن سِرتَ سِرنا مَعَكَ . فَقالَ عليه السلام ـ:
ما بالُكُم ؟ لا سُدِّدتُم لِرُشدٍ ، ولا هُديتُم لِقَصدٍ ! أ في مِثلِ هذا يَنبَغي لي أن أخرُجَ ؟وإنَّما يَخرُجُ في مِثلِ هذا رَجُلٌ مِمَّن أرضاهُ مِن شُجعانِكُم وذَوي بَأسِكُم ، ولا يَنبَغي لي أن أدَعَ الجُندَ وَالمِصرَ وبَيتَ المالِ وجِبايَةَ الأَرضِ وَالقَضاءَ بَينَ المُسلِمينَ وَالنَّظَرَ في حُقوقِ المُطالِبينَ ، ثُمَّ أخرُجَ في كَتيبَةٍ أتبَعُ أُخرَى أتَقَلقَلُ تَقَلقُلَ القِدحِ فِي الجَفيرِ ۳ الفارِغِ ، وإنَّما أنَا قُطبُ الرَّحا تَدورُ عَلَيَّ وأنَا بِمَكاني ، فَإِذا فَارَقتُهُ استَحارَ مَدارُها وَاضطَرَبَ ثِفالُها ۴ ، هذا لَعَمرُ اللّهِ الرَّأيُ السّوءُ ۵ .

1.عوالي اللآلي : ج۲ ص۳۴۴ ح۸ .

2.إرشاد القلوب : ص۲۱۸ ، عدّة الداعي : ص۱۰۱ ، بحار الأنوار : ج۱۰۳ ص۱۶ ح۷۰ .

3.القِدْح : السهم ، والجَفير : الكنانة والجَعْبة الَّتي تُجعل فيها السهام (النهاية : ج۴ ص۲۰ و ج۱ ص۲۷۸) .

4.الثِّفال : جلدة تُبْسط تحت رحا اليد ليقع عليها الدقيق (النهاية : ج۱ ص۲۱۵) .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۱۱۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 100131
صفحه از 600
پرینت  ارسال به