537
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2

دُعائِهِم والإِعذارِ إلَيهِم ۱ .

۱۷۴۲.عنه عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ عليه السلام إلى بَعضِ اُمَراءِ جَيشِهِ ـ: فَإِن عادوا إلى ظِلِّ الطّاعَةِ فَذاكَ الَّذي نُحِبُّ ، وإن تَوافَتِ الاُمورُ بِالقَومِ إلَى الشِّقاقِ وَالعِصيانِ فَانهَد ۲ بِمَن أطاعَكَ إلى مَن عَصاكَ ، وَاستَغنِ بِمَنِ انقادَ مَعَكَ عَمَّن تَقاعَسَ عَنكَ ؛ فَإنَّ المُتَكارِهَ مَغيبُهُ خَيرٌ مِن مَشهَدِهِ ، وقُعودُهُ أغنى مِن نُهوضِهِ ۳ .

۱۷۴۳.عنه عليه السلام :إن زَحَفَ العَدُوُّ إلَيكُم فَصُفّوا عَلى أبوابِ الخَنادِقِ ، فَلَيسَ هُناكَ إلّا السُّيوفُ ، ولُزومُ الأَرضِ بَعدَ إحكامِ الصُّفوفِ ، ولا تَنظُروا في وُجوهِهِم ، ولا يَهولَنَّكُم عَدَدُهُم ، وَانظُروا إلى أوطانِكُم مِنَ الأَرضِ . فَإِن حَمَلوا عَلَيكُم فَاجثُوا عَلَى الرُّكَبِ ، وَاستَتِروا بالأَترِسَةِ ، صَفّا مُحكَما لا خَلَلَ فيهِ ، وإن أدبَروا فَاحمِلوا عَلَيهِم بِالسُّيوفِ ، وإن ثَبَتوا فَاثبُتوا عَلَى التَّعابِيِّ ، وإنِ انهَزَموا فَاركَبُوا الخَيلَ وَاطلُبُوا القَومَ ۴ .

۱۷۴۴.عنه عليه السلام :إن كانَت ـ وأعوذُ بِاللّهِ ـ فيكُم هَزيمَةٌ فَتَداعَوا ، وَاذكُرُوا اللّهَ وما تَوعَّدَ بِهِ مَن فَرَّ مِنَ الزَّحفِ ، وبَكِّتوا ۵ مَن رأَيتُموهُ وَلّى . وَاجمَعوا الأَلوِيَةَ ، وَاعتَقِدوا . وَليُسرِع المُخِفُونَ في رَدِّ مَنِ انهَزَمَ إلَى الجَماعَةِ وإلَى المُعَسكَرِ ، فَليَنفِر مَن فيهِ إلَيكُم ، فَإذَا اجتَمَعَ أطرافُكُم ، وأتَت أمدادُكُم ، وَانصَرَفَ فَلُّكُم ، فَأَلحِقُوا النّاسَ بِقُوّادِهِم ، وأحكِموا تَعابِيَّهُم ، وقاتِلوا ، وَاستَعينوا بِاللّهِ ، وَاصبِروا ؛ وفِي الثَّباتِ عِندَ الهَزيمَةِ ، وحَملِ الرَّجُلِ الواحِدِ الواثِقِ بِشَجاعَتِهِ عَلَى الكَتيبَةِ ، فَضلٌ عَظيمٌ ۶ .

1.نهج البلاغة : الكتاب ۱۲ .

2.المناهَدَة في الحرب : المُناهَضة ، ونَهَدَ إلى العدوّ يَنْهَد : نهض (لسان العرب : ج۳ ص۴۲۹).

3.نهج البلاغة : الكتاب ۴ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۶۷ ح۴۶ ؛ تذكرة الخواصّ : ص۱۶۶ .

4.دعائم الإسلام : ج۱ ص۳۷۳ .

5.التبكيت : التقريع والتوبيخ (النهاية : ج۱ ص۱۴۸) .

6.دعائم الإسلام : ج۱ ص۳۷۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
536

وَاجعَلوا رُقَباءَكُم في صَياصِي ۱ الجِبالِ ، وبِأَعلى الأَشرافِ ، وبِمَناكِبِ الأَنهارِ ؛ يُريئونَ لَكُم ؛ لِئَلّا يَأتِيَكُم عَدُوٌّ مِن مَكانِ مَخافَةٍ أو أمنٍ .
وإذا نَزَلتُم فَانزِلوا جَميعا ، وإذا رَحَلتُم فَارحَلوا جَميعا ، وإذا غَشِيَكُمُ اللَّيلُ فَنَزَلتُم فَحُفّوا عَسكَرَكُم بِالرِّماحِ وَالتِّرَسَةِ ، وَاجعَلوا رُماتَكُم يَلوونَ تِرَسَتَكُم ؛ كَيلا تُصابَ لَكُم غِرَّةٌ ، ولا تُلقى لَكُم غَفلَةٌ .
وَاحرُس عَسكَرَكَ بِنَفسِكَ، وإيّاكَ أن تَرقُدَ أو تُصبِحَ إلّا غِرارا ۲ أو مَضمَضَةً ۳ . ثُمَّ ليَكُن ذلِكَ شَأنَكَ ودَأبَكَ حَتّى تَنتَهِيَ إلى عَدُوِّكَ .
وعَلَيكَ بِالتَّأَنّي في حَربِكَ ، وإيّاكَ والعَجَلَةَ إلّا أن تُمكِنَكَ فُرصَةٌ . وإيّاكَ أن تُقاتِلَ إلّا أن يَبدَؤوكَ ، أو يَأتِيَكَ أمري . وَالسَّلامُ عَلَيكَ ورَحمَةُ اللّهِ ۴ .

۱۷۴۱.عنه عليه السلامـ ومِن وَصِيَّةٍ لَهُ عليه السلام لِمَعقِلِ بنِ قَيسٍ الرِّياحِيِّ حينَ أنفَذَهُ إلَى الشّامِ في ثَلاثَةِ آلافٍ مُقَدِّمَةً لَهُ ـ: اِتَّقِ اللّهَ الَّذي لابُدَّ لَكَ مِن لِقائِهِ ولا مُنتَهى لَكَ دونَهُ . ولا تُقاتِلَنَّ إلّا مَن قاتَلَكَ . وسِرِ البَردَينِ . وغَوِّرِ بالنّاسِ . ورَفِّه فِي السَّيرِ . ولا تَسِر أوَّل اَللَّيلِ فَإِنَّ اللّهَ جَعَلَهُ سَكَناً وقَدَّرَهُ مُقاماً لا ظَعناً . فَأَرِح فيهِ بَدَنَكَ ورَوِّح ظَهرَكَ . فَإِذا وَقَفتَ حينَ يَنبَطِحُ السَّحَرُ أو حينَ يَنفَجِرُ الفَجرُ فَسِر عَلى بَرَكَةِ اللّهِ . فَإِذا لَقيتَ العَدُوَّ فَقِف مِن أصحابِكَ وَسَطا ، ولا تَدنُ مِنَ القَومِ دُنُوَّ مَن يُريدُ أن يُنشِبَ الحَربَ ، ولا تَباعَد عَنهُم تَباعُدَ مَن يَهابُ البَأسَ حَتّى يَأتِيَكَ أمري ، ولا يَحمِلَنَّكُم شَنَآنُهُم عَلى قِتالِهِم قَبل

1.صَياصي الجبال : أطرافُها العالية (مجمع البحرين : ج۲ ص۱۰۶۳) .

2.الغِرار : النوم القليل ، وقيل : هو القليل من النوم وغيره (لسان العرب : ج۵ ص۱۷) .

3.أي ينام ثمّ يستيقظ ثمّ ينام ؛ تشبيها بمضمضة الماء في الفم يأخذه ثمّ يمجّه ، وهو أدقّ التشبيه وأجمله (صبحي الصالح) .

4.تحف العقول : ص۱۹۱ ، نهج البلاغة : الكتاب ۱۱ ، وقعة صفّين : ص۱۲۳ عن يزيد بن خالد بن قَطَن ؛ الأخبار الطوال : ص۱۶۶ كلّها نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 109211
صفحه از 600
پرینت  ارسال به