545
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2

۱۷۶۲.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كَلامٍ لَهُ عليه السلام لِابنِهِ مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ لَمّا أعطاهُ الرّايَةَ يَومَ الجَمَلِ ـ: تَزولُ الجِبالُ ولا تَزُل ، عَضَّ عَلى ناجِذِكَ . أعِرِ اللّهَ جُمجُمَتَكَ . تِد فِي الأَرضِ قَدَمَك . ارمِ بِبَصَرِكَ أقصَى القَومِ ، وغُضَّ بَصَرَكَ ، وَاعلَم أنَّ النَّصرَ مِن عِندِ اللّهِ سُبحانَهُ ۱ .

۱۷۶۳.عنه عليه السلامـ مِمّا كانَ يَقولُهُ لِأَصحابِهِ عِندَ الحَربِ ـ: لا تَشتَدَّنَّ عَلَيكُم فَرَّةٌ بَعدَها كَرَّةٌ ، ولا جَولَةٌ بَعدَها حَملَةٌ ، وأعطُوا السُّيوفَ حُقوقَها . ووَطِّئوا لِلجُنوبِ مَصارِعَها ، وَاذمُروا ۲ أنفُسَكُم عَلَى الطَّعن الدَّعسِيِّ ۳ وَالضَّربِ الطِّلَحفِيِّ ۴ . وأميتُوا الأَصواتَ ؛ فَإِنَّهُ أطرَدُ لِلفَشَلِ . فَوَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ ما أسلَموا ، ولكِنِ استَسلَموا ، وأسَرُّوا الكُفرَ ، فَلَمّا وَجَدوا أعوانا عَلَيهِ أظهَروهُ ۵ .

۱۷۶۴.عنه عليه السلامـ في حَثِّ أصحابِهِ عَلَى القِتالِ ـ: فَقَدِّمُوا الدّارِعَ ، وأخِّرُوا الحاسِرَ ، وعَضُّوا عَلَى الأَضراسِ ؛ فَإِنَّهُ أنبى ۶ لِلسُّيوفِ عَنِ الهامِ . وَالتَووا في أطرافِ الرِّماحِ ؛ فَإِنَّهُ أموَرُ ۷ لِلأَسِنَّةِ . وغُضُّوا الأَبصارَ ؛ فَإِنَّهُ أربَطُ لِلجَأشِ ، وأسكَنُ لِلقُلوبِ . وأميتُوا الأَصواتَ ؛ فَإِنَّهُ أطرَدُ لِلفَشَلِ . ورايَتَكُم فَلا تُميلوها ، ولا تُخِلّوها ، ولا تَجعَلوها إلّا بِأَيدي شُجعانِكُم وَالمانِعينَ الذِّمارَ مِنكُم ؛ فَإِنَّ الصّابِرينَ عَلى نُزولِ الحَقائِقِ هُمُ الَّذينَ يَحُفّونَ بِراياتِهِم ، ويَكتَنِفونَها ؛ حَفافَيها و وراءَها وأمامَها ، لا يَتَأَخَّرونَ عَنها

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۱ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۱۵۵ .

2.أي نشّطوا (أساس البلاغة : ص۱۴۵) .

3.الدَّعْس : شدّة الوط ء (لسان العرب : ج۶ ص۸۴) والمراد هنا الطعن الشديد.

4.ضَربَه ضَربا طَلَحْفا : أي شديدا (لسان العرب : ج۹ ص۲۲۳) .

5.نهج البلاغة : الكتاب ۱۶ ، عيون الحكم والمواعظ : ص۵۳۰ ح۹۶۴۴ نحوه وليس فيه من «فوالَّذي . . .» .

6.نَبا السيفُ عن الضريبة : كَلَّ ولم يَحِك فيها (لسان العرب : ج۱۵ ص۳۰۱) .

7.مارَ الشيءيَمورُ مَورا: تَرَهْيَأ؛ أي تحرّك وجاء وذهب كما تتكفّأ النخلة العيدانة (لسان العرب: ج۵ ص۱۸۶).


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
544

عَينِ الوُلاةِ استِقامَةُ العَدلِ في البِلادِ ، وظُهورُ مَوَدَّةِ الرَّعِيَّةِ ، وإنَّهُ لا تَظهَرُ مَوَدَّتُهُم إلّا بِسَلامَةِ صُدورِهِم ، ولا تَصِحُّ نَصيحَتُهُم إلّا بِحيطَتِهِم عَلى وُلاةِ اُمورِهِم ، وقِلَّةِ استِثقالِ دُوَلِهِم ، وتَركِ استبِطاءِ انقِطاع مُدَّتِهِم .
فَافسَح في آمالِهِم ، وواصِل في حُسنِ الثَّناءِ عَلَيهِم ، وتَعديدِ ما أبلى ذَوُو البَلاءِ مِنهُم ؛ فَإِنَّ كَثرَةَ الذِّكرِ لِحُسنِ أفعالِهِم تَهُزُّ الشُّجاعَ ، وتُحَرِّضُ النّاكِلَ إن شاءَ اللّهُ . ثُمَّ اعرِف لِكُلِّ امرِئً مِنهُم ما أبلى ، ولا تَضُمَّنَّ بَلاءَ امرِئً إلى غَيرِهِ ، ولا تُقَصِّرَنَّ بِهِ دونَ غايَةِ بَلائِهِ ، ولا يَدعُوَنَّكَ شَرَفُ امرِئً إلى أن تُعظِمَ مِن بَلائِهِ ما كانَ صَغيرا ، ولا ضَعَةُ امرِئً إلى أن تَستَصغِرَ مِن بَلائِهِ ما كانَ عَظيما ۱ .

9 / 4

الِاهتِمامُ بِمَعنَوِيّاتِ الجَيشِ

أ : التَّحريض

۱۷۶۱.الكافي عن أبي صادق :سَمِعتُ عَلِيّا عليه السلام يُحَرِّضُ النّاسَ في ثَلاثَةِ مَواطِنَ : الجَمَلِ ، وصِفّينَ ، ويَومِ النَّهرِ ؛ يَقولُ : عِبادَ اللّهِ ، اتَّقُوا اللّهَ ، وغُضُّوا الأَبصارَ ، وَاخفِضُوا الأَصواتَ ، وأقِلُّوا الكَلامَ ، ووَطِّنوا أنفُسَكُم عَلَى المُنازَلَةِ ، وَالمُجادَلَةِ ، والمُبارَزَةِ ، وَالمُناضَلَةِ ، وَالمُنابَذَةِ ، وَالمُعانَقَةِ ، وَالمُكادَمَةِ ۲ ، وَاثبُتوا «وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَـزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّـبِرِينَ»۳ . ۴

1.نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ ، تحف العقول : ص۱۳۷ ، دعائم الإسلام : ج۱ ص۳۶۱ كلاهما نحوه .

2.الكَدْم : العضّ بأدنى الفم كما يكدُمُ الحمار ، وقيل : هو العضّ عامة ، أو كدَمَه : أثّر فيه بحديدة ، وكدَمَ الصيدَ كدما : طردَه وجدّ في طلبه حَتّى يغلبَه (تاج العروس : ج۱۷ ص۶۰۴) .

3.الأنفال :۴۵ ـ ۴۶ .

4.الكافي : ج۵ ص۳۸ ح۲ ، الإرشاد : ج۱ ص۲۶۵ ، وقعة صفّين : ص۲۰۴ عن الحضرمي ؛ المعيار والموازنة : ص۱۵۸ ، شرح نهج البلاغة : ج۴ ص۲۶ كلّها نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 93459
صفحه از 600
پرینت  ارسال به