۱۷۶۲.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كَلامٍ لَهُ عليه السلام لِابنِهِ مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ لَمّا أعطاهُ الرّايَةَ يَومَ الجَمَلِ ـ: تَزولُ الجِبالُ ولا تَزُل ، عَضَّ عَلى ناجِذِكَ . أعِرِ اللّهَ جُمجُمَتَكَ . تِد فِي الأَرضِ قَدَمَك . ارمِ بِبَصَرِكَ أقصَى القَومِ ، وغُضَّ بَصَرَكَ ، وَاعلَم أنَّ النَّصرَ مِن عِندِ اللّهِ سُبحانَهُ ۱ .
۱۷۶۳.عنه عليه السلامـ مِمّا كانَ يَقولُهُ لِأَصحابِهِ عِندَ الحَربِ ـ: لا تَشتَدَّنَّ عَلَيكُم فَرَّةٌ بَعدَها كَرَّةٌ ، ولا جَولَةٌ بَعدَها حَملَةٌ ، وأعطُوا السُّيوفَ حُقوقَها . ووَطِّئوا لِلجُنوبِ مَصارِعَها ، وَاذمُروا ۲ أنفُسَكُم عَلَى الطَّعن الدَّعسِيِّ ۳ وَالضَّربِ الطِّلَحفِيِّ ۴ . وأميتُوا الأَصواتَ ؛ فَإِنَّهُ أطرَدُ لِلفَشَلِ . فَوَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ ما أسلَموا ، ولكِنِ استَسلَموا ، وأسَرُّوا الكُفرَ ، فَلَمّا وَجَدوا أعوانا عَلَيهِ أظهَروهُ ۵ .
۱۷۶۴.عنه عليه السلامـ في حَثِّ أصحابِهِ عَلَى القِتالِ ـ: فَقَدِّمُوا الدّارِعَ ، وأخِّرُوا الحاسِرَ ، وعَضُّوا عَلَى الأَضراسِ ؛ فَإِنَّهُ أنبى ۶ لِلسُّيوفِ عَنِ الهامِ . وَالتَووا في أطرافِ الرِّماحِ ؛ فَإِنَّهُ أموَرُ ۷ لِلأَسِنَّةِ . وغُضُّوا الأَبصارَ ؛ فَإِنَّهُ أربَطُ لِلجَأشِ ، وأسكَنُ لِلقُلوبِ . وأميتُوا الأَصواتَ ؛ فَإِنَّهُ أطرَدُ لِلفَشَلِ . ورايَتَكُم فَلا تُميلوها ، ولا تُخِلّوها ، ولا تَجعَلوها إلّا بِأَيدي شُجعانِكُم وَالمانِعينَ الذِّمارَ مِنكُم ؛ فَإِنَّ الصّابِرينَ عَلى نُزولِ الحَقائِقِ هُمُ الَّذينَ يَحُفّونَ بِراياتِهِم ، ويَكتَنِفونَها ؛ حَفافَيها و وراءَها وأمامَها ، لا يَتَأَخَّرونَ عَنها
1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۱ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۱۵۵ .
2.أي نشّطوا (أساس البلاغة : ص۱۴۵) .
3.الدَّعْس : شدّة الوط ء (لسان العرب : ج۶ ص۸۴) والمراد هنا الطعن الشديد.
4.ضَربَه ضَربا طَلَحْفا : أي شديدا (لسان العرب : ج۹ ص۲۲۳) .
5.نهج البلاغة : الكتاب ۱۶ ، عيون الحكم والمواعظ : ص۵۳۰ ح۹۶۴۴ نحوه وليس فيه من «فوالَّذي . . .» .
6.نَبا السيفُ عن الضريبة : كَلَّ ولم يَحِك فيها (لسان العرب : ج۱۵ ص۳۰۱) .
7.مارَ الشيءيَمورُ مَورا: تَرَهْيَأ؛ أي تحرّك وجاء وذهب كما تتكفّأ النخلة العيدانة (لسان العرب: ج۵ ص۱۸۶).