۱۷۸۳.الكافي عن عَدِيّ بن حاتِم :إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام قالَ يَومَ التقَى هُوَ ومُعاوِيَةُ بِصِفّينَ ـ ورَفَع بِها صَوتَه لِيُسمِعَ أصحابَهُ ـ : وَاللّهِ لَأَقتُلَنَّ مُعاوِيَةَ وأصحابَهُ ، ثُمَّ يَقولُ في آخِرِ قَولِهِ : إن شاءَ اللّهُ ـ يَخفِضُ بِها صَوتَهُ ـ .
وكُنتُ قَريبا مِنهُ ، فَقُلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ إنَّكَ حَلَفتَ عَلى ما فَعَلتَ ، ثُمَّ استَثنَيتَ ، فَما أرَدتَ بِذلِكَ ؟ ! فَقالَ لي: إنَّ الحَربَ خُدعَةٌ ، وأنَا عِندَ المُؤمِنينَ غَيرُ كَذوبٍ ، فَأَرَدتُ أن اُحَرِّض أصحابي عَلَيهِم ؛ كَيلا يَفشَلوا ، وكَي يَطمَعوا فيهِم ، فَأَفقَهُهُم يَنتَفِعُ بِها بَعدَ اليَومِ إن شاءَ اللّهُ ۱ .
۱۷۸۴.تفسير القمّيـ في ذِكرِ غَزوَةِ الخَندَقِ ـ: مَرَّ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام يُهَروِلُ في مَشيِهِ . . . فَقالَ لَهُ عَمرٌو: مَن أنتَ ؟ قالَ: أنَا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ؛ ابنُ عَمِّ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وخَتَنُهُ . فَقالَ: وَاللّهِ إنَّ أباكَ كانَ لي صَديقا قَديما وإنّي أكرَهُ أن أقتُلَكَ ، ما أمِنَ ابنُ عَمِّكَ ـ حينَ بَعَثَكَ إلَيَّ ـ أن أختَطِفَكَ بِرُمحي هذا فَأَترُكَكَ شائِلاً بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ ؛ لا حَيٌّ ولا مَيِّتٌ ! !
فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : قَد عَلِمَ ابنُ عَمّي أنَّكَ إن قَتَلتَني دَخَلتُ الجَنَّةَ وأنتَ فِي النّارِ ، وإن قَتَلتُكَ فَأَنتَ فِي النّارِ وأنَا فِي الجَنَّةِ .
فَقالَ عَمرٌو: وكِلتاهُما لَكَ يا عَلِيُّ ! تِلكَ إذا قِسمَةٌ ضيزى ! !
قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : دَع هذا يا عَمرُو ، إنّي سَمِعتُ مِنكَ وأنتَ مُتَعَلِّقٌ بِأَستارِ الكَعبَةِ تَقولُ : «لا يَعرِضَنَّ عَلَيَّ أحَدٌ فِي الحَربِ ثَلاثَ خِصالٍ إلّا أجَبتُهُ إلى واحِدَةٍ مِنها» ، وأنَا أعرِضُ عَلَيكَ ثلاثَ خِصالٍ ، فَأَجِبني إلى واحِدَةٍ ! قالَ: هاتِ يا عَلِيُّ !