553
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2

قالَ: أحَدُها تَشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ . قال: نَحِّ عَنّي هذِهِ ، فَاسأَلِ الثّانِيَةَ .
فَقالَ : أن تَرجِعَ وتَرُدَّ هذَا الجَيشَ عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؛ فَإِن يَكُ صادِقا فَأَنتُم أعلى بِهِ عَينا ، وإن يَكُ كاذِبا كَفَتكُم ذُؤبانُ العَرَبِ أمرَهُ ! فَقالَ : إذا لا تَتَحَدَّثُ نِساءُ قُرَيشٍ بِذلِكَ ، ولا تُنشِدُ ۱ الشُّعَراءُ في أشعارِها أنّي جَبَنتُ ورَجَعتُ عَلى عَقِبي مِنَ الحَربِ ، وخَذَلتُ قَوما رَأَّسوني عَلَيهِم ! !
فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : فَالثّالِثَةُ أن تَنزِلَ إلَيَّ ؛ فَإِنَّكَ راكِبٌ وأنَا راجِلٌ ؛ حَتّى اُنابِذَكَ ! فَوَثَبَ عَن فَرَسِهِ وعَرقَبَهُ ، وقالَ : هذِهِ خَصلَةٌ ما ظَنَنتُ أنَّ أحَدا مِنَ العَرَبِ يَسومُني عَلَيها .
ثُمَّ بَدَأَ فَضَرَبَ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام بِالسَّيفِ عَلى رَأسِهِ ، فَاتَّقاهُ أميرُ المُؤمِنينَ بِدَرَقَتِهِ ، فَقَطَعَها ، وَثَبَتَ السَّيفُ عَلى رَأسِهِ . فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : يا عَمرُو ، أما كَفَاكَ أنّي بارَزتُكَ وأنتَ فارِسُ العَرَبِ ، حَتَّى استَعَنتَ عَلَيَّ بِظَهيرٍ ؟ ! فَالتَفَتَ عَمرٌو إلى خَلفِهِ ، فَضَرَبَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام مُسرِعا عَلى ساقَيهِ [فَ] ۲ قَطَعَهُما جَميعا ، وَارتَفَعَت بَينَهُما عَجاجَةٌ ، فَقالَ المُنافِقونَ: قُتِلَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ . ثُمَّ انكَشَفَتِ ۳ العَجاجَةُ فَنَظروا فَإِذا أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام عَلى صَدرِهِ ، قَد أخَذَ بِلِحيَتِهِ يُريدُ أن يَذبَحَهُ ، فَذَبَحَهُ ، ثُمَّ أخَذَ رَأسَهُ وأقبَلَ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَالدِّماءُ تَسيلُ عَلى رَأسِهِ مِن ضَربَةِ عَمرٍو ، وسَيفُهُ يَقطُرُ مِنهُ الدَّمُ ، وهُوَ يَقولُ ـ وَالرَّأسُ بِيَدِهِ ـ :


أنَا عَلِيٌّ وَابنُ عَبدِ المُطَّلِبِ
المَوتُ خَيرٌ لِلفَتى مِنَ الهَرَبِ

1.في بحار الأنوار نقلاً عن المصدر : «إذا تتحدّث نساء قريش بذلك ، وينشد الشعراء . . .» ، وهو الأنسب .

2.ما بين المعقوفين إضافة يقتضيها السياق .

3.في المصدر : «انكشف» ، والتصحيح من بحار الأنوار .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
552

۱۷۸۳.الكافي عن عَدِيّ بن حاتِم :إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام قالَ يَومَ التقَى هُوَ ومُعاوِيَةُ بِصِفّينَ ـ ورَفَع بِها صَوتَه لِيُسمِعَ أصحابَهُ ـ : وَاللّهِ لَأَقتُلَنَّ مُعاوِيَةَ وأصحابَهُ ، ثُمَّ يَقولُ في آخِرِ قَولِهِ : إن شاءَ اللّهُ ـ يَخفِضُ بِها صَوتَهُ ـ .
وكُنتُ قَريبا مِنهُ ، فَقُلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ إنَّكَ حَلَفتَ عَلى ما فَعَلتَ ، ثُمَّ استَثنَيتَ ، فَما أرَدتَ بِذلِكَ ؟ ! فَقالَ لي: إنَّ الحَربَ خُدعَةٌ ، وأنَا عِندَ المُؤمِنينَ غَيرُ كَذوبٍ ، فَأَرَدتُ أن اُحَرِّض أصحابي عَلَيهِم ؛ كَيلا يَفشَلوا ، وكَي يَطمَعوا فيهِم ، فَأَفقَهُهُم يَنتَفِعُ بِها بَعدَ اليَومِ إن شاءَ اللّهُ ۱ .

۱۷۸۴.تفسير القمّيـ في ذِكرِ غَزوَةِ الخَندَقِ ـ: مَرَّ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام يُهَروِلُ في مَشيِهِ . . . فَقالَ لَهُ عَمرٌو: مَن أنتَ ؟ قالَ: أنَا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ؛ ابنُ عَمِّ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وخَتَنُهُ . فَقالَ: وَاللّهِ إنَّ أباكَ كانَ لي صَديقا قَديما وإنّي أكرَهُ أن أقتُلَكَ ، ما أمِنَ ابنُ عَمِّكَ ـ حينَ بَعَثَكَ إلَيَّ ـ أن أختَطِفَكَ بِرُمحي هذا فَأَترُكَكَ شائِلاً بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ ؛ لا حَيٌّ ولا مَيِّتٌ ! !
فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : قَد عَلِمَ ابنُ عَمّي أنَّكَ إن قَتَلتَني دَخَلتُ الجَنَّةَ وأنتَ فِي النّارِ ، وإن قَتَلتُكَ فَأَنتَ فِي النّارِ وأنَا فِي الجَنَّةِ .
فَقالَ عَمرٌو: وكِلتاهُما لَكَ يا عَلِيُّ ! تِلكَ إذا قِسمَةٌ ضيزى ! !
قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : دَع هذا يا عَمرُو ، إنّي سَمِعتُ مِنكَ وأنتَ مُتَعَلِّقٌ بِأَستارِ الكَعبَةِ تَقولُ : «لا يَعرِضَنَّ عَلَيَّ أحَدٌ فِي الحَربِ ثَلاثَ خِصالٍ إلّا أجَبتُهُ إلى واحِدَةٍ مِنها» ، وأنَا أعرِضُ عَلَيكَ ثلاثَ خِصالٍ ، فَأَجِبني إلى واحِدَةٍ ! قالَ: هاتِ يا عَلِيُّ !

1.الكافي : ج۷ ص۴۶۰ ح۱ ، تهذيب الأحكام : ج۶ ص۱۶۳ ح۲۹۹ ، تفسير القمّي : ج۲ ص۶۰ نحوه وفيهما «فافهم» بدل «فأفقههم» ، بحار الأنوار : ج۱۰۰ ص۲۷ ح۳۳ نقلاً عن تفسير العيّاشي وفيه «فأفعلهم» بدل «فأفقههم» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 91735
صفحه از 600
پرینت  ارسال به