61
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2

راجِعَةَ النّاسِ قَد رَجَعَت عَن الإِسلامِ ؛ يَدعونَ إلى مَحقِ دِينِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، فَخَشيتُ إن لَم أنصُرِ الإِسلامَ وأهلَهُ أن أرى فيهِ ثَلما أو هَدما ، تَكونُ المُصيبَةُ بِهِ عَلَيَّ أعظَمَ مِن فَوتِ وِلايَتِكُمُ الَّتي إنَّما هِيَ مَتاعُ أيّامٍ قَلائِلَ ، يَزولُ مِنها ما كانَ كَما يَزولُ السَّرابُ ، أو كَما يتَقَشَّعُ السَّحابُ ، فَنَهَضتُ في تِلكَ الأَحداثِ ، حَتّى زاحَ الباطِلُ وزَهَقَ ، وَاطمَأَنَّ الدينُ وتَنَهنَهَ ۱۲ .

۹۹۹.شرح نهج البلاغة :رُوِيَ عَنهُ [عَلِيٍّ] عليه السلام أنَّ فاطِمَةَ عليهاالسلامحَرَّضَتهُ يَوما عَلَى النُّهوضِ وَالوُثوبِ ، فَسَمِعَ صَوتَ المُؤَذِّنِ : أشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ ، فَقالَ لَها : أيَسُرُّكِ زَوالُ هذَا النِّداءِ مِنَ الأَرضِ ؟ قالَت : لا . قالَ : فَإِنَّهُ ما أقولُ لَكِ ۳ .

۱۰۰۰.الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ النّاسَ لَمّا صَنَعوا ما صَنَعوا إذ بايَعوا أبا بَكرٍ ، لم يَمنَع أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام مِن أن يَدعُوَ إلى نَفسِهِ إلّا نَظَرا لِلنّاسِ ، وتَخَوُّفا عَلَيهِم أن يَرتَدّوا عَنِ الإِسلامِ ؛ فَيَعبُدُوا الأَوثانَ ، ولا يَشهَدوا أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله . . . وبايَعَ مُكرَها ؛ حَيثُ لَم يَجِد أعوانا ۴ .

ج : عَدَمُ النّاصِرِ

۱۰۰۱.الإمام الحسن عليه السلامـ في خُطبَتِهِ حينَ أجمَعَ عَلى صُلحِ مُعاوِيَةَ ـ: قَد كَفَّ أبي يَدَهُ ، وناشَدَهُم ، وَاستَغاثَ أصحابَهُ ، فَلَم يُغَث ، ولَم يُنصَر ، ولَو وَجَدَ عَلَيهِم [أيِ المُتَقَدِّمين

1.تَنَهْنَهَ : سكن ، وأصلُه الكفّ ؛ تقول : نَهنَهتُ السبع فتنَهنَهَ ؛ أي كفّ عن حركته وإقدامه ، فكأنّ الدين كان متحرّكا مضطربا فسكن وكفّ عن ذلك الاضطراب (شرح نهج البلاغة : ج۱۷ ص۱۵۲) .

2.نهج البلاغة : الكتاب ۶۲ ، الغارات : ج۱ ص۳۰۲ ـ ۳۰۶ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۶ ص۹۴ كلاهما عن جندب نحوه .

3.شرح نهج البلاغة : ج۱۱ ص۱۱۳ و ج ۲۰ ص۳۲۶ ح۷۳۵ نحوه .

4.الكافي : ج۸ ص۲۹۵ ح۴۵۴ عن زرارة ، علل الشرائع : ص ۱۴۹ ح۸ ، الأمالي للطوسي : ص۲۳۰ ح۴۰۶ كلاهما عن زرارة عن الإمام الصادق عليه السلام نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
60

إلَى الكُفرِ لَكُنّا غَيَّرنا ذلِكَ مَا استَطَعنا ! ۱

راجع : ج2 ص52 (وعي الإمام في مواجهة الفتنة) .

ب : مَخافَةُ ارتِدادِ النّاسِ

۹۹۶.الشافي عن موسى بن عبد اللّه بن الحسن :أبَت أسلَمُ أن تُبايِعَ ، وقالوا : ما كُنّا نُبايِعُ حَتّى يُبايِعَ بُرَيدَةُ ؛ لِقَولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله لِبُرَيدَةَ : عَلِيٌّ وَلِيُّكُم مِن بَعدي . فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : يا هؤُلاءِ ، إنَّ هؤُلاءِ خَيَّروني أن يَظلِموني حَقّي واُبايِعَهُم ، أوِ ارتَدَّتِ النّاسُ حَتّى بَلَغَتِ الرِّدَّةَ اُحُدا ! فَاختَرتُ أن اُظلَمَ حَقّي وإن فَعَلوا ما فَعَلوا ۲ .

۹۹۷.الطرائف عن أبي الطُّفيل عامِر بنِ واثِلَة :كُنتُ عَلَى البابِ يَومَ الشّورى ، فَارتَفَعَتِ الأَصواتُ بَينَهُم ، فَسَمِعتُ عَلِيّا عليه السلام يَقولُ : بايَعَ النّاسُ أبا بَكرٍ وأنَا وَاللّهِ أولى بِالأَمرِ مِنهُ ، وأَحَقُّ بِهِ مِنهُ ! فَسَمِعتُ وأَطَعتُ مَخافَةَ أن يَرجِعَ القَومُ كُفّارا ، ويَضرِبَ بَعضُهُم رِقابَ بَعضٍ بِالسَّيفِ . ثُمَّ بايَعَ النّاسُ أبا بَكرٍ لِعُمَرَ ، وأنَا أولى بِالأَمرِ مِنهُ ! فَسَمِعتُ وأطَعتُ مَخافَةَ أن يَرجِعَ النّاسُ كُفّارا . ثُمَّ أنتُم تُريدونَ أن تُبايِعوا عُثمانَ ! ! ۳

۹۹۸.الإمام عليّ عليه السلامـ في كِتابِهِ إلى أهلِ مِصرَ مَعَ مَالِكٍ الأَشتَرِ لَمّا ولَاهُ إمارَتَها۴ـ: أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ اللّهَ سُبحانَهُ بَعَثَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله نَذيرا لِلعالَمينَ ، ومُهَيمِنا عَلَى المُرسَلينَ ، فَلَمّا مَضى عليه السلام تَنازَعَ المُسلِمونَ الأَمرَ مِن بَعدِهِ ، فَوَاللّهِ ما كانَ يُلقى في رَوعي ولا يَخطُرُ بِبالي أنَّ العَرَبَ تُزعِجُ هذَا الأَمرَ مِن بَعدِهِ صلى الله عليه و آله عَن أهلِ بَيتِهِ ، ولا أنَّهُم مُنَحّوهُ عَنّي مِن بَعدِهِ ! فَما راعَني إلَا انثِيالُ النّاسِ عَلى فُلانٍ يُبايِعونَهُ ، فَأَمسَكتُ يَدي حَتّى رَأَيت

1.الجمل : ص۴۳۷ عن اُمّ راشد مولاة اُمّ هانئ ، الأمالي للمفيد : ص۱۵۵ ح۶ عن الحسن بن سلمة .

2.الشافي : ج۳ ص۲۴۳ ، بحار الأنوار : ج۲۸ ص۳۹۲ .

3.الطرائف : ص۴۱۱ ؛ المناقب للخوارزمي : ص۳۱۳ ح۳۱۴ ، فرائد السمطين : ج۱ ص۳۲۰ ح۲۵۱ .

4.وفي الغارات : «رسالة عليّ عليه السلام إلى أصحابه بعد مقتل محمّد بن أبي بكر» ، وهذا هو الصحيح ظاهرا .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 91616
صفحه از 600
پرینت  ارسال به