67
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2

الأَمرِ خَليقٌ ، وبِهِ حَقيقٌ ، في فَضلِكَ ، ودينِكَ ، وعِلمِكَ ، وفَهمِكَ ، وسابِقَتِكَ ، ونَسَبِكَ ، وصِهرِكَ ۱ .

۱۰۱۰.تاريخ دمشق عن ابن عبّاس :بَينا أنَا مَعَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ في بَعضِ طُرُقِ المَدينَةِ ـ يَدُهُ في يَدي ـ إذ قالَ لي : يَابنَ عَبّاسٍ ، ما أحسَبُ صاحِبَكَ إلّا مَظلوما ! !
فَقُلتُ : فَرُدَّ إلَيهِ ظُلامَتَهُ يا أميرَ المُؤمِنينَ ! !
فَانتَزَعَ يَدَهُ مِن يَدي ، ونَفَرَ مِنّي يُهَمهِمُ ، ثُمَّ وَقَفَ حَتّى لَحِقتُهُ ، فَقالَ لي : يَابنَ عَبّاسٍ ، ما أحسَبُ القَومَ إلَا استَصغَروا صاحِبَكَ ! !
قُلتُ : وَاللّهِ ، مَا استَصغَرَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حينَ أرسَلَهُ وأمَرَهُ أن يَأخُذَ بَراءَةً مِن أبي بَكرٍ فَيَقرَأَها عَلَى النّاسِ ! ! فَسَكَتَ ۲ .

۱۰۱۱.محاضرات الاُدباء عن ابن عبّاس :كُنتُ أسيرُ مَعَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ في لَيلَةٍ ، ـ وعُمَرُ عَلى بَغلٍ ، وأنَا عَلى فَرَسٍ ـ فَقَرَأَ آيَةً فيها ذِكرُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، فَقالَ : أما وَاللّهِ يا بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ! لَقَد كانَ عَلِيٌّ فيكُم أولى بِهذَا الأَمرِ مِنّي ومِن أبي بَكرٍ .
فَقُلتُ في نَفسي : لا أقالَنِي اللّهُ إن أقَلتُهُ ، فَقُلتُ : أنتَ تَقولُ ذلِكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، وأنتَ وصاحِبُكَ وَثَبتُما وَافتَرَعتُمَا ۳ الأَمرَ مِنّا دونَ النّاسِ ! !
فَقالَ : إلَيكُم يا بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ! أما إنَّكُم أصحابُ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ .
فَتَأَخَّرتُ ، وتَقَدَّمَ هُنَيهَةً ، فَقالَ : سِر ، لا سِرتُ ، وقالَ : أعِد عَلَيَّ كَلامَكَ ! فَقُلتُ :

1.الإمامة والسياسة : ج۱ ص۲۹ ، شرح نهج البلاغة : ج۶ ص۱۲ عن سعيد بن كثير الأنصاري .

2.تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۳۴۹ ، شرح نهج البلاغة : ج۱۲ ص۴۶ و ج ۶ ص۴۵ ، أخبار الدولة العبّاسيّة : ص۱۲۸ نحوه .

3.فَرَع بينهم يفرِع فَرْعاً: حجَزَ وكفَّ (تاج العروس : ج۱۱ ص۳۳۸) . وافترعوا الحديث : ابتدؤوه (تاج العروس : ج۱۱ ص۳۴۲) . وفي كتاب اليقين : «انتزعتما» بدل «افترعتما» .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
66

قالَ : اللّهُمَّ غَفرا ، إنَّ قَومَكُم كَرِهوا أن يَجتَمِعَ لَكُمُ النُّبُوَّةُ والخِلافَةُ ، فَتَذهَبوا فِي السَّماءِ شَمَخا ۱ وبَذَخا ۲ ، ولَعَلَّكُم تَقولونَ : إنَّ أبا بَكرٍ أوَّلُ مَن أَخَّرَكُم ، أما إنَّهُ لَم يَقصُد ذلِكَ ، ولكِنَ حَضَرَ أمرٌ لَم يَكُن بِحَضرَتِهِ أحزَمُ مِمّا فَعَلَ ، ولَولا رَأيُ أبي بَكرٍ فِيَّ لَجَعَلَ لَكُم مِنَ الأَمرِ نَصيبا ، ولَو فَعَلَ ما هَنَّأَكُم مَع قَومِكُم ؛ إنَّهُم يَنظُرونَ إلَيكُم نَظَرَ الثَّورِ إلى جازِرِهِ ۳ .

1 / 16 ـ 2

حَداثَةُ السِّنِّ

۱۰۰۸.شرح نهج البلاغة :رَوى أبو بَكرٍ الأَنبارِيُّ في أماليهِ أنَّ عَليّا عليه السلام جَلَسَ إلى عُمَرَ في المَسجِدِ وعِندَهُ ناسٌ ، فَلَمّا قامَ عَرَضَ واحِدٌ بِذِكرِهِ ، ونَسَبَهُ إلَى التَّيهِ وَالعُجبِ .
فَقالَ عُمَرُ : حَقٌّ لِمِثِلهِ أن يَتيهَ ! وَاللّهِ ، لَولا سَيفُهُ لَما قامَ عَمودُ الإِسلامِ ، وهُوَ بَعدُ أقضَى الاُمَّةِ ، وذو سابِقَتِها ، وذو شَرَفِها .
فَقالَ لَهُ ذلِكَ القائِلُ : فَما مَنَعَكُم يا أميرَ المُؤمِنينَ عَنهُ ؟ !
قالَ : كَرِهناهُ عَلى حَداثَةِ السِّنِّ ، وحُبِّهِ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ۴ .

۱۰۰۹.الإمامة والسياسة :قالَ أبو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ ـ بَعدَ بَيعَةِ أبي بَكرٍ ـ لِعَلِيٍّ كَرَّمَ اللّهُ وَجهَهُ : يَابنَ عَمِّ ، إنَّكَ حَديثُ السِّنِّ ، وهؤُلاءِ مَشيخَةُ قَومِكَ ، لَيسَ لَكَ مِثلُ تَجرِبَتِهِم ومَعرِفَتِهِم بِالاُمورِ ، ولا أرى أبا بَكرٍ إلّا أقوى عَلى هذَا الأَمرِ مِنكَ ، وأشَدَّ احتِمالاً وَاضطِلاعا بِهِ ، فَسَلِّم لِأَبي بَكرٍ هذَا الأَمرَ ؛ فَإنَّكَ إن تَعِش ويَطُل بِكَ بَقاءٌ فَأَنتَ لِهذَا

1.شمخَ الجبلُ : علا وارتفع وطال (تاج العروس : ج۴ ص۲۸۳) .

2.البَذَخ : الكبر ، والبَذَخ : تطاول الرجل بكلامه وافتخاره (لسان العرب : ج۳ ص۷) .

3.شرح نهج البلاغة : ج۱۲ ص۹ ؛ نثر الدرّ : ج۲ ص۲۸ نحوه .

4.شرح نهج البلاغة : ج۱۲ ص۸۲ ؛ نهج الحقّ : ص۲۵۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 91716
صفحه از 600
پرینت  ارسال به