قالَ : اللّهُمَّ غَفرا ، إنَّ قَومَكُم كَرِهوا أن يَجتَمِعَ لَكُمُ النُّبُوَّةُ والخِلافَةُ ، فَتَذهَبوا فِي السَّماءِ شَمَخا ۱ وبَذَخا ۲ ، ولَعَلَّكُم تَقولونَ : إنَّ أبا بَكرٍ أوَّلُ مَن أَخَّرَكُم ، أما إنَّهُ لَم يَقصُد ذلِكَ ، ولكِنَ حَضَرَ أمرٌ لَم يَكُن بِحَضرَتِهِ أحزَمُ مِمّا فَعَلَ ، ولَولا رَأيُ أبي بَكرٍ فِيَّ لَجَعَلَ لَكُم مِنَ الأَمرِ نَصيبا ، ولَو فَعَلَ ما هَنَّأَكُم مَع قَومِكُم ؛ إنَّهُم يَنظُرونَ إلَيكُم نَظَرَ الثَّورِ إلى جازِرِهِ ۳ .
1 / 16 ـ 2
حَداثَةُ السِّنِّ
۱۰۰۸.شرح نهج البلاغة :رَوى أبو بَكرٍ الأَنبارِيُّ في أماليهِ أنَّ عَليّا عليه السلام جَلَسَ إلى عُمَرَ في المَسجِدِ وعِندَهُ ناسٌ ، فَلَمّا قامَ عَرَضَ واحِدٌ بِذِكرِهِ ، ونَسَبَهُ إلَى التَّيهِ وَالعُجبِ .
فَقالَ عُمَرُ : حَقٌّ لِمِثِلهِ أن يَتيهَ ! وَاللّهِ ، لَولا سَيفُهُ لَما قامَ عَمودُ الإِسلامِ ، وهُوَ بَعدُ أقضَى الاُمَّةِ ، وذو سابِقَتِها ، وذو شَرَفِها .
فَقالَ لَهُ ذلِكَ القائِلُ : فَما مَنَعَكُم يا أميرَ المُؤمِنينَ عَنهُ ؟ !
قالَ : كَرِهناهُ عَلى حَداثَةِ السِّنِّ ، وحُبِّهِ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ۴ .
۱۰۰۹.الإمامة والسياسة :قالَ أبو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ ـ بَعدَ بَيعَةِ أبي بَكرٍ ـ لِعَلِيٍّ كَرَّمَ اللّهُ وَجهَهُ : يَابنَ عَمِّ ، إنَّكَ حَديثُ السِّنِّ ، وهؤُلاءِ مَشيخَةُ قَومِكَ ، لَيسَ لَكَ مِثلُ تَجرِبَتِهِم ومَعرِفَتِهِم بِالاُمورِ ، ولا أرى أبا بَكرٍ إلّا أقوى عَلى هذَا الأَمرِ مِنكَ ، وأشَدَّ احتِمالاً وَاضطِلاعا بِهِ ، فَسَلِّم لِأَبي بَكرٍ هذَا الأَمرَ ؛ فَإنَّكَ إن تَعِش ويَطُل بِكَ بَقاءٌ فَأَنتَ لِهذَا
1.شمخَ الجبلُ : علا وارتفع وطال (تاج العروس : ج۴ ص۲۸۳) .
2.البَذَخ : الكبر ، والبَذَخ : تطاول الرجل بكلامه وافتخاره (لسان العرب : ج۳ ص۷) .
3.شرح نهج البلاغة : ج۱۲ ص۹ ؛ نثر الدرّ : ج۲ ص۲۸ نحوه .
4.شرح نهج البلاغة : ج۱۲ ص۸۲ ؛ نهج الحقّ : ص۲۵۱ .