81
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2

حَيثُ كُنتُم تُسقَونَ ولا تَروَونَ ، وتَرعَونَ ولا تَشبَعونَ ، وأنتُم بِذلِكَ بَجِحونَ ۱ راضونَ فَقامَ طَلحَةُ فَخَرَجَ ۲ .

2 / 3

مَوقِفُ الإِمامِ مِن خِلافَتِهِ

۱۰۳۲.الإمام عليّ عليه السلامـ في ذِكرِ السَّقيفَةِ ومابَعدَها ـ: فَرَأَيتُ أنَّ الصَّبرَ عَلى هاتا أحجى ۳ ، فَصَبَرتُ وفِي العَينِ قَذىً ، وفِي الحَلقِ شَجا ، أرى تُراثي ۴ نَهبا ، حَتّى مَضَى الأَوَّلُ لِسَبيلِهِ ، فَأَدلى بِها إلى فُلانٍ بَعدَهُ .


شَتّانَ ما يَومِي عَلى كورِها
ويَومُ حَيّانَ أخي جابِرِ۵

فَيا عَجَبا ! ! بَينا هُوَ يَستَقيلُها في حَياتِهِ إذ عَقَدَها لِاخَرَ بَعدَ وَفاتِهِ ـ لَشَدَّ ما تَشَطَّرا ضَرعَيها ! ـ فَصَيَّرَها في حَوزَةٍ خَشناءَ يَغلُظُ كَلمُها ۶ ، ويَخشُنُ مَسُّها ، ويَكثُرُ العِثارُ فيها ، وَالاِعتِذارُ مِنها ، فَصاحِبُها كَراكِبِ الصَّعبَةِ إن أشنَقَ لَها خَرَمَ ، وَإن أسلَسَ لَها تَقَحَّم ۷

1.البَجَح : الفَرَح (تاج العروس : ج۴ ص۵).

2.شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۱۶۴ ، الطبقات الكبرى : ج۳ ص۱۹۹ ، تاريخ المدينة: ج۲ ص۶۶۷ ، تاريخ الطبري : ج۳ ص۴۲۸ و ص ۴۳۳ وفيه إلى «خير أهلك» وكُلّها نحوه .

3.أي أجدَر وأولى وأحقَّ (النهاية : ج۱ ص۳۴۸) .

4.التراث : ما يُخَلِّفه الرجل لورثته (النهاية : ج۱ ص۱۸۶) .

5.هذا البيت هو للأعشى ، وقد تمثّل به عليه السلام .

6.الكَلْم : الجَرْح (النهاية : ج۴ ص۱۹۹) .

7.قال الشريف الرضي ـ في ذيل الخطبه ـ : قوله عليه السلام : «كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم ، وإن أسلس لها تقحّم» يريد : أنّه إذا شدّد عليها في جذْب الزمام وهي تُنازعه رأسَها خرم أنفها ، وإن أرخى لها شيئا مع صعوبتها تقحّمت به فلم يملكها ، يقال : أشنَقَ الناقةَ : إذا جذَب رأسَها بالزمام فرفعه ، وشنَقَها أيضا . ذكر ذلك ابن السكّيت في «إصلاح المنطق» ، وإنّما قال : «أشنق لها» ولم يقل: «أشنقها» لأنّه جعله في مقابلة قوله: «أسلس لها» ، فكأنّه عليه السلام قال : إن رفع لها رأسها بمعنى أمسكه عليها بالزمام .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
80

أخبِرني عَن عُمَرَ . فَقالَ : إنَّهُ أفضَلُ مَن رَأيُكَ فيهِ ، إلّا أنَّ فيهِ غِلظَةً . فَقالَ أبو بَكرٍ : ذاكَ لِأَنَّهُ يَراني رَقيقا ، ولَو قَد أفضَى الأَمرُ إلَيهِ لَترَكَ كَثيرا مِمّا هوَ عَلَيهِ ، وقَد رَمَقتُهُ ؛ إذا أنَا غَضِبتُ عَلى رَجُلٍ أرانِي الرِّضى عَنهُ ، وإذا لِنتُ لَهُ أرانِي الشِّدَّةَ عَلَيهِ .
ثُمَّ دَعا عُثمانَ بنَ عَفّانَ فَقالَ : أخبِرني عَن عُمَرَ ، فَقالَ : سَريرَتُهُ خَيرٌ مِن عَلانِيَتِهِ ، ولَيسَ فينا مِثلُهُ . فَقالَ لَهُما : لا تَذكُرا مِمّا قُلتُ لَكُما شَيئا ، ولَو تَرَكتُ عُمَرَ لَما عَدَوتُكَ يا عُثمانُ ، وَالخِيَرَةُ لَكَ ألّا تَلِيَ مِن اُمورِهِم شَيئا ، ولَوَدَدتُ أنّي كُنتُ مِن اُمورِكُم خِلوا ، وكُنتُ فيمَن مَضى مِن سَلَفِكُم .
ودَخَلَ طَلحَةُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ عَلى أبي بَكرٍ فَقالَ : إنَّهُ بَلَغَني أنَّكَ يا خَليفَةَ رَسولِ اللّهِ استَخلَفتَ عَلَى النّاسِ عُمَرَ ، وقَد رَأَيتَ ما يَلقى النّاسُ مِنهُ وأنتَ مَعَهُ ، فَكَيفَ بِهِ إذا خَلا بِهِم ! وأنتَ غَدَا لاقٍ رَبَّكَ ؛ فَيَسأَلُكَ عَن رَعِيَّتِكَ .
فَقالَ أبو بَكر : أجلِسوني ، ثُمَّ قالَ : أ بِاللّهِ تُخَوِّفُني؟ ! إذا لَقيتُ رَبّي فَسَأَلَني قُلتُ : استَخلَفتُ عَلَيهِم خَيرَ أهلِكَ .
فَقالَ طَلحَةُ : أ عُمَرُ خَيرُ النّاسِ يا خَليفَةَ رَسولِ اللّهِ ؟ ! فَاشتَدَّ غَضَبُهُ وقالَ : إي وَاللّهِ ، هوَ خَيرُهُم وأنتَ شَرُّهُم ! أما وَاللّهِ لَو وَلَّيتُكَ لَجَعَلتَ أنفَكَ في قَفاكَ ، ولَرَفَعتَ نَفسَكَ فَوقَ قَدرِها ، حَتّى يَكونَ اللّهُ هوَ الَّذي يَضَعُها ! أتَيتَني وقَد دَلَكتَ عَينَكَ ؛ تُريدُ أن تَفتِنَني عَن ديني ، وتُزيلَني عَن رَأيي ! قُم ، لا أقامَ اللّهُ رِجلَيكَ ! أما وَاللّهِ لَئِن عِشتُ فُواقَ ناقَةٍ ۱ وبَلَغَني أنَّكَ غَمَصتَهُ ۲ فيها أو ذَكَرتَهُ بِسوءٍ لَاُلحِقَنَّكَ بِمَحمَضاتِ قُنَّةَ ۳ ،

1.أي قَدْرَ فُواق ناقةٍ ، وهو ما بين الحَلْبَتَين من الراحَة (النهاية : ج۳ ص۴۷۹) .

2.غَمَصَه : حَقَّرَه واستَصْغَره ولم يَرَهُ شيئا (لسان العرب : ج۷ ص۶۱) .

3.قال ابن منظور : المَحْمَض : الموضع الَّذي ترعى فيه الإبل الحَمْض . والحَمْض من النبات : كلّ نَبتٍ مالِحٍ أو حامضٍ يقوم على سُوقٍ ولا أصل له (لسان العرب : ج۷ ص۱۳۹ و ۱۳۸) . وقال ياقوت : قُنَّةُ : منزل قريب من حومانة الدرّاج في طريق المدينة من البصرة . وقُنَّةُ : جبل في ديار بني أسد متّصل بالقنان (معجم البلدان : ج۴ ص۴۰۹) . ولعلّه قَصَد موضعا بعينه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 2
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 91670
صفحه از 600
پرینت  ارسال به