حَيثُ كُنتُم تُسقَونَ ولا تَروَونَ ، وتَرعَونَ ولا تَشبَعونَ ، وأنتُم بِذلِكَ بَجِحونَ ۱ راضونَ فَقامَ طَلحَةُ فَخَرَجَ ۲ .
2 / 3
مَوقِفُ الإِمامِ مِن خِلافَتِهِ
۱۰۳۲.الإمام عليّ عليه السلامـ في ذِكرِ السَّقيفَةِ ومابَعدَها ـ: فَرَأَيتُ أنَّ الصَّبرَ عَلى هاتا أحجى ۳ ، فَصَبَرتُ وفِي العَينِ قَذىً ، وفِي الحَلقِ شَجا ، أرى تُراثي ۴ نَهبا ، حَتّى مَضَى الأَوَّلُ لِسَبيلِهِ ، فَأَدلى بِها إلى فُلانٍ بَعدَهُ .
شَتّانَ ما يَومِي عَلى كورِها
ويَومُ حَيّانَ أخي جابِرِ۵
فَيا عَجَبا ! ! بَينا هُوَ يَستَقيلُها في حَياتِهِ إذ عَقَدَها لِاخَرَ بَعدَ وَفاتِهِ ـ لَشَدَّ ما تَشَطَّرا ضَرعَيها ! ـ فَصَيَّرَها في حَوزَةٍ خَشناءَ يَغلُظُ كَلمُها ۶ ، ويَخشُنُ مَسُّها ، ويَكثُرُ العِثارُ فيها ، وَالاِعتِذارُ مِنها ، فَصاحِبُها كَراكِبِ الصَّعبَةِ إن أشنَقَ لَها خَرَمَ ، وَإن أسلَسَ لَها تَقَحَّم ۷
1.البَجَح : الفَرَح (تاج العروس : ج۴ ص۵).
2.شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۱۶۴ ، الطبقات الكبرى : ج۳ ص۱۹۹ ، تاريخ المدينة: ج۲ ص۶۶۷ ، تاريخ الطبري : ج۳ ص۴۲۸ و ص ۴۳۳ وفيه إلى «خير أهلك» وكُلّها نحوه .
3.أي أجدَر وأولى وأحقَّ (النهاية : ج۱ ص۳۴۸) .
4.التراث : ما يُخَلِّفه الرجل لورثته (النهاية : ج۱ ص۱۸۶) .
5.هذا البيت هو للأعشى ، وقد تمثّل به عليه السلام .
6.الكَلْم : الجَرْح (النهاية : ج۴ ص۱۹۹) .
7.قال الشريف الرضي ـ في ذيل الخطبه ـ : قوله عليه السلام : «كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم ، وإن أسلس لها تقحّم» يريد : أنّه إذا شدّد عليها في جذْب الزمام وهي تُنازعه رأسَها خرم أنفها ، وإن أرخى لها شيئا مع صعوبتها تقحّمت به فلم يملكها ، يقال : أشنَقَ الناقةَ : إذا جذَب رأسَها بالزمام فرفعه ، وشنَقَها أيضا . ذكر ذلك ابن السكّيت في «إصلاح المنطق» ، وإنّما قال : «أشنق لها» ولم يقل: «أشنقها» لأنّه جعله في مقابلة قوله: «أسلس لها» ، فكأنّه عليه السلام قال : إن رفع لها رأسها بمعنى أمسكه عليها بالزمام .