111
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

3 / 7

تَحذيرُ اُمِّ سَلَمَةَ عائِشَةَ عَنِ الخُروجِ

۲۱۱۳.الجمل :بَلَغَ اُمَّ سَلَمَةَ اجتِماعُ القَومِ وما خاضوا فيهِ ، فَبَكَت حَتَّى اخضَلَّ خِمارُها ، ثُمَّ دَعَت بِثِيابِها ، فَلَبِسَتها وتَخَفَّرَت ومَشَت إلى عائِشَةَ لِتَعِظَها وتَصُدَّها عَن رأيِها في مُظاهَرَةِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام بِالخِلافِ ، وتَقعُدَ بِها عَنِ الخُروجِ مَعَ القَومِ .
فَلَمّا دَخَلَت عَلَيها قالَت : إنَّكِ سُدَّةُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَينَ اُمَّتِهِ ، وحِجابُكِ مَضروبٌ عَلى حُرمَتِهِ ، وقَد جَمَعَ القُرآنُ ذَيلَكِ ؛ فَلا تَندَحيهِ ، ومَكَّنَكِ خُفرَتَكِ ؛ فَلا تُضحيها ، اللّهَ اللّهَ مِن وَراءِ هذِهِ الآيَةِ !
قَد عَلِمَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَكانَكِ ؛ فَلَو أرادَ أن يَعهَدَ إلَيكِ لَفَعَلَ ، بَل نَهاكِ عَن الفَرطَةِ فِي البِلادِ .
إنَّ عَمودَ الدّينِ لا يُقامُ بِالنِّساءِ إن مالَ ، ولا يُرأَبُ بِهِنَّ إن صُدِعَ ، حُمادَياتُ النِّساءِ : غَضُّ الأَطرافِ ، وخَفُّ الأعطافِ ، وقَصرُ الوَهازَةِ ، وضَمُّ الذُّيولِ .
ما كُنتِ قائِلَةً لَو أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله عارَضَكِ بِبَعضِ الفَلَواتِ ، ناصَّةً قَلوصا مِن مَنهَلٍ إلى آخَرَ ! قَد هَتَكتِ صَداقَتَهُ ، وتَرَكتِ حُرمَتَهُ وعُهدَتَهُ ؟! إنَّ بِعَينِ اللّهِ مَهواكِ ، وعَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ترِدينَ .
وَاللّهِ لَو سِرتُ مَسيرَكِ هذا ثُمَّ قيلَ لي : اُدخُلِي الفِردَوسَ ، لَاستَحيَيتُ أن ألقى مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله هاتِكَةً حِجابا قَد سَتَرَهُ عَلَيَّ . اِجعَلي حِصنَكِ بَيتَكِ ، وقاعَةَ البَيتِ قَبرَكِ ، حَتّى تَلقَينَهُ ، وأَنتِ عَلى ذلِكَ أطوَعُ ما تَكونينَ للّهِِ ما لَزِمتيهِ ۱ ، وأَنصَرُ ما تَكونينَ لِلدِّينِ ما جَلَستِ عَنهُ .

1.في المصدر: «لزمته» بدل «ما لزمتيه»، والصواب ما أثبتناه كما في الاحتجاج.


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
110

۲۱۱۱.الفتوح :شاوَروا فِي المَسيرِ فَقالَ الزُّبَيرُ : عَلَيكُم بِالشّامِ ! فيهَا الرِّجالُ والأَموالُ ، وبِها مُعاوِيَةُ ؛ وهُوَ عَدُوٌّ لِعَلِيٍّ .
فَقالَ الوَليدُ بنُ عُقبَةَ : لا وَاللّهِ ما في أيديكُم مِنَ الشّامِ قَليلٌ ولا كَثيرٌ ! وذلِكَ أنَّ عُثمانَ بنَ عَفّانٍ قَد كانَ استَعانَ بِمُعاوِيَةَ لِيَنصُرَهُ وقَد حوصِرَ ، فَلَم يَفعَل وتَرَبَّصَ حَتّى قُتِلَ ، لِذلِكَ يَتَخَلَّصُ لَهُ الشّامُ ، أفَتَطمَعُ أن يُسَلِّمَها ۱ إلَيكُم ؟ مَهلاً عَن ذِكرِ الشّامِ وعَلَيكُم بِغَيرِها ۲ .

۲۱۱۲.تاريخ الطبري :ثُمَّ ظَهَرا ـ يَعني طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ ـ إلى مَكَّةَ بَعدَ قَتلِ عُثمانَ بِأَربَعَةِ أشهُرٍ وَابنُ عامِرٍ بِها يَجُرُّ الدُّنيا ، وقَدِمَ يَعلَى بنُ اُمَيَّةَ مَعَهُ بِمالٍ كَثيرٍ ، وزِيادَةٍ عَلى أربَعِمِئَةِ بَعيرٍ ، فَاجتَمَعوا في بَيتِ عائِشَةَ ، فَأَرادُوا الرَّأيَ ، فَقالوا : نَسيرُ إلى عَلِيٍّ فَنُقاتِلُهُ .
فَقالَ بَعضُهُم : لَيسَ لَكُم طاقَةٌ بِأَهلِ المَدينَةِ ، ولكِنّا نَسيرُ حَتّى نَدخُلَ البَصرَةَ وَالكوفَةَ ، ولِطَلحَةَ بِالكوفَةِ شيعَةٌ وهَوىً ، ولِلزُّبَيرِ بِالبَصرَةِ هَوىً ومَعونَةٌ .
فَاجتَمَعَ رَأيُهُم عَلى أن يَسيروا إلَى البَصرَةِ وإلَى الكوفَةِ . فَأَعطاهُم عَبدُ اللّهِ بنُ عامِرٍ مالاً كَثيرا وإِ بِلاً ، فَخَرَجوا في سَبعِمِئَةِ رَجُلٍ مِن أهلِ المَدينَةِ ومَكَّةَ ، ولَحِقَهُمُ النّاسُ حَتّى كانوا ثَلاثَةَ آلافِ رَجُلٍ ۳ .

1.في المصدر : «أسلمها» ، والصحيح ما أثبتناه كما يقتضيه السياق .

2.الفتوح : ج۲ ص۴۵۳ .

3.تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۵۲ ، أنساب الأشراف : ج۳ ص۲۱ نحوه وزاد فيه «قالوا : فنسير إلى الشام فيه الرجال والأموال وأهل الشام شيعة لعثمان ، فنطلب بدمه ونجد على ذلك أعوانا وأنصارا ومشايعين . فقال قائل منهم : هناك معاوية وهو والي الشام والمطاع به ، ولن تنالوا ما تريدون ، وهو أولى منكم بما تحاولون لأنّه ابن عمّ الرجل» بعد «بأهل المدينة» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 101108
صفحه از 670
پرینت  ارسال به