115
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

3 / 11

اِستِرجاعُ عائِشَةَ لَمّا وَصَلَت إلى ماءِ الحَوأَبِ

۲۱۲۰.تاريخ اليعقوبي :مَرَّ القَومُ فِي اللَّيلِ بِماءٍ يُقالُ لَهُ : ماءَ الحَوأَبِ ۱ ، فَنَبَحَتهُم كِلابُهُ ، فَقالَت عائِشَةُ : ما هذَا الماءُ ؟ قالَ بَعضُهُم : ماءُ الحَوأَبِ .
قالَت : إنّا للّهِِ وإِنّا إلَيهِ راجِعونَ ! رُدّوني رُدّوني ! هذَا الماءُ الَّذي قالَ لي رَسولُ اللّهِ : «لا تَكونِي الَّتي تَنبَحُكِ كِلابُ الحَوأَبِ» .
فَأَتاهَا القَومُ بِأَربَعينَ رَجُلاً ، فَأَقسَموا بِاللّهِ أنَّهُ لَيسَ بِماءِ الحَوأَبِ!! ۲

۲۱۲۱.شرح نهج البلاغة عن ابن عبّاس وعامر الشعبي وحبيب بن عمير :لَمّا خَرَجَت عائِشَةُ وطَلَحَةُ وَالزُّبَيرُ مِن مَكَّةَ إلَى البَصرَةِ ، طَرَقَت ماءَ الحَوأَبِ ـ وهُوَ ماءٌ لِبَني عامِرِ بنِ صَعصَعَةَ ـ فَنَبَحَتهُمُ الكِلابُ ، فَنَفَرَت صِعابُ إبِلِهِم .
فَقالَ قائِلٌ مِنهُم : لَعَنَ اللّهُ الحَوأَبَ ؛ فَما أكثَرَ كِلابَها ! فَلَمّا سَمِعَت عائِشَةُ ذِكرَ الحَوأَبِ ، قالَت : أ هذا ماءُ الحَوأَبِ ؟ قالوا : نَعَم ، فَقالَت : رُدّوني رُدّوني ، فَسَأَلوها ما شَأنُها ؟ ما بَدا لَها ؟
فَقالَت : إنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «كَأَنّي بِكِلابِ ماءٍ يُدعَى الحَوأَبَ ، قَد نَبَحَت بَعضَ نِسائي» ثُمَّ قالَ لي : «إيّاكِ يا حُميراءُ أن تَكونيها !» .
فَقالَ لَهَا الزُّبَيرُ : مَهلاً يَرحَمُكِ اللّهُ ؛ فَإِنّا قَد جُزنا ماءَ الحَوأَبِ بِفَراسِخَ كَثيرَةٍ . فَقالَت : أ عِندَكَ مَن يَشهَدُ بِأَنَّ هذِهِ الكِلابَ النابِحَةَ لَيسَت عَلى ماءِ الحَوأَبِ ؟
فَلَفَّقَ لَهَا الزُّبَيرُ وطَلحَةُ خَمسينَ أعرابِيّا جَعَلا لَهُم جُعلاً ، فَحَلَفوا لَها ، وشَهِدوا أن

1.الحَوْأَب : موضع في طريق البصرة من جهة مكّة ، وقيل : موضع بئر نبحت كلابه على عائشة عند مقبلها إلى البصرة (معجم البلدان : ج۲ ص۳۱۴) .

2.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۸۱ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
114

ويَقولُ : مَن كانَ يُريدُ المَسيرَ فَليَسِر ؛ فَإِنَّ اُمَّ المُؤمِنينَ سائِرَةٌ إلَى البَصرَةِ تَطلُبُ بِدَمِ عُثمانَ بنِ عَفّانَ المَظلومِ ۱ .

۲۱۱۸.تاريخ الطبري عن محمّد وطلحة :نادَى المُنادي : إنَّ اُمَّ المُؤمِنينَ وطَلحَةَ وَالزُّبَيرَ شاخِصونَ إلَى البَصرَةِ ، فَمَن كانَ يُريدُ إعزازَ الإِسلامِ ، وقِتالَ المُحِلّينَ ، وَالطَّلَبَ بِثَأرِ عُثمانَ، ولَم يَكُن ۲ عِندَهُ مَركَبٌ ، ولَم يَكُن لَهُ جَهازٌ ؛ فَهذا جَهازٌ ، وهذِهِ نَفَقَةٌ ۳ .

3 / 10

اِستِرجاعُ عائِشَةَ لَمّا سَمِعَت بِاسمِ جَمَلِها

۲۱۱۹.شرح نهج البلاغة :لَمّا عَزَمَت عائِشَةُ عَلَى الخُروجِ إلَى البَصرَةِ طَلَبوا لَها بَعيرا أيِّدا ۴ يَحمِلُ هَودَجَها ، فَجاءَهُم يَعلَى بنَ اُمَيَّةَ بِبَعيرِهِ المُسَمّى عَسكَرا ؛ وكانَ عَظيمَ الخَلقِ شَديدا ، فَلَمّا رَأَتهُ أعجَبَها ، وأنشَأَ الجَمّالُ يُحَدِّثُها بِقُوَّتِهِ وشِدَّتِهِ ، ويَقولُ في أثناءِ كَلامِهِ : عَسكَرٌ . فَلَمّا سَمِعَت هذِهِ اللَّفظَةَ استَرجَعَت وقالَت : رُدّوهُ لا حاجَةَ لي فيهِ ، وذَكَرَت حَيثُ سُئِلَت أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذَكَرَ لَها هذَا الاِسمَ ، ونَهاها عَن رُكوبِهِ ، وأمَرَت أن يُطلَبَ لَها غَيرُهُ ، فَلَم يوجَد لَها ما يُشبِهُهُ ، فَغُيِّرَ لَها بِجِلالٍ ۵ غَيرَ جِلالِهِ وقيلَ لَها : قَد أصَبنا لَكِ أعظَمَ مِنهُ خَلقا ، وأَشَدَّ قُوَّةً ، واُتِيَت بِهِ فَرَضِيَت ۶ .

1.الجمل : ص۲۳۳ وراجع شرح الأخبار : ج۱ ص۴۰۱ ح۳۵۱ .

2.في المصدر : «ومن لم يكن» ، والصواب ما أثبتناه كما يقتضيه السياق، وفي الكامل: «وليس له مركب...».

3.تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۵۱ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۱۴ .

4.أيِّد : أي قويّ (النهاية : ج۱ ص۸۴) .

5.جِلال كلّ شيء : غطاؤه (لسان العرب : ج۱۱ ص۱۱۸) .

6.شرح نهج البلاغة : ج۶ ص۲۲۴ ؛ بحار الأنوار : ج۳۲ ص۱۳۸ ح۱۱۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 100889
صفحه از 670
پرینت  ارسال به