125
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

لَعَلى أنفُسِهِم ، يَرتَضِعونَ اُمّا قَد فَطَمَت ، ويُحيونَ بِدعَةً قَد اُميتَت .
يا خَيبَةَ الدّاعي ! مَن دَعا ! وإلامَ اُجيبَ ! وإنّي لَراضٍ بِحُجَّةِ اللّهِ عَلَيهِم ، وعِلمِهِ فيهِم . فَإِن أبَوا أعطَيتُهُم حَدَّ السَّيفِ، وكَفى بِهِ شافِيا مِنَ الباطِلِ ، وناصِرا لِلحَقِّ .
ومِنَ العَجَبِ بَعثُهُم إلَيَّ أن أبرُزَ لِلطِّعانِ ! وأن أصبِرَ لِلجِلادِ ! هَبِلَتهُمُ الهَبولُ ! لَقَد كُنتُ وما اُهَدَّدُ بِالحَربِ ، ولا اُرَهَّبُ بِالضَّربِ ! وإنّي لَعَلى يَقينٍ مِن رَبّي ، وغَيرِ شُبهَةٍ مِن ديني ۱ .

۲۱۳۰.عنه عليه السلامـ في خُطبَتِهِ حينَ نُهوضِهِ إلَى الجَمَلِ ـ: إنّي بُليتُ بِأَربَعَةٍ : أدهَى النّاسِ وأَسخاهُم ؛ طَلحَةَ ، وأشَجَعِ النّاسِ ؛ الزُّبَيرِ ، وأطوَعِ النّاسِ فِي النّاس ؛ عائِشَةَ ، وأُسرَعِ النّاسِ إلى فِتنَةٍ ؛ يَعلَى بنِ اُمَيَّةَ .
وَاللّهِ ، ما أنكَروا عَلَيَّ شَيئا مُنكرا ، ولَا استَأثَرتُ بِمالٍ ، ولا مِلتُ بِهَوىً ، وإنَّهُم لَيَطلُبونَ حَقّا تَرَكوهُ ، ودَما سَفَكوهُ ، ولَقَد وَلوهُ دوني ، وإن كُنتُ شَريكَهُم فِي الإِنكارِ لِما أنكَروهُ .
وما تَبِعَةُ عُثمانَ إلّا عِندَهُم ، وإنَّهُم لَهُمُ الفِئَةُ الباغِيَةُ ؛ بايَعوني ونَكَثوا بَيعَتي ، ومَا استَأنَوا بي حَتّى يَعرِفوا جَوري مِن عَدلي ، وإنّي لَراضٍ بِحُجَّةِ اللّهِ عَلَيهِم ، وعلِمِهِ فيهِم ، وإِنّي مَعَ هذا لَداعيهِم ومُعذِرٌ إلَيهِم ؛ فَإِن قَبِلوا فَالتَّوبَةُ مَقبولَةٌ ، وَالحَقُّ أولى ما انصُرِفَ إلَيهِ ، وإن أبَوا أعطَيتُهُم حَدَّ السَّيفِ ، وكَفى بِهِ شافِيا مِن باطِلٍ وناصِرا ۲ .

2131.عنه عليه السلامـ مِن كَلامٍ لَهُ في مَعنى 3 طَلحَةَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ حينَ بَلَغَهُ خُروجَ طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ إلَى

1.نهج البلاغة : الخطبة ۲۲ ، عيون الحكم والمواعظ : ص۱۱۰ ح۲۴۰۱ وفيه إلى «لعلى أنفسهم» ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۵۳ ح۳۹ وراجع جواهر المطالب : ج۱ ص۳۲۴ .

2.الاستيعاب : ج۲ ص۳۱۸ ح۱۲۸۹ عن صالح بن كيسان وعبد الملك بن نوفل بن مساحق والشعبي وابن أبي ليلى ، اُسد الغابة : ج۳ ص۸۷ ح۲۶۲۷ .

3.معنى كلّ شيء : مِحْنته وحالُه التي يصير إليها أمرُه (لسان العرب : ج۱۵ ص۱۰۶) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
124

دِماءِ أهلِ القِبلَةِ .
ثُمَّ رَفَعَ يَدَيهِ إلَى السَّماءِ فَقالَ : اللّهُمَّ إنَّ هذَينِ الرَّجُلَين قَد بَغَيا عَلَيَّ ، ونَكَثا عَهدي ، ونَقَضا عَقدي ، وشَقّاني بِغَيرِ حَقٍّ مِنهُما كانَ في ذلِكَ ، اللّهُمَّ خُذهُما بِظُلمِهِما لي ، وأَظفِرني بِهِما ، وَانصُرني عَلَيهِما» ۱ .

۲۱۲۸.الإمام عليّ عليه السلامـ لَمّا اُشيرَ عَلَيهِ بِأَلّا يَتَّبِعَ طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ ولا يَرصُدَ لَهُمَا القِتالَ ـ: وَاللّهِ لا أكونُ كَالضَّبُعِ ؛ تَنامُ عَلى طولِ اللَّدمِ ۲ حَتّى يَصِلَ إلَيها طالِبُها ، ويَختِلَها راصِدُها ، ولكِنّي أضرِبُ بِالمُقبِلِ إلَى الحَقِّ المُدبِرَ عَنهُ ، وبِالسّامِعِ المُطيعِ العاصِيَ المُريبَ أبدا حَتّى يَأتيَ عَلَيَّ يَومي . فَوَاللّهِ ما زِلتُ مَدفوعا عَن حَقّي مُستَأثَرا عَلَيَّ مُنذُ قَبَضَ اللّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه و آله حَتّى يَومِ النّاسِ هذا ۳ .

4 / 2

خُطبَةُ الإِمامِ لَمّا بَلَغَهُ خَبَرُ النّاكِثينَ

۲۱۲۹.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن خُطبَةٍ لَهُ حينَ بَلَغَهُ خَبَرُ النّاكِثينَ بِبَيعَتِهِ ـ: ألا وإِنَّ الشَّيطانَ قَد ذَمَّرَ حِزبَهُ ۴ ، وَاستَجلَبَ جَلَبَهُ ؛ لِيَعودَ الجَورُ إلى أوطانِهِ ، ويَرجِعَ الباطِلُ إلى نِصابِهِ ، وَاللّهِ ما أنكَروا عَلَيَّ مُنكَرا ، ولا جَعَلوا بَيني وبَينَهُم نَصِفا .
وإِنَّهُم لَيَطلُبونَ حَقّا هُم تَرَكوهُ ، ودَما هُم سَفَكوهُ ؛ فَلَئِن كُنتُ شَريكَهُم فيهِ ؛ فَإِنَّ لَهُم لَنَصيبَهُم مِنهُ ، ولَئِن كانوا وَلوهُ دوني ، فَمَا التَّبِعَةُ إلّا عِندَهُم ، وإنَّ أعظَمَ حُجَّتِهِم

1.الجمل : ص۲۳۹ .

2.أي ضَرْب جُحرها بحجر ، إذا أرادوا صَيْد الضَّبُع ضربوا جُحْرها بحَجر ، أو بأيديهم ، فتحسبُه شيئا تصيده ، فتخرج لتأخذه ، فتُصطاد (النهاية : ج۴ ص۲۴۶) .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۶ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۱۳۵ ح۱۱۰ .

4.أي : حضّهم وشجّعهم (النهاية : ج۲ ص۱۶۷) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99034
صفحه از 670
پرینت  ارسال به