127
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

جَهلُهُ وعِلمُهُ مَعَهُ لا يَنفَعُهُ . وَاللّهِ لَيَنَبَحَنَّها كِلابُ الحَوأَبِ ، فَهَل يَعتَبِرُ مُعتَبِرٌ أو يَتَفَكَّرُ مُتَفَكِّرٌ ؟!
ثُمَّ قالَ : قَد قامَتِ الفِئَةُ الباغِيَةُ ؛ فَأَينَ المُحسِنونَ ؟ ۱

4 / 3

خُروجُ الإِمامِ مِنَ المَدينَةِ

۲۱۳۳.المستدرك على الصحيحين عن أبي الأسود الدؤلي عن الإمام عليّ عليه السلام :أتاني عَبدُ اللّهِ بنُ سَلامٍ وقَد وَضَعتُ رِجلي فِي الغَرزِ ۲ وأنَا اُريدُ العِراق، فَقالَ : لا تَأتِ ۳ العِراقَ ؛ فَإنَّكَ إن أتَيتَهُ أصابَكَ بِهِ ذُبابُ ۴ السَّيفِ . قالَ عَلِيٌّ : وَايمُ اللّهِ ، لَقَد قالَها لي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَبلَكَ . قالَ أبُو الأَسودِ : فَقُلتُ في نَفسي: ، يا اَللّهُ ، ما رَأَيتُ كَاليَومِ رَجُلاً مُحارِبا ۵ يُحَدِّثُ النّاسَ بِمِثلِ هذا ۶ .

۲۱۳۴.تاريخ الطبري :بَلَغَ عَلِيّا الخَبَرُ ـ وهُوَ بِالمَدينَةِ ـ بِاجتِماعِهِم عَلَى الخُروجِ إلَى البَصرَةِ ، وبِالَّذِي اجتَمَعَ عَلَيهِ مَلَؤُهُم ؛ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ وعائِشَةُ ومَن تَبِعَهُم ، وبَلَغَهُ قَولُ عائِشَةَ ، وخَرَجَ عَلِيٌّ يُبادِرُهُم في تَعبِيَتِهِ الَّتي كانَ تَعَبّى بِها إلَى الشّامِ ، وخَرَجَ مَعَهُ مَن نَشِطَ مِنَ الكوفِيّينَ وَالبَصرِيّينَ مُتَخَفِّفينَ في سَبعِمِئَةِ رَجُلٍ ، وهُوَ يَرجو أن يُدرِكَهُم ، فَيَحولَ بَينَهُم وبَينَ الخُروجِ ، فَلَقِيَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ سَلامٍ فَأَخَذَ بِعِنانِهِ وقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ لا

1.الإرشاد : ج۱ ص۲۴۶ ، الكافئة : ص۱۹ ح۱۹ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۱۱۳ ح۸۸ ؛ المعيار والموازنة : ص۵۳ .

2.الغَرْز : رِكاب كور الجملِ إذا كان من جلد أو خشب (النهاية : ج۳ ص۳۵۹) .

3.في المصدر : «تأتي» ، والصحيح ما أثبتناه .

4.ذُبابُ السَّيف: حَدُّ طَرفِه الذي بين شَفرَتَيه (لسان العرب: ج۱ ص۳۸۳).

5.في المصدر: «رجلٌ محاربٌ»، والصواب ماأثبتناه كما في المصادر الاُخرى.

6.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۱۵۱ ح۴۶۷۸ ، صحيح ابن حبّان : ج۱۵ ص۱۲۷ ح۶۷۳۳ ، مسند أبي يعلى : ج۱ ص۲۵۹ ح۴۸۷ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
126

البَصرَةِ لِقِتالِهِ ـ: قَد كُنتُ وما اُهَدَّدُ بِالحَربِ ، ولا اُرَهَّبُ بِالضَّربِ ، وأَنَا عَلى ما قَد وَعَدَني رَبّي مِنَ النَّصرِ ، وَاللّهِ مَا استَعجَلَ مُتَجَرِّدا لِلطَّلَبِ بِدَمِ عُثمانَ إلّا خَوفا مِن أن يُطالَبَ بِدَمِهِ ؛ لاِنَّهُ مَظِنَّتُهُ ، ولَم يَكُن فِي القَومِ أحرَصُ عَلَيهِ مِنهُ ، فَأَرادَ أن يُغالِطَ بِما أجلَبَ فيهِ ؛ لِيَلتَبِسَ الأَمرُ ، ويَقَعَ الشَّكُّ .
ووَاللّهِ ما صَنَعَ في أمرِ عُثمانَ واحِدَةً مِن ثَلاثٍ : لَئِن كانَ ابنُ عَفّانَ ظالِما ـ كَما كانَ يَزعُمُ ـ لَقَد كانَ يَنبَغي لَهُ أن يُوازِرَ قاتِليهِ ، وأَن يُنابِذَ ناصِريهِ . ولَئِن كانَ مَظلوما لَقَد كانَ يَنبَغي لَهُ أن يَكونَ مِنَ المُنَهنِهينَ 1 عَنهُ ، وَالمُعَذِّرينَ فيهِ. ولَئِن كانَ في شَكٍّ مِنَ الخَصلَتَينِ ، لَقَد كانَ يَنبَغي لَهُ أن يَعتَزِلَهُ ويَركُدَ جانِبا ، ويَدَعَ النّاسَ مَعَهُ . فَما فَعَلَ واحِدَةً مِنَ الثَّلاثِ ، وجاءَ بِأَمرٍ لَم يُعرَف بابُهُ ، ولَم تَسلَم مَعاذيرُهُ! 2

۲۱۳۲.الإرشاد :ولَمَّا اتَّصَلَ بِهِ مَسيرُ عائِشَةَ وطَلحَةَ وَالزُّبَيرِ إلَى البَصرَةِ مِن مَكَّةَ، حَمِدَ اللّهَ وأثَنى عَلَيهِ ثُمَّ قالَ : قَد سارَت عائِشَةُ وطَلحَةُ وَالزُّبَيرُ ؛ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما يَدَّعِي الخِلافَةَ دونَ صاحِبِهِ ، لا يَدَّعي طَلحَةُ الخِلافَةَ إلّا أنَّهُ ابنُ عَمِّ عائِشَةَ ، ولا يَدَّعيهَا الزُّبَيرُ إلّا أنَّهُ صِهرُ أبيها ، وَاللّهِ لَئِن ظَفِرا بِما يُريدانِ لَيَضرِبَنَّ الزُّبَيرُ عُنُقَ طَلحَةَ ، ولَيَضرِبَنَّ طَلحَةُ عُنُقَ الزُّبَيرِ ، يُنازِعُ هذا عَلى المُلكِ هذا !
وقَد ـ وَاللّهِ ـ عَلِمَت أنَّهَا الرّاكِبَةُ الجَمَلَ ، لا تَحُلُّ عُقدَةً ، ولا تَسيرُ عَقَبةً ، ولا تَنزِلُ مَنزِلاً إلّا إلى مَعصِيَةٍ ؛ حَتّى تورِدُ نَفسَها ومَن مَعَها مَورِدا يُقتَلُ ثُلُثُهُم ، ويَهرُبُ ثُلُثُهُم ، ويَرجِعُ ثُلُثُهُم .
وَاللّهِ إنَّ طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ لَيَعلَمانِ أنَّهُما مُخطِئانِ وما يَجهَلانِ ، ولَرُبَّ ۳ عالِمٍ قَتَلَه

1.نهنههُ عنه : منعه وكفّه عن الوصول إليه (النهاية : ج۵ ص۱۳۹) .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۷۴ ، الأمالي للطوسي : ص۱۶۹ ح۲۸۴ نحوه .

3.في الطبعة المعتمدة للمصدر: «ولربّما»، والتصويب من بعض النسخ الخطيّة للمصدر.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 98987
صفحه از 670
پرینت  ارسال به