13
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

عمّا سيحدث لهذه الاُمّة في المستقبل ؛ لأنّ دينه يتّصف بالخلود ، وهو لكلّ زمان ومكان . فكان يخبر بتلك المواجهات ، ويعرّف الناس بمُوقدي نار الفتنة ـ كما مرّ ـ فذكرهم في عِداد أهل الباطل ، وعرّفهم ، على أنّهم شرذمة فتنة ، وفئة باغية ، وقال صلى الله عليه و آله : «يا عَلِيُّ، سَتُقاتِلُكَ الفِئَةُ الباغِيَةُ وأنتَ عَلَى الحَقِّ ، فَمَن لَم يَنصُركَ يَومَئِذٍ فَلَيسَ مِنّي» ۱ .
ومن جانب آخر ، فقد صرّح صلى الله عليه و آله للجميع بأحقّية الإمام عليه السلام في حروبه ، واستقامته فيها ، بعد أن كان يُطري على شخصيّة الإمام ، ويؤكّد أنّه مع الحقّ والحقّ معه دائما ۲ ، فقال صلى الله عليه و آله : «أنتَ . . . تُقاتِلُ عَن سُنَّتي» ۳ ، وقال : «حَربُ عَلِيٍّ حَربُ اللّهِ» ۴ ، وقال : «حَربُكَ حَربي» ۵ ، أو : «حَربُكَ حَربي ، وسِلمُكَ سِلمي» ۶ ، إلى غيرها من الأحاديث .
وبهذا كلّه أفصح رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن مقام الإمام الإلهيّ ؛ لتستبين في المستقبل حقائق الأشخاص والأعمال ، وتتجلّى صفة الحقّ والباطل .
وبعد هذه النظرة المقتضبة سنكون مع إضمامة من الأخبار والأسانيد التي تتكفّل بإضاءة ما أوردناه .

1.تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۴۷۳ ح۹۰۴۴ ، كنز العمّال : ج۱۱ ص۶۱۳ ح۳۲۹۷۰ .

2.تاريخ بغداد : ج۱۴ ص۳۲۱ ح۷۶۴۳ ، تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۴۴۹ ح۹۲۰۵ . راجع : ج ۱ ص ۴۹۹ (عليّ مع الحقّ) .

3.مسند أبي يعلى : ج۱ ص۲۷۱ ح۵۲۴ ، المناقب للخوارزمي : ص۱۲۹ ح۱۴۳ ، ينابيع المودّة : ج۱ ص۳۷۴ ح۳ ، كنز العمّال : ج۱ ص۱۳ ح۳۷۴ ؛ كنز الفوائد : ج۲ ص۱۷۹ ، شرح الأخبار : ج۱ ص۱۱۳ ح۳۵ ، كتاب سليم بن قيس : ج۲ ص۵۶۹ ح۲ و ص۷۶۹ ح۲۵ ، المناقب للكوفي : ج۱ ص۳۵۱ ح۲۷۸ .

4.الخصال : ص۴۹۶ ح۵ ، الأمالي للصدوق : ص۱۴۹ ح۱۴۶ و ص۸۵ ح۵۲ ، بشارة المصطفى : ص۲۰ .

5.المناقب لابن المغازلي : ص۵۰ ح۷۳ ؛ تفسير فرات : ص۲۶۶ ح۳۶۰ .

6.الأمالي للطوسي : ص۳۶۴ ح۷۶۳ ، كنز الفوائد : ج۲ ص۱۷۹ ، شرح الأخبار : ج۲ ص۱۰۲ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۲۱۷ ؛ المناقب للخوارزمي : ص۱۲۹ ح۱۴۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
12

النَّهرَوانِ !» ۱ .
وقال : «إنّي فَقَأتُ عَينَ الفِتنَةِ ، ولَم يَكُن لِيَجتَرِئَ عَلَيها أحَدٌ غَيري ، بَعدَ أن ماجَ غَيهَبُها ۲ ، وَاشتَدَّ كَلَبُها ۳ » ۴ .
تُرى ! من كان قادرا على إبصار ذلك السحاب المركوم من الأفكار الفاسدة ، والجهل المطبق ، والشرك المعقّد ، في ظلّ العناوين البرّاقة الخادعة ؛ كعنوان : الصحابة ، وعنوان السابقين ، ووجوه المتنسّكين الجهلة المتحجّرين أصحاب الجباه التي أثفنها السجود ؟ ! ومن كان متمكّنا من الأمر بقمع هؤلاء وإبادتهم ؟ !
أجل ، كان عمل عليّ عليه السلام عملاً عسيرا ، وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يرى ذلك كلّه في مرآة الزمن ، فأشار إليه مرارا ، وقال مخاطبا الإمام : «تُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ كَما قاتَلتُ عَلَى التَّنزيلِ» ، وقال : «إنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ أخي ووَصِيّي ، يُقاتِلُ بَعدي عَلى تأويلِ القُرآنِ كَما قاتَلتُ عَلى تَنزيلِهِ» .وأكثر من ذلك أنّه صلى الله عليه و آله كشف هويّة مُسعّري الحروب ضدّ الإمام ، فقال : «هذا وَاللّهِ قاتِلُ القاسِطينَ وَالنّاكِثينَ والمارِقينَ بَعدي» .
من هنا كان بعض الصحابة يتحدّثون عن هذه الحقيقة قبل أن تُقبل الخلافة على الإمام عليه السلام ۵ .
وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله مكلّفا برسالة إبلاغ الدين ، كما كان على عاتقه مهمّة الكشف

1.الغارات : ج۱ ص۷ و ص۱۶ ، تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۹۳ ، كتاب سليم بن قيس : ج۲ ص۸۷۰ ح۴۸ نحوه ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۳۶۶ ح۵۵۹ ؛ خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص۳۲۴ ح۱۸۸ ، كنز العمّال : ج۱۱ ص۲۹۸ ح۳۱۵۶۵ .

2.الغَيهَب : الظُّلمة (لسان العرب : ج۱ ص۶۵۳) .

3.الكَلَب : داء يعرض للإنسان من عضّ الكَلْب الكَلِب ، فيصيبُه شبه الجنون فلا يَعضّ أحدا إلّا كَلِبَ ، ويمتنع من شرب الماء حتى يموت عطشا (لسان العرب : ج۱ ص۷۲۳) .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۹۳ ، الغارات : ج۱ ص۶ ، تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۹۳ ، بحار الأنوار : ج۴۱ ص۳۴۸ ح۶۱ ؛ ينابيع المودّة : ج۳ ص۴۳۳ ح۳ .

5.راجع : ص ۱۹ (إخبار النبيّ بالفتن بعده) و ص ۲۵ (أمر النبيّ بقتال المفتونين) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 99463
صفحه از 670
پرینت  ارسال به