آخِرِهِ :
فَحَسبي بِكُم إخواناً ، ولِلدّينِ أنصارا، فـ ـ «انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَـهِدُواْ بِأَمْوَ لِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ذَ لِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ»۱ ... .
قالَ : لَمّا قَدِمَ مُحَمَّدُ بنُ جَعفَرٍ ، ومَحَمَّدُ بنُ أبي بَكرٍ الكوفَةَ استَنفَرَا النّاسَ ، فَدَخَلَ قَومٌ مِنهُم عَلى أبي موسى لَيلاً فَقالوا لَهُ : أشِر عَلَينا بِرَأيِكَ فِي الخُروجِ مَعَ هذَينِ الرَّجُلَينِ إلى عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقالَ : أمّا سَبيلُ الآخِرَةِ فَالزَموا بُيوتَكُم ، وأمّا سَبيلُ الدُّنيا فَاشخَصوا مَعَهُما ! فَمَنَعَ بِذلِكَ أهلَ الكوفَةِ مِنَ الخُروجِ . وبَلَغَ ذلِكَ المُحَمَّدَينِ ، فَأَغلَظا لِأَبي موسى ، فَقالَ أبو موسى : وَاللّهِ إنَّ بَيعَةَ عُثمانَ لَفي عُنُقِ عَلِيٍّ وعُنُقي وأعناقِكُما ، ولَو أرَدنا قِتالاً ما كُنّا لِنَبدَأَ بَأَحَدٍ قَبلَ قَتَلَةِ عُثمانَ . فَخَرجا مِن عِندِهِ ، فَلَحِقا بِعَلِيٍّ عليه السلام فَأَخبَراهُ الخَبَرَ ۲ .
5 / 2
بَعثُ الإمامِ هاشِمَ بنَ عُتبَةَ إلى أبي موسى لِيَستَنفِرَ النّاسَ
۲۱۴۸.تاريخ الطبري عن أبي ليلى :خَرَجَ هاشِمُ بنُ عُتبَةَ إلى عَلِيٍّ بِالرَّبَذَةِ ، فَأَخبَرَهُ بِقُدومِ مُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ وقَولِ أبي موسى ، فَقالَ : لَقد أرَدتُ عَزلَهُ وسَأَلنِي الأَشتَرُ أن اُقِرَّهُ . فَرَدَّ عَلِيٌّ هاشِما إلَى الكوفَةِ وكَتَبَ إلى أبي موسى :
إنّي وَجَّهتُ هاشِمَ بنَ عُتبَةَ لِيُنهِضَ مَن قِبَلَكَ مِنَ المُسلِمينَ إلَيَّ ، فَأَشخِصِ النّاسَ ؛ فَإِنّي لَم اُوَلِّكَ الَّذي أنتَ بِهِ إلّا لِتَكونَ مِن أعواني عَلَى الحَقِّ .