137
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3

آخِرِهِ :
فَحَسبي بِكُم إخواناً ، ولِلدّينِ أنصارا، فـ ـ «انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَـهِدُواْ بِأَمْوَ لِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ذَ لِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ»۱ ... .
قالَ : لَمّا قَدِمَ مُحَمَّدُ بنُ جَعفَرٍ ، ومَحَمَّدُ بنُ أبي بَكرٍ الكوفَةَ استَنفَرَا النّاسَ ، فَدَخَلَ قَومٌ مِنهُم عَلى أبي موسى لَيلاً فَقالوا لَهُ : أشِر عَلَينا بِرَأيِكَ فِي الخُروجِ مَعَ هذَينِ الرَّجُلَينِ إلى عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقالَ : أمّا سَبيلُ الآخِرَةِ فَالزَموا بُيوتَكُم ، وأمّا سَبيلُ الدُّنيا فَاشخَصوا مَعَهُما ! فَمَنَعَ بِذلِكَ أهلَ الكوفَةِ مِنَ الخُروجِ . وبَلَغَ ذلِكَ المُحَمَّدَينِ ، فَأَغلَظا لِأَبي موسى ، فَقالَ أبو موسى : وَاللّهِ إنَّ بَيعَةَ عُثمانَ لَفي عُنُقِ عَلِيٍّ وعُنُقي وأعناقِكُما ، ولَو أرَدنا قِتالاً ما كُنّا لِنَبدَأَ بَأَحَدٍ قَبلَ قَتَلَةِ عُثمانَ . فَخَرجا مِن عِندِهِ ، فَلَحِقا بِعَلِيٍّ عليه السلام فَأَخبَراهُ الخَبَرَ ۲ .

5 / 2

بَعثُ الإمامِ هاشِمَ بنَ عُتبَةَ إلى أبي موسى لِيَستَنفِرَ النّاسَ

۲۱۴۸.تاريخ الطبري عن أبي ليلى :خَرَجَ هاشِمُ بنُ عُتبَةَ إلى عَلِيٍّ بِالرَّبَذَةِ ، فَأَخبَرَهُ بِقُدومِ مُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ وقَولِ أبي موسى ، فَقالَ : لَقد أرَدتُ عَزلَهُ وسَأَلنِي الأَشتَرُ أن اُقِرَّهُ . فَرَدَّ عَلِيٌّ هاشِما إلَى الكوفَةِ وكَتَبَ إلى أبي موسى :
إنّي وَجَّهتُ هاشِمَ بنَ عُتبَةَ لِيُنهِضَ مَن قِبَلَكَ مِنَ المُسلِمينَ إلَيَّ ، فَأَشخِصِ النّاسَ ؛ فَإِنّي لَم اُوَلِّكَ الَّذي أنتَ بِهِ إلّا لِتَكونَ مِن أعواني عَلَى الحَقِّ .

1.التوبة : ۴۱ .

2.شرح نهج البلاغة : ج۱۴ ص۸ وراجع الإمامة والسياسة : ج۱ ص۸۴ و ۸۵ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
136

۲۱۴۶.تاريخ الطبري عن محمّد وطلحة :لَمّا قَدِمَ عَلِيٌّ الرَّبَذَةَ أقامَ بِها ، وسَرَّحَ مِنها إلَى الكوفَةِ مُحَمَّدَ بنَ أبي بَكرٍ ، ومُحَمَّدَ بنَ جَعفَرٍ وكَتَبَ إلَيهِم :
إنِّي اختَرتُكُم عَلَى الأَمصارِ ، وفَزِعتُ إلَيكُم لِما حَدَثَ ؛ فَكونوا لِدينِ اللّهِ أعوانا وأنصارا ، وأيِّدونا وانهَضوا إلَينا ؛ فَالإِصلاحُ ما نُريدُ ؛ لِتَعودَ الاُمَّةُ إخوانا ، ومَن أحَبَّ ذلِكَ وآثَرَهُ فَقَد أحَبَّ الحَقَّ وآثَرَهُ ، ومَن أبغَضَ ذلِكَ فَقَد أبغَضَ الحَقَّ وغَمِصَهُ ۱ .
فَمَضَى الرَّجُلانِ وبَقِيَ عَلِيٌّ بِالرَّبَذَةِ يَتَهَيَّأُ ، وأرسَلَ إلَى المَدينَةِ ، فَلَحِقَهُ ما أرادَ مِن دابَّةٍ وسِلاحٍ ، وأمِرَ أمرُهُ ۲ ، وقامَ فِي النّاسِ فَخَطَبَهُم وقالَ :
إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ أعَزَّنا بِالإِسلامِ ، ورَفَعَنا بِهِ ، وجَعَلَنا بِهِ إخوانا بَعدَ ذِلَّةٍ وقِلَّةٍ وتَباغُضٍ وتَباعُدٍ ، فَجَرَى النّاسُ عَلى ذلِكَ ما شاءَ اللّهُ ؛ الإِسلامُ دينُهُم ، وَالحَقُّ فيهِم ، وَالكِتابُ إمامُهُم ، حَتّى اُصيبَ هذَا الرَّجُلُ بِأَيدي هؤُلاءِ القَومِ الَّذينَ نَزَغَهُمُ الشَّيطانُ لِيَنزَغَ بَينَ هذِهِ الاُمَّةِ ، ألا إنَّ هذِهِ الاُمَّةَ لابُدَّ مُفتَرِقَةٌ كَمَا افتَرَقَتِ الاُمَمُ قَبلَهُم ، فَنَعوذُ بِاللّهِ مِن شَرِّ ما هُوَ كائِنٌ . ۳

۲۱۴۷.شرح نهج البلاغة عن عبد الرحمن بن يسار القرشيـ في ذكرِ كِتابِ عَلِيٍّ عليه السلام إلى أهلِ الكوفَةِ ـ: لَمّا نَزَلَ عَلِيٌّ عليه السلام الرَّبَذَةَ مُتَوَجِّهاً إلَى البَصرَةِ بَعَثَ إلَى الكوفَةِ مُحَمَّدَ بنَ جَعفَرِ بنِ أبي طالِبٍ ، ومُحَمَّدَ بنَ أبي بَكرٍ الصِّدّيقِ ، وكَتَبَ إلَيهِم هذَا الكتابَ ۴ وزادَ فى ¨

1.غَمِصَه : احتقره ولم يره شيئاً (النهاية : ج۳ ص۳۸۶) .

2.أمِرَ أمرُه : أي كثُر وارتفع شأنه (النهاية: ج۱ ص۶۵) .

3.تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۷۸ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۲۴ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۳۵ كلاهما نحوه .

4.الكتاب الأوّل من نهج البلاغة .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 3
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 100958
صفحه از 670
پرینت  ارسال به